الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
علي البخيتي
هل يُسجل عبدالملك الحوثي نفسه كأحد عظماء اليمن؟
الساعة 22:42
علي البخيتي


ستضع الحرب أوزارها خلال أسبوع بالكثير من الآن، وسيدخل اليمن مرحلة جديدة ستكون مفصلية في رسم مستقبل هذا البلد للعقود القادمة.

ما حصل وسيحصل طبيعي جداً، هناك فراغ، وهناك من يملأه، لست مع ما يحصل، وما أكتبه هو تقرير لواقع وليس تحريض لصناعته، ومع ذلك أعتقد -وأنا حر في اعتقادي- أن ملئ الفراغ أفضل من تعميم الفوضى، وسلطة واحدة -أياً كانت- تبسط سيطرتها ونعارضها خير من مجموعات مسلحة متعددة ومتناحرة تتقاتل على الأرض وتُنشئ دويلاتها الخاصة.

رحل هادي –غير مأسوف عليه- الى منفاه تاركاً ورائه وطن منكوب ومكلوم، راهن على الخارج حتى آخر دقيقة في سلطته، منحه الخارج المال لكنه تركه يلاقي مصيره مثله مثل الرؤساء الذين لم يراهنوا على شعوبهم واعتقدوا أن الخارج على كل شيء قدير.

                                                      ***
محمود الصبيحي وفيصل رجب رجال صمدوا حتى خسروا المعركة، ولا عيب في أن يصبحوا أسرى كما أفادت الأنباء، الصبيحي قائد وطني ساقه حظه العاثر الى أن يعمل تحت سلطة رئيس فاشل وعاجز ويعيش خارج سياق الواقع، واتوقع ان يفرج قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي عن كل الأسرى قريبا، وعلى رأسهم الصبيحي ورجب، وستكون خطوة مهمة على طريق المصالحة الوطنية الشاملة.

نحن أمام ظروف استثنائية ولحظات تاريخية لا تتوفر الا نادراً، وعلى أنصار الله تحمل المسؤولية ودراسة كل قرار يتخذونه وبالأخص ما يتعلق بملف الجنوب بسبب الحساسية المفرطة التي أوجدتها المآسي والحروب والمظالم التي صنعها نظام الرئيس السابق صالح وحلفائه من الاخوان خلال العقدين الماضيين، وهنا أجد نفسي معنياً بالإشارة الى ما يشاع عن نية أنصار الله اعادة العميد عبد الحافظ السقاف الى عملة على رأس قوات الأمن المركزي في عدن، لأنه سيكون أول الأخطاء التي يرتكبها أنصار الله في الجنوب، بغض النظر عن شخص السقاف فإن اعادته الى عمله تعني فرض شخص مرفوض داخل عدن من غالبية أبنائها، وبالحد الأدنى هو شخصية جدلية وليس بالضرورة تعيينه هناك، اضافة الى أنه رسالة خاطئة مفادها أن أنصار الله ما هم الا امتداد لقوى قديمة، وهناك ضباط أكفاء يمكن تعيين أحدهم كقائد لقوات الأمن الخاصة هناك بشرط أن لا يكون من المُشاركين في أي دورة من دورات القمع داخل الجنوب، ويمكن تعيين السقاف في أي محافظة أخرى أو في القيادة بصنعاء.

                                                          ***
لقد توقعت ما حصل مبكراً، لذا شرعت أنا وبعض الإخوة والأخوات -قبل مغادرة هادي صنعاء بأشهر- في التعامل مع مرحلة ما بعد سيطرة أنصار الله "الحوثيين" على اليمن، لأننا كنا نتوقع ذلك، ونسعى الآن لرص الصفوف وتأسيس معارضة حقيقية غير مرتهنة للخارج، معارضة لا تلجأ لأي نوع من أنواع التحريض المناطقي أو المذهبي أو الطائفي.


معارضة ستحرض على الحوثيين اذا أساءوا استخدام السلطة، لكنها ستحرض عليهم سياسياً، وستستغل أخطائهم، وترصدها بدقة، وتفضح أي انتهاكات لهم، معارضة تبني ولا تهدم، تتطلع للشراكة لا الى الاقصاء، معارضة تحمل مشروع وطني وتسعى لتحقيقه بالوسائل السلمية مهما تعرضت للقمع، معارضة ستكون مشكلة من كل المحافظات اليمنية.

سنعمل بواقعية، ولسنا في عجلة من أمرنا، لأننا نعرف أن الطريق طويل والصعوبات جمة، نستفيد من الدروس، ونتحين الفرصة المناسبة للإعلان عن أنفسنا، معارضة لن تسعى الى حرب مع أنصار الله أو فجور في مخاصمتهم، بل ستسعى الى اصلاحهم والشراكة معهم، وسنكون مرآتهم، وحكومة الظل لسلطتهم.

                                                           ***
أمام أنصار الله "الحوثيين" وأمام قائدهم عبدالملك الحوثي فرصة ليدخل التاريخ كأحد العظماء، وذلك اذا ما انتصروا أخلاقياً بعد نصرهم العسكري المتسارع على الأرض في شمال الوطن وجنوبه، وتجنبوا أخطاء دخول عدن في 94م، وشرعوا في تأسيس دولة شراكة وطنية حقيقية تستوعب الجميع في شمال الوطن وجنوبه.


فرصة قد لا تتكرر لغيره، مع أنها توفرت للرئيس السابق صالح بعد دخول قواته عدن في 7 / 7 / 2015م ولم يحسن استغلالها، فقد اعتقد صالح أن يوم اجتياح عدن في ذلك التاريخ كان نهاية المشاكل، ولم يكن يتصور أن ذلك اليوم سيتحول الى رمز للنضال في الجنوب، وأنه سيكون منطلقاً لإسقاط حكمه الذي أطلق شرارته الحراك الجنوبي السلمي، وإذا لم يستفد أنصار الله من تلك الدروس فكلها أشهر أو اسابيع وسيكون هناك حراك أشد ضدهم في الشمال وفي الجنوب لن يتمكنوا من السيطرة عليه.

                                                    ***
بناء الدولة هو المشروع الأهم الذي يجب أن ينخرط فيه أنصار الله هم وبقية القوى السياسية بعد أن يتوصلوا الى تسوية سياسية عادلة.


بناء الدولة على أسس صحيحة وعلمية هو المشروع الذي سيحمي وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسيجعل من المعركة الأخيرة آخر المعارك، وبناء تلك الدولة يقتضي مصالحة وطنية شاملة –وفقاً لأسس يتفق عليها- لا تستثني أحداً، لا جنوبيين ولا شماليين، لا البيض ولا آل الأحمر وعلي محسن ولا حتى هادي، مصالحة تبدأ بإطلاق كل أسرى الحروب –والاحتجاجات- من غير المجموعات الإرهابية، وتقر بمبدأ التداول السلمي للسلطة عبر تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار المتوافق عليها.

هل يفعلها عبدالملك الحوثي ويعيد الى ذاكرة اليمنيين الرئيس الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي خصوصاً وأن هناك تقارب على الأقل في السن بينهما؟، الأيام والأشهر القادمة ستجيب على هذا السؤال.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/03/25
موضح
ياعلي البخيتي
لا تصدق نفسك بها الوصف فالعظمة لله وصالح مش غبي عشان بخليهم
2
2015/03/26
القادم أسود كسواد قلب الحوثي
لا أعتقد أنه (يخلق من الدبا صماعير) يعني واحد مثل البهيمة عبدالملك الحوثي سيدخل من مزبلة التاريخ لأنه آلة حرب فقط ينفذ مخطط ويدفع بالحوثة الجهال إلى المحارق
عليه لعنة الله ولعنة الناس أجمعين أنت وهو
3
2015/03/26
الحاج المفلحي
توقعت (لم تتوقع ...واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم)ما حصل مبكراً، لذا شرعت أنا وبعض الإخوة والأخوات -قبل مغادرة هادي صنعاء بأشهر- في التعامل مع مرحلة ما بعد سيطرة أنصار الله "الحوثيين" على اليمن، لأننا كنا نتوقع ذلك، ونسعى الآن لرص الصفوف وتأسيس معارضة حقيقية غير مرتهنة للخارج، معارضة لا تلجأ لأي نوع من أنواع التحريض المناطقي أو المذهبي أو الطائفي.(تقول انه يشبه الحمدي ...بلى يشبه هتلر..دموى صبياني
4
2015/03/26
هو الذي كتب
طيط
5
2015/03/26
جنوبي أصيل
خليك نايم في العسل....
خليك نايم في العسل...ننصحك بالقدوم للسعوديه و أفتتاح مطعم يمني للكبسه والسلته ونشوف أيهما أكثر فائده للجسم وان كنت في مصر جيب معك ملوخيه بألأرانب...
6
2015/03/26
أبو منصور البخيتي
هذه المره غلطت يا علي يا بخيتي
قلت : (ستضع الحرب أوزارها خلال أسبوع بالكثير) .. هذا كان قولك أمس .. واليوم هل ما تزال تصر على قولك ذلك أم ستغير رأيك وتقول حكمة أخرى من حكماتك المعهوده
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص