الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
فهد سلطان
تعز لا تموت
الساعة 21:36
فهد سلطان


في تعز طبيب بالأمس يدعى عيسى مهيوب حاول إنقاذ جريح سقط في الاشتباكات بحي الجمهوري فكان قناص حوثي له بالمرصاد, حيث وهو الأن يرقد في المستشفى الدولي وفي موت سريري حسب مقربين منه. 

عمار ذو 14 ربيعاً هو الأخر حاول أن يكسر حصار الجوع عن اسرته والتي تفتقر لأبسط الخدمات والحاجيات, وفي ذات الحي. 

خرج في محاولة منه لقطع الشارع الى بقاله مجاورة في الحارة, لتوقف زحفه طلقة قناص اصابت قلبه الصغير قبل أن يتجاوز الشارع ليصل الى مبتغاة. 
 
قبل شهر من الأن تقريباً تداول ناشطون صورة, قيل أنها لأحد المسنين , وكتب احدهم  معلقاً بأن الشائب كان يتسول باحثاً عن ما يسد الرمق. 

جلس بجانب احد المنازل ليستريح قليلاً , متقياً حرارة الشمس, إلا أنه كان مكشوفاً لقناص يعتلي احد البنايات المقابلة له , لم يرحم شيبته ولا عجزه وضعفه, كل جرمه أنه خرق السكون الذي يعيشه الحي منذ آيام. 

لحظتها أخذت الرصاصة الغادرة نصف وجه الرجل وبقي لساعات مضرجاً بدمه, تتوسطه عصاة والتي بقيت قريبة منه حتى فارق الحياة. 

حوادث القناصة في تعز وجرائمها لا تتوقف , ونقلها وتتبع تفاصيلها لم يعد يحرك ساكناً في لحظة اصبح الموت في هذه المدينة قنصاً أو قصفاً شيء مألوف ومعتاد. 

في تعز تقتل الحياة بكامل تفاصيلها في الأحياء والشوارع , والازقة, عبر استهداف عشوائي, بل هناك استهداف من نوع أخر , فمن يحاول إنقاذ ارواح الجرحى والمصابين في هذه المدينة هو الأخر يستحق العقوبة في عرف تجار الموت ورسل الحرب الى تعز كما حصل لعيسى. 

طبيبين تعرفهما كل مشافي تعز , أسر الجرحى بل وكثيرٌ من الشهداء تعرفهم جيداً, عملاً في مجال الإغاثة الطبية لسنوات , استبسلا في انقاذ ارواح الناس منذ اجتياح تعز دون تفريق من أين يأتي الجريح. 

تعرضا للتهديد مراراً هما واخرين, ولأنهما أصرا على الاستمرار في مهنة إنسانية , فقد امتدت يد العبث لخطفهم هذه المرة , كون الوعيد من قبل المليشيات لم يوقف نشاطهما في العمل الإغاثي الممنوع بالنسبة لقتلة الحياة في تعز. 

هم الأن رهن الاختطاف, فقد دمعت أعين الكثير لفراقهما, ولم يثمر ترجي الكثير داخل وخارج تعز العمل على فك اسرهما وإطلاق سراحمها. 

يقول احد المعلقين على الاعتقال , لقد تعجل الموت على ارواح عدد من الجرحى والمصابين, ممن كان هؤلاء الأطباء يعلمون باستمرار على مقاومة الموت القريب منهم وإعادة جو الحياه لهم باستمرار. 

البشاعة في تعز تكبر الى اللحظة التي يحاول هؤلاء قتل الحياة بكل تفاصيلها, متناسين بأنها مدينة لا تعرف الهدوء, وتستعذب الحياة سريعاً مهما كانت وطئة القاتل ثقيلة على صدرها. 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً