الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وئام عبد الملك
الحرب انتهكت الطفولة ببشاعة
الساعة 22:22
وئام عبد الملك



أطفال اليمن كان ذنبهم أن الساسة في بلدهم وآبائهم قد أضاعوا وطنهم، وأسلموهم للبؤس والمعاناة منذ سنواتهم الأولى في الحياة، وتنتهك في هذه الحرب الطفولة في اليمن بأبشع الصور، وتتربص بحياتهم بين لحظة وأخرى.

لقد حُرم أطفالنا من التحصين ضد الأمراض الفتاكة، إذ تعذر على آلاف الأطفال في اليمن الحصول على جرعات التحصين، بسبب عدم توافرها في بعض المراكز والمستشفيات، جراء هذه الحرب، أو بسبب انقطاع الكهرباء لأيام، ما أدى إلى تلفها إن تواجدت، وعليه فإن أولئك الأطفال أصبحوا معرضين لخطر الإصابة بأحد تلك الأمراض، التي تحصد آلاف الأطفال حول العالم وعلى وجه الخصوص في البلدان غير المستقرة، وفي ظل ظروف الحرب القاسية هذه لا تجد مسئولا يمنيا يتذكر أولئك الأطفال، فالمناصب أغلى بكثير من حياة أولئك.

كما يتم تجنيد الأطفال من قبل أطراف الصراع، فيتم الزج بهم في المعارك، والاحصائيات التي نقرأها هنا وهناك، لا تقترب من الواقع الكارثي، خاصة بعد أن تفاقم الوضع، منذ مطلع العام 2015م.

إن الأطفال في اليمن حرموا من حقهم في الحصول على الغذاء الصحي المتوازن، بعد أن تدهور الوضع وأصبح كارثي، وأصبح من الصعوبة بمكان أن تشاهد الحلوى بيد الأطفال، فبعض العائلات لم تجد القوت الضروري ليومهم، وقد حذرت منظمة سياج لحماية الطفولة الشهر الماضي، من كارثة إنسانية تواجه أكثر من 5 ملايين طفل بينهم نحو مليون رضيع نتيجة الحرب والحصار في اليمن.

حُرِم أكثر من 5 ملايين من تلميذ وتلميذة من حقهم في التعليم بحسب منظمة سياج، أولئك الذين هم أمل اليمن ونباته، إذ لم يكمل الطلاب عامهم الدراسي في المدن المتضررة، والأدهى من ذلك أن تم اعتماد نتائج تحصيلهم في الفصل الدراسي الأول، كحل خارق، فهل أولئك بحاجة فقط إلى شهادة، أم هم بحق بحاجة إلى أن يتعلموا؟! فأي غد سيكون للوطن، وتلك بذوره؟
العديد من الأطفال تأثرت نفسياتهم للغاية لشد معاناتهم من هذه الحرب، فكثير من الأمهات أصبحن يتحدثن عن أطفالهن الذين يصرخون وهم نائمين، أو يتعرضون لنوبات بكاء، ولا يحظون بساعات نوم متواصل بسبب الكوابيس التي تجعل من نومهم متقطع.

إن أصوات القصف الذي تتعرض له الأحياء بشكل مباشر، أو إثر مواجهات دامية، جعل العديد من الأطفال، يتبولون على أنفسهم لشدة الذعر الذي يصيبهم.

لقد شاهد الكثير من أطفالنا الجثث، والدماء، فبدلا من كل ذلك القبح، من حقهم أن يشاهدوا كل شيء جميل.
قضى جراء هذه الحرب المئات من الأطفال، وحُرِموا حقهم في الحياة، ولأن الإنسان هو آخر ما يلتفت إليه، أمراء الحرب، فإن المأساة ستظل في تفاقم.

ما سبق كان نماذج لحالات كثيرة من الانتهاكات بحق الطفولة والتي يصعب حصرها، والمعاناة تتعاظم كل يوم، وتأتي على كل شيء.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص