الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مِنْ سِفْرِ المُعْدِمِين - زاهر حبيب
الساعة 21:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

سُـبْحانَ مَـنْ خَـلَقَ الأنِـينَ وخَـلَّقَهْ
فــي الـمُـعْدِمِينَ وبـالـقَناعةِ عَـتَّقَهْ
.

 

كَــمْ مُـعْـدِمٍ إنْ جــاعَ طِـفْـلُ أنِـينِهِ
قَـبَـضَ الـهَـباءَ بـشَـهْقَتَينِ وأطْـلَـقَهْ
.

 

بـحـجابِ شِـقْـوَتِهِ تَـوارَتْ شَـمْسُهُ
ما عادَ فيهِ سوَى التَّعاسَةِ مُشْرِقةْ
.

 

وبـبَـرْزَخِ الأحــلامِ يُـوغِـلُ بـالأسـى
ويَــجُـوبُ بــالآهـاتِ كُـــلَّ الأرْوِقـــةْ
.

 

يَـتَـصَـفَّـحُ الآتـــي بـدَفْـتَـرِ بُــؤْسِـهِ
فـتَـلُـوحُ فــيـهِ غَـيـابَـتانِ ومِـشْـنَقةْ
.

 

أسَـفـي.. كَــأنَّ لــهُ الـفَـناءَ هُـويَّةٌ
ودُروبـــــهُ بــالأُحْـجـيـاتِ مُـبَـنْـدَقـةْ
.

 

يُـمْسِي ويُـصْبحُ فـي رَصيفِ عَنائِهِ
مَـنْفاهُ يَـرْكُضُ فـيهِ كَـيْ يَـسْتَطْرقَهْ
.

 

ومُنَاهُ فــي رئَــةِ الـتَّمَـنِّي أجْـدَبـَتْ
وغَــدَتْ كـأصْداءِ الـخَريفِ مُـشَقَّقةْ
.

 

ضـاقَتْ بـهِ دُنـْياهُ ، ضـاقَ بـها.. وما
لاقَى سوَى طَيْفِ الضَّياعِ ليَعْشَقَهْ
.

 

لَــكِــنْ لأنَّ غِــنَــاهُ يَــمْــلأُ جَــوْفَـهُ
قَــدْ صــارَعَ الإمْـلاقَ حَـتَّى أرْهَـقَهْ
.

 

إذْ ظَـلَّ كـ الأوْطـانِ يَـشْحَذُ نَـفْسَهُ
تَـبْقَى عـلى حَـبْلِ الـعَفافِ مُـعَلَّقةْ
.

 

مــــا مَــــدَّ كَــفـًّـا لـلـزَّمـانِ وإنَّــمـا
يَــوْمًـا تَـوَسَّـلَهُ دَمًــا كَــيْ يُـنْـفِقَهْ
.

 

طُـوبَى لـهُ ، للكادِحينَ ، لـكُلِّ مَـنْ
جَـعَـلوا عُـراهُـمْ بـالـقَناعةِ مُـوثَـقةْ
.

 

مـــا تــاجَـروا بــدَمِ الـبَـلادِ وأهـلِـها
كَلّا ، ومـا كانـتْ لَـدَيْهم ( صَـنْدَقةْ )
.

 

أنـَّـى لَـهُـمْ.. وَهُــمُ الـذيـنَ إذا رأوا
بـأنِـيـنِهِم كُــلَّ الـجـِهـاتِ مُـطَـوَّقــةْ
.

 

عَــزَفُـوا نَـشِـيـدَ الأنـْبـيـاءِ لِـتَـغْتَدي
أرواحُــهُـم بـرُبـَى الـتَّـعَفُّفِ مُـورِقـةْ

.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص