الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فهد سلطان
"الجماعات الدينية" كتل اسمنتية من الغباء ..!!
الساعة 18:06
فهد سلطان


ألا ما اقبح الجهل, وخاصة عندما يتدثر تحت عباءة الدين , وعبر جماعات دينية  سمتها التشدد كدليل على أنها تسير على الخطر الصحيح حسب شهورها الخاص , تلك الجماعات والتي اصبحت كتل اسمنتية طافحة بالغباء والحمق والسطحية ايضاً. 

تشدد حزم وقوة ولكن للأسف الشديد في المكان الخطأ , وتتراخى ولا مبالاة في المكان الصحيح طبعاً. 
 القاعدة والحوثية جماعتان دينيان, كلامها نقيضين لبعض ,  كلامها يشعر بأنه على الحق المبين وغيره على الباطل المحض وهذه الفكرة بحد ذاتها تكفي لتؤكد كم هي السطحية التي تضرب سيطرتها على مساحات واسعة في عقول معتنقي تلك الافكار البدائية. 

من أجهل الجهل واعظم الباطل عند الله وعند عباده العقلاء بأن هذه الجماعات تسترخص عنصر الإنسان كدمه وماله وعرضه,  وهو يعني الإنسان اعظم المقدسات عند الله, في حين تذهب تلك الجماعات الى التشدد والمغالاة في قضايا سخيفة ومضحكة للغاية كما تحكي الصورة هنا وبكل وضوح. 

كان الجميع ينتظر بأن يكون هناك قراراً شبيه بهذا القرار السخيف على الاقل يحرم الاعتداء على الناس,  وعلى الاموال العامة والخاصة , ويدعوا الى الاحتكام الى القوانين النافذة داخل المدينة. 

 لو كان هناك قرار بذلك على الاقل سيأمن الناس وستحقق اعظم قيم الإسلام واغلب مطالب القرآن من العدالة والحرية والمساواة وفعل الخير ومحاربة الباطل وإشاعة الطمأنينة بين الناس وابعاد الخوف عنهم وكل هذه القضايا تتشدق بها الجماعات أنها تسعى للحكم لتحقيقها. 

لم يحصل ذلك مع الاسف , ولأن هذه الجماعات اصلاً نبتت بعد تفشي الجهل, وغياب العقل , وقلة منسوب الوعي, راحت الى قضايا هامشية تختبر عضلاتها المفتولة, وتعزز قدرتها المواتية في إدارة الحكم , في معارك جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع. 

هنا تبرز مشكلة القات , ومحاربة القات بالفعل شيء جيد , ولكن في هذا الظرف الذي تمر به البلاد(اليمن) وسيول من الدماء تجري, وانفلات أمني غير مسبوق , وحياة للناس باتت بلا أمان ولا استقرار يجعل من مثل هذا القرار الطائش في هذه اللحظات مثار سخرية وتندر. 

إنها الكارثة وما اكثر الكوارث في بلد كاليمن , جماعة تعيش بهذه السطحية تسمى القاعدة, تصدر قراراً صارماً لمحاربة القات , وتبدأ بالتنفيذ , واخرى تقتل الناس ركعاً وسجداً وتنشر الخراب في كل ركن وحارة وشارع وبيت على امتداد الرقعة اليمنية, وتقول بأنها تنطلق من المسيرة القرآنية والدين الإسلامي السمح. 

لقد سبق لي شخصياً قبل بضعة اشهر أن التقي بأحد الشباب اليمنيين والذي ترك الدين وتحول الى ملحد, وبعد نقاش جدي طويل حول الإلحاد واسبابه , وجدت بأن هذه الجماعات كانت هي الداعية الابرز الى الالحاد عبر فكرها العبثي والذي شوه اقدس الاشياء لدى المسلمين وهو الدين. 

هل نحتاج الى تأكيد هذه الحقيقية , لا اعتقد , فالأدلة اكثر من أن تحصى , بل لم نعد قادرين على إحصاء تلك المواقف التي تصدر عن مثل هذه الجماعات والتي تصد عن سبيل الله وتدفع الناس الى خيارات اخرى معاكسة لمنطق الفهم السليم للدين والالتزام بالنظام والقانون.  
ألا ما اقبح الجهل وما اقرف الجماعات الدينية المتشددة ايضاً .. 
 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص