الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نبيهة محضور
الوطن بين عبثية الساسة وضعف مؤسسة التشريع الدستورية
الساعة 19:30
نبيهة محضور

              
مر اكثر من اسبوع على استقالة رئيس الجمهورية التي تقدم بها للبرلمان والتي سبقها بساعات استقالة حكومة بحاج بشكل يوحي بوجود مؤامرة لإرباك الوطن وادخاله في دوامة الفوضى السياسية ، تصرفات غير مسؤولة تعكس مدى الاستهتار والعبثية التي تمتع به هؤلاء الساسة اللذين امتطوا صهوة الحكم والسياسة ليس من اجل الوطن وانما خدمة لأهداف شخصية وحزبية ومناطقية ومسخرين مناصبهم في استغلال موارد الوطن ومقدراته على حساب شعب لا يهمهم عاش او فني.

 استقالة هادي التي اتت استكمال لمسلسل رخيص استمر اربع سنوات استهدف اضعاف الوطن وتدمير مؤسساته  وتفكيك جيشه ونهب ثرواته ولاستكمال لعب سياسي بين اطراف لم تحسب للوطن اي حساب ولم تدرك ان الجميع سوف يكون خاسراً فيما اذا خسر الوطن.

حقيقة ليس هناك اي اسف على هادي الذي يعتبر عهده أسوء العهود السياسية في تاريخ اليمن واضعفها والذي اثبت فيه عجزه وفشله بالمسك بزمام الأمور وضعف وفساد الحكومات في عهده فلوكان هادي يمتلك رؤية سياسية لكان  التزم باتفاق السلم والشراكة ولكان عمل على الاسراع باستكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ولكان سلم السلطة بطريقة ديمقراطية ودستورية عبر انتخابات رئاسية تحفظ للوطن امنه واستقراره وتجنبه هذه الفوضى وتنأ به عن الانزلاق في هذه المتاهات السياسية  التي يسعى البعض ممن فقدوا الشعور بالمسؤولية الوطنية اقحام الوطن فيها غير ابهين بمصير الوطن ارضاً وانساناً.

 والشيء المؤسف حقاً هو ضعف المؤسسة التشريعية الدستورية ممثلة بالبرلمان الذي لم يتخذ الى اليوم موقفاً حازماً في هذه الاستقالة اما بالقبول او الرفض واتخاذ الاجراءات السريعة التي تحول دون ابقاء الوطن في هذا الفراغ   الدستوري لكل هذه المدة التي تشكل وضع خطير يهدد امن وسيادة الوطن ، فالبرلمان هو المسؤول الأول عن ايجاد الحل الذي يجب ان يكون دستوري وعبر المؤسسة الدستورية عبر البرلمان الذي يعتبر السلطة التشريعية وليس عبر اي جهات اخرى ولا في اجتماعات الموفمبيك التي تعتبر مضيعة للوقت وتتيح الفرصة لمزيد من التدخلات الاجنبية ولظهور شخصيات عفى عليها الزمن تسعى لا يجاد مكان لها في معمعة السياسية.

 فهل يعي الشعب اليمني ان اسقاط البرلمان هو اسقاط لما تبقى من الدولة المنهارة ؟ وهل سيحفظ لهذا الوطن ما تبقى له من ماء الوجه ، وهل سيقوم البرلمان بدوره المفترض بالمسك بزمام الامور و يدر مسؤوليته الوطنية ؟ ام ان كل شيء في هذا الوطن المنكوب بات خارج السيطرة ويخضع للتدخلات الخارجية ولعبث العابثين ؟

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص