الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عبد الكريم المدي
أنصار الله ومأزق التفكير..!
الساعة 19:42
عبد الكريم المدي

 
للإخوة في جماعة أنصار الله ..مع خالص التقدير .. تذكّروا- عافاكم الله - إنكم اليوم ، على الأقل ، تحكمون المناطق التي صارت عملياً تحت نفوذكم ، تحكمونها تماماً، من دون أي مُنازع ، أو قوة تصدّكم وتحاول منعكم من ذلك ، بمعنى أنتم الدولة ، ولستم في موقع المدافع عن نفسه، كما كان يحدث في الماضي،  في مرّان وسفيان وضحيان والنقعة وغيرها ، وبالتالي حاولوا أن تنتقلوا وفكرة الخنادق وغنائم الحرب، ومن التفكير - أيضا - بقلية الميليشيات، إلى فكرة المدنية وسلطة القانون ،  والتفكير بعقلية الحاكم وصاحب القرار الذي ، كحدّ أدنى ، عليه أن يُشعر الناس إنه بمقام ربّ البيت الحريص على مصالح أهل بيته، الحاكم المحافظ على  مؤسسات ومعسكرات الدولة..

فما قمتم وتقومون به حالياً  في معسكر الصُّباحة التابع للقوات الخاصة يكرّس في أذهان عناصركم أولاً:  إنهم مجرد ميليشيات تستبيح كل ما هو أمامها، تحت لافتة الجهاد الأكبر،  ومن الصعب على قياداتها أن تكبح جِماح قدسية هذا الجهاد ، أو تتحكم بنزواتها ومزاجها ورغباتها ،وثانياً:  يؤثّر على سمعتكم وقبولكم في الشارع.. ومن شأنه أنّ يُشجّع الفصائل المناوئة لكم - ولديها طبعاً الامكانيات والجهات التي ستوفّر لها كل ما تحتاجه - تشكيل ميليشيات مقابل ميليشياتكم ، في تعز وإب 

وعدن وصنعاء والحديدة وحضرموت وشوبوة ومأرب والمناطق الوسطى  وغيرها ، ولا نستبعد أن تندمج  هذه الميليشيات ، على حين غرّة ، مع تنظيمات إرهابية خطيرة تُحوّل البلاد إلى مسالخ وأفران بشرية تابعة لأبوبكر البغدادي ورفاقه .

" أنصار الله " يا أعزائي، أنتم اليوم ومن خلال ما تقومون به في معسكر الصّباحة تُصرّون على اقناع الداخل والخارج إنكم تتبنون ميليشيات لا تعرف كما قِيل عن كثير من أنصاركم وبعض قياداتكم -  أن تعشّق السيارة للعودة للخلف، وهي مبرمجة فقط  كي تمشي للأمام ، فقط ، أياً كانت وجهة هذا الأمام ومطباته وتضاريسه، كما تصرّون- أيضا -  على إقناع العالم إنكم غير قادرين ، أو مستعدّين للانتقال من الفئة المدافعة عن نفسها وحقها ومناطقها وفكرها إلى تيار سياسي قوي وفاعل ، صار مسيطراً على مساحة جغرافية كبيرة قوامها أكثر من (7) محافظات بما فيها العاصمة بكل مؤسساتها السيادية والإعلامية وقصورها وغيره.

فما الداعي - إذن - لكل هذا الإمعان والشراهة في دخول المعسكرات والسيطرة عليها وأنتم من يفترض به أن يكون قائداً لهذه المعسكرات يرفع من معنوياتها ويخاطبها بودّ وتقدير، مخاطبة القائد الذي يطمّن جيش شعبه ويطّلع على احتياجاته ودرجة استعداده القتالي ، يعزّز فيه حُبّ الوطن وخدمة الشعب ، بدلاً من اشعاره بإنه مجرد عدو غير موثوق ومأمون جانبه، الذي  يجب تركيعه وتمزيقه وسحب كل ما هو تحته من عدّة وعتاد وفكر ومهارة وعقيدة عسكرية، وعمل خلطة في ألويته ومعسكراته من خلال تطعيمها بمئات الأفراد من عناصر قتالية غير منضبطة عسكرياً.

تخيلوا ما معنى أن يتم تطعيم وحدة عسكرية كالقوات الخاصة التي تم تأهليها وتدريبها لأكثر من (13) عاماً،  بألف أو ألفين من عناصر الحوثي مثلاً ، أو الإصلاح، وكيف سيكون رد فعل قيادة وضبّاط وأفراد وصفّ ضبّاط تلك الوحدات على مثل هكذا إجراءات وأعمال حصار وتضييق ؟وكيف سيكون - أيضاً- رد ومشاعرالمعسكرات والألوية الأخرى  وأهالي منتسوبيها وكذا المجتمع بأسره .. 

كونوا أكثر عقلانية وباشروا بتهيئة مسلحيكم وأنصاركم وقواعدكم  بالإنتقال من عقلية الميليشيات والفئة التي طالما أكدت منذ سنوات إنها فئة مستضعفة ومصادرة حقوقها ومظلومة ، بسبب مواقفها البطلة والثابتة من أعداء الأمة ( أميركا - إسرائيل ) إلى جماعة ، أو قوة سياسية كبيرة وفاعلة ومتحكمة بالمشهد..
والله يجيب العواقب خير ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً