الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
مدير أمن الجماعة
الساعة 16:37
أحمد طارش خرصان



لا يتفهم البعض المنطلقات التي تدفعنا للكتابة، وتعرية الإخفاق والتواطئ والإهمال والفشل ، كما ولن يتفهموا أن معايير رضانا تماثل تماماً وبقدرٍ مساوٍ معاييرسخطنا ، عند تناولنا لكثير من الأحداث والمواقف التي تستحق الوقوف عندها. 

لا أتذكر متى بالضبط صدر القرار القاضي بتعيين محمد عبدالجليل الشامي مديراً عاماً لشرطة إب، ولا أجدني مهتماً أو متلهفاً لتذكر ذلك ، ذلك أنني - وكما يبدو - فقدت إحساسي بالزمن ، وليقيني المطلق أنها لن تكون سوى ذكرى بالغة السوء ، وإدانة واضحة لموقف خانع وجبان ، يبدو أن إب ماضية في تسديد فاتورة هذا الخنوع ضحايا ودماء ، لا زالت طريةً ولم تنشف بعد من على الأرصفة والقلوب المعبأة برغبتنا جميعاً، في التخلص من أرق وجور الشعور بوقوعنا كضحيةٍ بريئةٍ وطيِّبةٍ لمرتزقٍ ، أهدتنا الأيام فرصة التّعرّف - بحسب قول أحد الأصدقاء - على ما كنّا نقرأه في كتب التأريخ عن المرتزقة ، الذين لا وظيفة لهم سوى القتل والموت والسطو. 

يبدي محمد عبدالجليل الشامي حرصاً زائداً على تقديم ما يشبه بطاقةً تعريفية ، قد تكون قادرةً على إزالة وتفسير العديد من الملابسات المرافقة لتواجده ، كداعم لوجيستي لفرق الموت وعصاباته البدائية، مانحاً إب (مظلومية ) قد لا تختلف عن تلك المظلومية التي مكّنتْ هؤلاء من التحكم بمصير بلدٍ ، بدا جاداً -اليوم -في عزل هؤلاء عن شعاراتهم ، وبما يكفي لتعريفهم كخطأٍ سخيٍّ ، ما زال قادراً -حتى اللحظة - على كتابة روايات ملوثةٍ ومزدحمةٍ بفخاخ الموت ، والنيل من أحلامنا المخبأة بشكل جيدٍ في قلب مدينةٍ....لم تجد أيّ تذمرٍ أو ردة فعلٍ - ولو مصطنعةٍ - من قبل مدير عام شرطة إب محمد عبد الجليل الشامي ، وبما يبدد ظنّها السيء بحامي المدينة وحارسها الأول ، وينفي عنه تبعيته وانتمائه لغير منصبه وواجبه المهني ومسؤوليته المقدسة في حماية أرواح من أوكل بحمايتهم ، ولعل إب تحتفظ اليوم بروائح الدماء وجثث الضحايا كدليل إدانةٍ حيٍّ على تواطئ الشامي - إن لم نقل مشاركته - في إزهاق أرواح المتظاهرين - الرافضين لتواجد ميليشيات الحوثي- وبالرصاص الحي والمباشر وبحقدٍ ، لا يفسره سوى الرغبة في قطع الشريان الذي يمدّ إب بما يشعرها بالحياة وسط كل هذا الموت.

أتحدث عن إب كمدينةٍ عزباء ، يحاول الحوثيون النيل من شرفها وكرامتها، وبتواطئٍ رخيصٍ من قِبَل كثيرٍ من مشائخها ووجهائها الذين أظهروا- بمجيء الحوثيين - تعالياً مناطقياً بغيضاً ، لا يمكن أن يمنحهم تفوقاً جغرافياً أو عرقياً، بقدر ما سيمنحهم ( قلَّةَ الأصْل) كصفةٍ ملازمةٍ ، لكلّ انطباعٍ سيءٍ تشكّل -حيال هؤلاء - في ذهنية ووجدان إب.

يوجه الحوثيون رصاصات خسَّتهم ولؤمهم باتجاه المتظاهرين العُزّل ، مخلفين وراءهم جرحى وقتلى ودماء ،فشلتْ في انتزاع إدانةٍ مستحقة من مشائخ ووجهاءٍ ، إستلذوا البقاء والتواجد بشرفٍ مثقوب وكرامة منقوصة. 

أستشهد نصر فارس الشجاع رحمه الله برصاصة حوثي منحه محمد عبدالجليل الشامي طقماً وملابسَ عسكرية ( حرس جمهوري - أمن مركزي - أمن عام ) وبرغبة من يود أن تتوزع دماؤنا بين الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة ، ودون أن يمنعه القسم العسكري من هكذا ممارسات وحماقات ، لن تثنينا عن مقاومة الحوثيين وصلفهم المتنامي. 

لم أكن أعتقد أننا سنصل إلى هذه الوضعية بتوقيتها البائس والمهين ، ولا إلى هذه اللحظة ......
لحظة أن يكون السوء مقياساً، يمكن استخدامه للمقارنة بين عقليتين ، فيهما من الخطأ ما يكفي للحكم بفشل مثل هذه العقليات في تولّي قيادة الأجهزة الأمنية كما حدث في إب مثلاً. 

لم يغادر مديرعام شرطة إب وصف الآخرين له كسجَّان مطيعٍ ( شاويش حبس) ، لا يتحرج في تحويل مقرات أجهزته الأمنية وفروعها في المديريات ، إلى سجون خاصة باللجان الشعبية ، وبإسرافٍ مكّنه من أن يكون - بإمتياز - مديراً عاماً لأمن الجماعة ، ما يؤكد بيقين لا يرقى إليه الشك ، نجاح الحوثيين في إيجاد الشخصية القادرة على تمرير قبحهم وممارساتهم ، وبما يعفيهم - بحسب اعتقادهم -من تبعات ما يقومون به من قتل ومداهمات واختطافات وقمع للمظاهرات المناهضة لتواجدهم في إب. 

هكذا تجد إبّ نفسها أمام صمت القوى السياسية -عدا بيان المشترك الأخير -وحيدةً في مواجهة عاصفة القتل والإستهتار بأرواح أبنائها التوّاقين لأن تكون إب تلكم
المدينة المعشوشبة بالحب والآمال الفقيرة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص