الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الكريم المدي
هل ادركتم لماذا نُدافع عن الجوية وقيادتها؟
الساعة 18:51
عبد الكريم المدي


في أحداث وكتابات سابقة أكّدنا فيها إن القوات الجوية والدفاع الجوي وقيادتها الحالية تُعتبرمكسب كبير للوطن وللمؤسسة العسكرية، يجب الاحتفاظ بها والحفاظ عليها وعدم اقحامها في أي مهاترات وصراعات سياسية ، خصوصاً وإنها تكاد تكون الوحدة العسكرية الوحيدة التي لم تعصف بها التجاذبات السياسية منذ العام 2011  وإلى اليوم ، حيثُ ظلّت محتفظة بتماسكها وحيادها في كُلّ الأحداث التي مرت بها البلاد، رغم إن الكثير منها كانت خطيرة ومُعقّدة.

أمر مفروغ منها ..لا أحدٌ يستطيع اليوم أن يزعم أو يزايد بإن القوات الجوية منحازة لطرف على حساب أطراف أخرى، وصارت من المسلّمات لدى أي مُراقب النظرإليها بأنها وحدة عسكرية تعمل من أجل الشعب، بُنِيت للوطن ، تتميّز بأن على رأسها قيادة عسكرية تُدرك ما معنى الحزبية في الجيش وضررها 
على أدائها ومهامها الوطنية ..
 

أحد منتسبي الجوية الذي قابلته بالصدفة في جلسة مقيل يؤكد لي - ولا معرفة سابقة بيينا - إن قيادة الجوية الحالية ممثلة باللواء طيار ركن / راشد الجند استطاعت أن تمتصّ أصغر وأكبر المشكلات وتتعامل بوعي وعقلية كبيرة عزّزت من خلالها في منتسبيها من أفراد وصف ضابط وضباط وفنيين وطيارين كل مبادىء وقيم العسكرية الشريفة التي ساعدت كثيراً في النأي بهم عن التجاذبات ، أو الإنعكاسات السلبية للأحداث  التي طرأت وتطرأ من وقت لآخر .

لزاماً علينا اليوم أن نرفع القبعات وتعظيم السلام لقيادة ومنتسبي القوات الجوية، ولزاماً علينا أن نعترف إن هذه الوحدة العسكرية ،التي تُعدُّ من أهم وحدات الجيش تُمثّل بوصلة وطنية وقدوة لبقية الوحدات العسكرية ،التي لا نُقلّل منها ومن إخلاصها ، وهي الأخرى تستحق تعظيم سلام لكل المواقف البطولية والأحداث التي اثبتت فيها إلتزاماً وطنياً ومقدرة في تنفيذ المهام التي أوكلت إليها وفي مقدمتها تطهير الكثير من المناطق من عناصر الشرّ والإرهاب .

وحديثي هنا عن القوات الجوية في الحقيقة يكتسب أهميته من الأحداث التي حصلت طوال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث عجزت كل الأطراف، أوالمحسوبين على بعض القوى اقحامها في المماحكات والمزايدات والتصنيفات ، رغم ما تعرضت له في فترات مختلفة من حملات إعلامية ومحاولات تشويه واضحة وحتى إبتزاز ، لكن قيادتها ومنتسبوها ظلوا على مبادئهم ، ومما يُلاحظه المتابع ،أوالمراقب لتميّز وأداء قيادة القوات الجوية هو التماسك الرائع  فيما بينها والتمسُّك بالثوابت الوطنية وشرف وقدسية الإنضباط العسكري وعدم  التأثُّر بالدعايات الخارجية وما كانت تروّج له بعض وسائل الإعلام الموجّهة التي سعت ، بقصد وبدون قصد، لايجاد خلافات وثغرات من شأنها أن تُحدث الخلافات والتصدّاعات 
في هذا الكيان العسكري الهام..

في الحقيقة نقولها صادقين إن القوات الجوية تمتلك قيادة عسكرية على رأسها اللواء طيار ركن / راشد ناصر الجند وأركان حرب العميد طيار ركن / عبدالملك الزهيري وغيرهم ، قيادة شجاعة، مؤهّلة، مخلصة في عملها .. وكما هو معروف عن اللواء الركن/  الجند إنه شخصية عسكرية في غاية الإنضباط والكفاءة والإحساس بالمسؤلية ، بدليل إنه لم يبحث عن المراكز القيادية، بقدرما يبحث عن تأدية مهامه ومسؤلياته بكفاءة، حتى المنصب الحالي ( قيادة القوات الجوية ) لم يبحث عنه ولم يوافق عليه ، بداية ، وهو الذي جاء إليه ، وبالفعل فقد كان اختياره لشغله،هو ونائبه الزهيري، من أهم القرارات التي أتخذت خلال السنوات الماضية، فيما يخص القرارات العسكري ، لأنه جاء في ظرف حساس يتطلب قدراً كبيراً من العقلانية والجدية والنزاهة  والجهود لتجاوز الأزمة والحفاظ على تماسك الجوية ، خصوصا وإنها كانت قد شهدت الكثير من الاحتجاجات والمشاكل في فترة معينة..

ما نتمناه أن تستمرّ جميع الأطراف السياسية والقوى الفاعلة ومعها الإعلام في الحفاظ على هذه الوحدة العسكرية وتعزيز تماسكها وقيمها العسكرية وثباتها في قلب العواصف والصعاب وجعلها نموذجاً لبقية الوحدات في القطاعين العسكري والمدني ،سيّما  وقد تأكد للجميع بأن الجوية وقيادتها ومنتسوبوها في قمة المسؤلية والإخلاص للوطن ..وغير منسحبين أبداً  مع الخلافات السياسية ، أومستعدين للمجازفة برصيدهم الوطني والعسكري ومكتسبات ومكانة وحدتهم ..

أضيف وأقول : حينما دافعنا ونُدافع عن القوات الجوية وقيادتها إنما نُدافع عن أمل وثقة اليمنيين بجيشهم وعن وحدة عسكرية متجرّدة من كل الحسابات السياسية، واقفة نفسها للمهنة وللإنضباط ، تُدرك ما معنى الانحياز لأي طرف، وما معنى أن تكون محل ثقة الناس ومحط تقديرهم وثنائهم.

وأزيدكم من الشعر بيتاً إنني وبعد أن كتبت وتحدثت في غير مكان ،ووسيلة إعلامية  عن القوات الجوية وقيادتها، وقابلني بعضهم  على إثرها، بالنقد ، غدا اليوم يعتذر لي ويثني على ما طرحته وعلى الجوية وقيادتها ،ويؤكدّ إنها بالفعل الوحدة العسكرية التي اثبتت عظمتها وايجابيتها في التعاطي مع الأحداث ، ولن أبالغ إذا قلت لكم إن عدداً كبيراً، ومن مختلف التيارات السياسية تقريباً ( المؤتمر - الإصلاح - أنصار الله - الإشتراكي - الناصري - الحّراك الجنوبي) أكدوا لي ، وبدون أي مصلحة ، سواء لي ، أو لهم ،إنني كنتُ على حق حينما كتبتُ وأشدت بهذه الوحدة وقيادتها وطالبتُ ،بمشاعر وقناعات صادقة، من جميع القوى السياسية الحفاظ على نهج ومكانة القوات الجوية وقيادتها الحالية وعدم استهدافها سيما وهي  اليوم اللحمة ، أو الوحدة العسكرية الأكثر تماسكاً بين منتسبيها، وتمسُّكاً على مستوى الوطن  بمصالح الشعب اليمني العليا...

دمتم يا صقور الجو وكل جنود الوطن والوطن وأبنائه  بألف خير

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص