الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الكريم المدي
أنصار الله انقلابيون ..فهل يُبرّر نتحوّلنا لعملاء ومرتزقة ؟
الساعة 21:08
عبد الكريم المدي


أمرٌ لا يقبل القسمة على اثنين ، فما قامت وتقوم به الجارة السعودية وأخواتها ( الأربع )  في خليج التُّخمة والرجعية والعار ، جريمة نكراء مكتملة الأركان بحقّ شعب مستقلّ يمتلك من صفات العزّة والكرامة والبأس الشديد ما يفوق حبّات رمل صحراء الربع الخالي وكل رمال الأرض التي تتربع عليها كراسي سلطان المعتدين..

الذين نؤكد لهم وسيؤكد لهم الغد بأن ما قاموا ويقومون به يتنافى تماماً وحقوق الجواروالقوانين والمواثيق الدولية ، بمعنى إنه قرار خاطىء سيُدفع ثمنه باهضاً وقطعاسيحاكمهم عليه التاريخ..

أنا لستُ زيدياً ولا جعفرياً ولااثناعشرياً ، ولا أنتمي مناطقياً لصعدة أو صنعاء ، ولكنّني قبل كل شيء، مواطن يمني يدين بالمذهب الشافعي ويصلّي بكل حرية في جوامع زبيد والإمام الهادي في صعدة والكبير في صنعاء ويأتمّ خلف إمام زيدي وشافعي ، ولم يحاسبه أو يسأله أحدٌ يوماً لماذا ضمّ أثناء الصلاة ، أو قال: " آمين "

بعد قراءة الإمام سورة الفاتحة لصلاة الظهر ،أو العشاء ، أو الفجر ، أو الجمعة أوغيرها من الفروض ..!
 يا قنوات السقوط المهني  ( العربية - العربية الحدث - الجزيرة وووالخ ) ما تقدّمونه من خطاب مزيّف وإفتراء لن يعفيكم من المسؤلية الأخلاقية، ولن يخدم الاستقرارفي المنطقة أبداً ، اليمن عبر التاريخ لفضت المناطقية وتقيأت المذهبية والكراهية وكانت نموذجاً للشعب المتسامح الذي يتّسم بالنجدة والنخوة والعروبة
والكرم .

صحيح أنصار الله / اليمنيون سيطروا على العاصمة صنعاء وعمران وذمار والحديدة وتوجّهوا إلى عدن وغيرها ، لكن هذا لا يجيز لكم أن تتدخلوا بهذا الشكل السافرفي شؤن بلد يسبقكم  في الترتيب التاريخي والحضاري والعمراني والإنساني بأكثر من (4000) سنة ، ولا يجيز لكم ضرب مؤسسات
بلد يعتبر أحد أبرزمؤسّسي الجامعة العربية والأعضاء الأوائل في عصبة الأمم المتحدة وكل الهيئات والمنظمات الدولية ، ولا يجيز لكم - أيضا - منع الطائرات المدنية والعسكرية من التحليق فوق أجوائه ومياهه السيادية،و ولا يجيز لكم منع السفن من أن ترسو في موانئه لتنقل لأطفاله الدواء والغذاء والأساسيات، ولا يجيز لكم الإستهتار به وتحقيره بهذه الصورة، يكفي إنكم تتفرجون عليه وهو يعاني اقتصادياً وصحياً وتنموياً ، فيما أنتم متخمون بآلاف المليارات من الدولارات ، ولم تحاولوا يوماً أن تنتشلوه ، أوتنقذوا أطفاله من الموت جوعاً وشبابه من القتل في حدودكم ،والإذلال في مدنكم ومزارعكم، ألا يكفيكم ما يُمارس بحق أطفال اليمن من الجنسين ممن يلجؤن إليكم طلبا لكسرة خبز فيتم تحويلهم لرقيق يُباع ويشترى للمتعة ..؟!

هل تريدون أن نقول إن الحوثيين زيود وسلاليين وإماميين وظالمين ؟ لا مشكلة لدينا سنقول  إنهم كذلك وزيادة ، لكن هل يُبررهذا ما تقومون به اليوم ، من أعمال عدائية بحق اليمن واليمنيين، وهل يُبرر لكم قتل الآمنين من الناس وتدمير المعسكرات والمعدات واملاك ومقدرات الشعب بكل هذا التكبُّر والعنجهية؟!  ..
" عاصفة الحزم " أو"  الخرم " صدقوني ستفشل ، ولن تنتصروا على اليمن والحوثيين وصالح بهذه الطريقة ، بالعكس لقد خدمتم من تعتبرونهم أعداءكم،  لقد وحّدتم معظم أبناء الشعب اليمني  خلفهم ، لقد رفعتم من سمعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجله وأقاربه وحزبه ، لقد رفعتم من شعبية السيد / عبدالملك الحوثي   نعم لقد خدمتم خصومكم المفترضين والمفتعلين كثيراً من حيثُ لا تشعرون ، وفي لمقابل قدمتم أنفسكم للعالم بأنكم  أغبياء ولا تتمتعون بأي شرعية في ممالكم وإماراتكم  ،ناهيك عن كونكم تزعمون إن ما تقومون به هو من أجل تثبيت شرعية منعدمة أصلاً ونحن من يدرك هذه الحقيقة ويعيها..
للأسف الشديد الشرعية التي تدّعون الدفاع عنها ،ما هي إلا كذبة كبرى ولا أساس لها من الصحة ، تأكدوا إنكم تدافعون عن جثّة هامدة وصنم منسي منذ ألفي عام في إحدى المقابرالمطمورة، إنكم تراهنون على كتلة من الغباء والفشل والبؤس ، وتدافعون عن هُبل جامد لا يملك من أمره شيئاً ولا يُشرّف حتّى موظّفي ومنتسبي مركز تجمّع للمسنيين ، أو للمرضى النفسانيين.

لو سمحتم هلّا سألتم أنفسكم ، ولومرة واحدة عمّن تدافعون وتحرّكون الأساطيل وفيالق الجيوش والدبابات والمدرعات والمدافع والطائرات ؟ وفي سبيل من تقومون بكل هذه  " البورة " ؟ وعن أي شرعية تتحدثون ، ماذا ستقولون للأجيال ولأطفالنا المرعوبين من طائراتكم وصواريخكم التي تنفجر في كل مكان من
أحيائهم وشوارعهم وحدائقهم ومدارسهم  ؟ ماذا ستقولون لهم بعد أن يكبروا ويصيروا فتية أولوا قوة وبأس شديد؟

عذراً أضيف :  إنكم تستهترون بإرادة وقناعة ووعي شعب ذكي وحضاري كالشعب اليمني ، فإذا كنتم متعودون على مواطنيكم الذين يُجبرون على تصديقكم ، أو إبتلاع  قصصكم  الأسطورية ويضطرّون للتسبيح بحمدكم بكرة وعشيا ، فالأمرهنا في اليمن  يختلف تماما لن يصدقكم أحدٌ ولن يعجب بكم أحد..
معارك كثيرة وشبيهة بمعارككم عبر مراحل التاريخ ومنها الحديث والمعاصر خسرتها إمبراطوريات أعظم وأقوى منكم ، وتصدّعا جبروتها وقوتها على صخارالمدافعين عن قضاياهم ، سواء كانت من منظور المعتدين عادلة أم غير عادلة ، وسواء كانت بلدانهم غنية ، أم فقيرة ، ولكم أن تعودوا بذاكرتكم قليلاً للصومال ، وسوريا والعراق وفيتنام وأفغانستان التي مولتم الكثير من مجاهديها / دواعش اليوم ، وغيرها..

المهم ركّزوا في الحقيقة التاريخية التي تقول إن  معارك كهذه التي تديرونها اليوم ضدّ اليمن أنتهت بجرجرة المعتدين أذيال الهزيمة والخيبة ، وعادوا منها مدحورين، هذا إذا بقي لهم  بعدها شيءٌ اسمه سلطان قائم ودولة موحّدة ..!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص