الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
علي حسن الخولاني
نصيحتي للعربية السعودية
الساعة 16:02
علي حسن الخولاني


 
    أتمنى من صانع القرار في العربية السعودية أن يعرف أن أمن المملكة والخليج العربي، من أمن اليمن فعلاً وليس عبر الشعارات، والاستهلاك الإعلامي، على العربية السعودية ودول الخليج أن تضغط لأجل حل فعلي وصادق بين القوى اليمنية المتصارعة فيما بينها، على العربية السعودية أن تعرف أن الحركة الحوثية أصبحت واقعاً موجود في الأرض اليمنية وبقوة، وينبغي التعامل معها بما يخدم أمن اليمن والمملكة والخليج العربي بشكل عام، على العربية السعودية ودول الخليج، أن تقوم حالاً وبدون تأخير من أجل العمل على إعداد مشروع لإنقاذ اليمن، يحاكي مشروع "مارشال" الذي قامت به الولايات المتحدة تجاه حلفائها في أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
   

إن الانفجار في اليمن لا سمح الله، سيصل إلى العربية السعودية التي لن تنجو منه ومن أثاره وتداعياته، هي نصيحتي لصانع القرار السعودي والخليجي، الشعب اليمني ليس لديه ما يخسر، لكن الجوع والفقر وبداية استفحال الأحقاد المناطقية/ الجهوية والمذهبية –المفتعلة- مع انتشار السلاح بيد الشعب اليمني، كلها عوامل ستؤدي في حال عدم تلافيها بدعم اقتصادي وتنمية حقيقية من المملكة العربية السعودية خصوصاً ودول الخليج العربي عموماً، إلى انهيار كامل وشامل للدولة اليمنية، الهشة والفاشلة أصلاً بسبب السياسات الخليجية (في المقام الأول)، الأمر الذي سيؤدي إلى اقتتال عنيف بين أبنائها –أي اليمن- تحت رايات الأحقاد المذهبية والمناطقية، والقبلية.. الأمر الذي سيؤدي إلى موجات كبيرة من اللاجئين وسيؤدي إلى التهريب بأنواعه.. وسيتيح لإرهابيي "داعش" و"القاعدة"، الاستيلاء على أسلحة الجيش اليمني، سادس أقوى جيش عربي، وبالتالي تهديد الأنظمة الخليجية بشكل عام والأسر الحاكمة هناك.. وفي ليبيا، التي استولى فيها التنظيمات الإرهابية على السلاح الليبي المتطور، عبرة.

  ويا صانعي القرار في المملكة العربية السعودية، قد تستطيع إيران الفارسية، المتنافسة معكم على الزعامة الإقليمية، استغلال علاقتها مع الحركة الحوثية التي تشترون وتبالغون في عداوتها، وبالتالي تهديد نظامكم انطلاقاً من جنوب وشرق المملكة ذات الأغلبية الشيعية، وقد تزداد الأمور سوءاً بأوضاع الأسرة الحاكمة في حال تعرضها لهزات انشقاقية وهذا ما يؤكد عليه الكثير من المتابعين والمحللين... النار لن تلتهم اليمن وحدها بل ستلتهم الجزيرة العربية بأسرها.
   

عليكم يا أشقائنا في المملكة أن تدركوا أن الأمور في اليمن تغيرت، فالمراهنة على ضرب "الحوثي" بــ"الإصلاحي" أو الجنوبي بالشمالي.. لن يفيد، فالشعب اليمني بكل فئاته، يرى فيكم، أسباب الفقر والجوع والاضطرابات.. التي مست اليمن وتقود إلى انهيارها، الشعب اليمني لن يرحمكم.

    يا صانعي القرار في المملكة، اليمن لا يوجد فيها شيعة، يوجد فيها "زيود"، والمذهب "الزيدي" هناك من يصنفه على أنه مذهب سني، وكان متعايش مع المذهب الشافعي لقرون في سلام.. يا صانعي القرار في المملكة، أنقذوا مُلككم .... اليمن، أهلكم وناسكم، وحدتها عزاً لكم وفي استقرارها استقراراً لكم... ادعموا كافة القوى اليمنية من أجل قيام حوار جاد يخرج بنتائج مثمرة لليمن ولكم، الحوثيون يمنيون وطيبون، لا تتركوهم فريسة لإيران ومخططاتها، لا تستعدوهم، وأعلموا أن منطق السياسة يقول لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل هناك مصالح دائمة، وبالتالي، فاستقرار اليمن فيه مصلحة عليا للجميع في إقليم شبه الجزيرة العربية، أما في ديننا الإسلامي، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وصى على سابع جار.
 
والله من وراء القصد

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص