الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د/عبدالله أبو الغيث
رحل عبد ربه فهل يرحل بقية عبيد الرب؟!
الساعة 22:55
د/عبدالله أبو الغيث


   رغم كل ما قيل عن ضعف وعجز الرئيس عبدربه هادي، لكنه في الأخير أستطاع أن يتغلب على نفسه ويحتفظ بما تبقى له من كرامه وقرر الرحيل عن منصب رئاسة الجمهورية، وذلك عندما شعر بأنه لم يعد يملك من الأمر شيئاً.
 

 نعم النفس الأمارة بالسوء تدفع صاحبها صوب التعلق ببهرجة الجاه والسلطان، وتدفعه للتمسك به حتى إن كان مجرد جاه كاذب وخادع، لكن لا يعني ذلك أن نهدر كرامتنا من أجل الاحتفاظ بمنصب زائف صرنا لا نملك القدرة على تسيير أموره.

   وهذا يوصلنا لطرح سؤال نعده من الأهمية بمكان، مفاده: هل تعد المناصب والمسؤوليات وسيلة أم هي غاية بحد ذاتها؟

   من يتعامل معها كوسيلة لا تمنعه نفسه من التخلي عن منصبه عندما يشعر بأن وجوده فيه صار لا يقدم في شؤون المهام الموكلة إليه ولا يؤخر.

   أما من يتعامل معه كغاية، فالإنجاز من وجهة نظره إنما يتمثل بقدرته على البقاء في منصبه مهما كانت التضحيات التي يضطر لتقديمها، حتى وإن تحول لمجرد ورق كلينكس يمسح به الآخرون  قاذوراتهم.

    رحلت حكومتنا بكل وزرائها واكتشفنا بأن معظمهم كانوا مجرد صور ديكورية، يعني صور مكررة من عبدربه، بدليل أن الأمور في وزاراتهم ظلت تسير بنفس الوتيرة إن لم يكن أفضل مما كان عليه الحال في وقت وجودهم. وجيدٌ أنهم رحلوا ليتحمل المسؤولين الحقيقين مهامهم في وضح النهار بدلاً من التستر بظلمة الليل البهيم.

   وذلك يجعلنا نتساءل عن بقية (عبيد الرب) الذين يتولون مواقع كبيرة في الدولة: وكلاء وزارات، رؤساء مؤسسات ومصالح، رؤساء جامعات، قادة معسكرات ووحدات دفاعية وأمنية،....إلخ، فنحسبهم أنهم قد أصبحوا بين خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يملؤون مناصبهم التي يشغلونها ومواقعهم التي يجلسون عليها، وإلا فالرحيل أشرف لهم.

   أما أن يظلوا مجرد (شُخشيخات) ودمى في يد غيرهم يحركونهم في الاتجاه الذي يريدون، فذلك مالا نرضاه لهم، وإن قبلوه على أنفسهم فهم أحرار، ولن نملك إلا أن نعزيهم في كرامتهم المهدورة.

    •    عبد ربه الجامعة:
   كنت أود الحديث عن نماذج نقدمها لكم من خلال هذا المقال المختصر، لكن النماذج صارت أكثر من أن تحصى، وأنا متأكد أن كل من سيقرأ هذا المقال ستتوارد على ذهنه الكثير من النماذج، خصوصاً من الجهة التي يعمل فيها ، وأنا شخصياً اكتفي هنا بإهداء هذا المقال لزميل عزيز يرأس إحدى الجامعات المعتبرة مع خالص التحية.
   حكمة أخيرة: نكون أو لا نكون، تلك هي المسألة!.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص