الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د/عبدالله أبو الغيث
هل ينجح عملاء الحوثي في جرجرة أحزابهم؟
الساعة 18:48
د/عبدالله أبو الغيث



   لا تستغربوا من عنوان المقال، فقد صار من المعروف أن جماعة الحوثي (أنصار الله) باتت تمتلك عملاء لها ينتشرون في مختلف الأحزاب والقوى السياسية اليمنية بكل ألوان طيفها تقريباً، على تفاوت فيما بينها بطبيعة الحال.
 

 ففي المؤتمر الشعبي العام صار التيار الموالي للحوثي هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وكان شريكاً في كل توسعات الحوثي وحروبه - على أقل تقدير منذ انطلاق ثورة فبراير الشعبية 2011م – وكان صاحب اليد الطولى في تحقيق انتصاراته، ابتداءً من سقوط مدينة صعدة، مروراً بدماج وحاشد وعمران، وانتهاءً بصنعاء ومعها معظم المحافظات الشمالية.

   ومثله الحزب الاشتراكي اليمني، الذي كان معظم أعضائه يتغنون بالحوثي باعتباره جيفارا اليمن القادم، وكان لهم دور في بعض حروبه، خصوصاً في عمران، وكان يمكنك أن تهاجم الاشتراكي أمامهم كما تريد لكنهم لا يقبلون كلمة واحدة تقال على جماعة الحوثي، وكانت صدمة شبابه كبيرة (بجيفارا اليمن) عندما انتقل من مرحلة الشعارات إلى مرحلة التطبيق، وهو ما صار يُصَعب كثيراً من مهام القيادات الاشتراكية الموالية للحوثي.

   ويكاد التنظيم الوحدوي الناصري لا يبتعد كثيراً عن موقف الاشتراكي، وتمكن المتحدثون باسم الحوثي داخله من الوصول إلى مناصب قيادية فيه (قبل مؤتمره العام الأخير وبعده)، لكن المواقف الأخيرة للتنظيم وبعض قياداته الوطنية تجعلنا ربما نعيد التقييم فيما يخص تبعية التنظيم لجماعة الحوثي.

   أما حزب الحق فقد صار في حكم المسلمات أنه مجرد ذراع من أذرع الحوثي. ويكاد يقترب من موقفه اتحاد القوى الشعبية وإن بصورة أقل وبطريقة أكثر حذراً.

   وبالنسبة للبعثيين فهناك العديد من الشخصيات البعثية التي صارت تتربع في مناصب قيادية في لجان الحوثي الثورية والشعبية، لكننا من كثرة الأحزاب البعثية لم نعد ندري لأي فرع تنتمي، فقد انقسم الحزب (السوري) مؤخراً إلى قسمين، ومثله الحزب (العرقي)، ونأمل منهم أن يقرنوا بيانتهم باسم الأمين العام لنعرف عن أي حزب صدرت.

   ولا تخفى على العين انقسامات داخل أحزاب العدالة والبناء، والتجمع الوحدوي، وحزب الرابطة، بين تيارات موالية للحوثي لعوامل تختلف من حزب إلى آخر، وتيارات تقدم المصلحة الوطنية على مثل تلك الارتباطات.

   وليست أحزاب وتيارات السلفيين ببعيدة عن وجود موالين للحوثي داخل صفوفها، فالحوثيون صاروا يتباهون بأن قائد لجنتهم الثورية في محافظة إب هو شخصية سلفية. ومثلهم التجمع اليمني للإصلاح الذي صار بعض أعضائه يميلون للتكيف مع واقع النفوذ الحوثي، سواء تم ذلك لعوامل موضوعية أو لتعصبات أسرية وقبلية وجهوية.

   بقية الأحزاب الهامشية تنقسم مواقفها بين مؤيد للحوثي ومعارضاً له، وإن كانت مواقفها هذه أو تلك لا تقدم في المشهد السياسي اليمني أو تؤخر كما توحي بذلك الأحداث الدائرة.

   أما جماعات الحراك وتياراته المختلفة فقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن معظمهم لهم تنسيقاتهم مع جماعة الحوثي، بدليل أن التصعيدات الحوثية في الشمال يقابلها هدوء مريب في جبهات الحراك، مع أن المفترض هو استغلالهم لمثل تلك الأوضاع للتصعيد في مطالبهم المعلنة. ولا نبالغ إن قلنا بأن مواقف الحراك الجنوبي صارت في معظمها نسخة مكرورة من مواقف حسين زيد بين يحيى رئيس فرع حزب الحق في محافظة أبين (يفضل أن يصف نفسه بقيادي في الحراك الجنوبي) المشارك في حفل الإعلان الدستوري للحوثيين.

   بعد كل ذلك سنكتفي بتكرار التساؤل المذكور في عنوان المقال: هل سيتمكن عملاء الحوثي من جرجرة مواقف أحزابهم للتوافق مع الأجندة الحوثية؟ ولمعرفة الإجابة ما علينا إلا انتظار نتائج الجولة الجديد لمفاوضات موفنبيك التي دعا لها (شيطان الحوار) جمال بنعمر.. لكننا ننبه ونحن ننتظر على ملاحظتين مهمتين نختتم بهما:

   أولا: علينا أن لا ننخدع ببيانات الأحزاب وتصريحات قياداتها ووسائل إعلامها، فنحن في بلد تعودنا أن يكون كلام القيادات السياسية مغاير تماماً لأفعالهم على الأرض.

   ثانياً: علينا أن لا نغفل أن بعض قيادات الأحزاب ستكون مضطرة لفرملة ارتمائها في أحضان جماعة الحوثي خوفاً من المعارضة المحتدمة التي تتأجج بين صفوف شبابها، خصوصاً: الإصلاح والاشتراكي والناصري. أو رغبة في التمثيل على الخارج كما هو حال المؤتمر.

   أخيراً: نحن نقرأ المشهد كما يتبدى لنا، وقد تكون الآراء التي أوردناها صحيحة، وقد تكون غير ذلك.. وفوق كل ذي علم عليم.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص