الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أحمد طارش خرصان
​لحظة ثناء رخيصة
الساعة 20:19
أحمد طارش خرصان


لم يكن الأمر صعباً ،ذلك أن لحظة صدق وانحياز جاد ، كفيل بتحقيق الهدف والإقتراب من هموم الناس وأوجاعهم ، وبما يعيد للشارع الثقة في المكونات والأحزاب السياسية. 

أُطلق المختطفون من سجون جماعة الحوثي ، إثر الدور والموقف الذي لطالما انتظرناه من أحزاب المشترك ، والذين أثبتوا بحق أنهم أكثر قدرة في تحمل مسؤولياتهم إزاء الجميع دون إستثناء. 

لعل بيان المشترك كان المفتتح اللائق ، برسم ملامح مرحلة جديدة ، لن يكون الهم المجتمعي سوى الإطار الذي يتحرك من خلاله وفي حدوده الجميع ، ما يقود إلى ترميم ما تهشم من جسور العلاقة الشائكة بين المشترك والمجتمع برمته ، والتي كان أداء المشترك سبباً رئيساً في نشوء مثل هذه العلاقة . 
وقف المشترك اليوم إلى جانب المظلوم ، وكان صادقاً في تمثيله لهمومنا جميعاً.

لقد قام المشترك بما يتوجب عليه إزاء المختطفين ، وأعاد لنا الأمل أن ثمة منْ يمكن الإتكاء عليه ، أثناء دفاعنا المستميت عن أحلامنا في دولة المواطنة والعدالة المتساوية. 

كنا نظن ونحن نقاوم الميليشيات المسلحة ، أن الزمن والوجع -الذي طال الجميع- استطاع - بهدوء - محو الخسارات التي لحقتْ بنا جميعاً، من فبراير ٢٠١١م وحتى يناير٢٠١٥م ، غير أننا خُدعنا في هذا الظن - إذ أن ( بعض الظن إثم ) - لنجد أنفسنا في مواجهة آلة العنف الحوثية .

كان بودنا أن نجد المؤتمر الشعبي العام حاضراً في مربع الدفاع عنّا - دون استثناء - حاملاً على عاتقه هذه المسؤولية العظيمة ، غير أن المؤتمر يشبه أحدهم حينما ظل يلح على أمه أن تزوجه بفتاة ما، وبعد عناء طويل وافقت الأم قائلة للجميع : مدري
وفي يوم العرس وعند وصول العروسة ، دخلت عليه الأم قائلة : يا جني قم اقبض
العروسة... أمسك صاحبنا ببطنه وقال لأمه وبصوت متوجع : إقبضي بدلي انتي..
لا وجود للمؤتمر الشعبي العام ولا تواجد لأي موقف إزاء كل ما يحدث في إب والبلد من انتهاكات وعبث، قد يضع المؤتمر الشعبي العام كمتواطئٍ بشكلٍ أو بآخر مع ما يحدث من اعتقالات ومداهمات وقتل لجموع المناهضين والمتظاهرين ضد ميليشيات الحوثي .

كنا قد وقعنا تحت ثقل الشعور المضني بإرتكابنا الخطأ الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم......
خطأ الثورة على نظام صالح ، وكادت أصواتنا أن ترتفع - جراء ممارسات الحوثيين - مانحةً الرئيس السابق صالح ما يمكِّنه من اختتام حياته ، ويمحْو ذكرى(٣٣ )عام ، لم يكن فيها صالح سوى المعطل الحقيقي لبناء البلد ودولة المؤسسات المأمولة.

لم نكن لنفكر تحت وطأة ذلك الشعور بأي شيء ، ولم تدع لنا ممارسات الحوثيين ما نفكر فيه ، ولا ما الذي سنفعله تجاه الأرامل وأهالي الشهداء وأطفالهم، والذين كما يبدو لا ينتظرون منا فعل أي شيء، باستثناء انتظارهم الواهن لمواساة عابرة ، ربما قد تكون كافية لمنحهم ما يفخرون به أمام التأريخ وسنوات العمر الذاوية. 

في خطابه الأخير راح صالح يبحث عن كوارث وأزمات جديدة ، قد تبقيه على قيد الحياة ، وتشعره بالحضور في الحياة ولو كعاهةٍ ، استطاعتْ أن تنتزع من مواجع الناس وآلامهم لحظة ثناء رخيصة، ويبدو أن صالح ماضٍ في طريق انتزاعها ، والقضاء على ما ظلَّ من بلدٍ ، لم يعد يصلح ل( سوى النسيان أو للذاكرة). 

ربما نجح صالح في إدراك ثأره من خصومه عبر الحوثيين ، والذين - بحسب خطاب الحوثي واعتذاراته الأخيرة للمؤتمر - لا يتجاوز دورهم ، دور عامل بالأجرة، ليس عليه سوى انتظار( صالح) ليمنحه باليمنى ، ما هو متأكد من أخْذه منه باليد اليسرى ، إعتماداً على قدرة صالح العالية في المخاتلة وخرق الإتفاقات، بيد أننا ومن رافق صالح لحظة الظفر بثأره ، وتحقيق إنتصاره المزعوم ، سنسأله لا محالة قائلين: ها قد انتصرتْ ....

لكن هذا الإنتصار الواهم لن يقف في وجهنا ، فهل تدرك أننا أكثر قدرةً - اليوم - على انتشال البلد وإعادته للحياة ، وبما يليق بكل التضحيات التي أنجزناها حتى اليوم...؟؟؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً