الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عصام الأكحلي
ردفان والردفاني يكشفان الغطاء
الساعة 19:15
عصام الأكحلي


للأسف تقول الحقيقة .. عندما يكون الجيش طائفياً أو مناطقياً , تكون الدولة "سلطة وثروة ونفوذ " بشكل تلقائي طائفية ومناطقية أيضاً , و هذا ما ظهر جلياً قبل سنوات في العراق وسوريا , ويتضح حالياً أيضاً في اليمن .

ندفع اليوم غالياً ثمن عقودٍ من الصمت واللامبالاة , وسندفع غداً الكثير أيضاً إن إستمر الوضع على ما هو عليه , ولذا يجب الرفض بشكلٍ قاطع لمؤامرة الحوار ونتائجه في موفنبيك , ورفض الإلتفاف على مشروع الأقاليم ومخرجات الحوار والدولة المنشودة لأنها الضمانة الأكبر لإنهاء إحتكار السلطة والثروة وضمنها الجيش في إطار الدائرة الضيقة لتكتل الفيد التاريخي .

في ردفان .. وقبل أيامٍ معدودات تابع الجميع محاولة عدد محدود من مسلحي الحراك الجنوبي للسيطرة على إحدى النقاط العسكرية في الطريق العام , وبعدها رأينا بإستغراب وذهول التحرك الحازم والصارم للجيش , بل قامت القوات الجوية أيضاً بالقصف بالطيران على مواقع المسلحين , ليتضح لنا أن هناك جيش لدينا يستطيع الدفاع عن الدولة و قتال المليشيا حينما يريد ذلك , هذا حدث ويحدث الان أيضاً في عدن وحضرموت والبيضاء , وعلى النقيض من ذلك ..تم بدمٍ بارد إغتيال الشهيد الردفاني قائد كتيبة أبي موسى الاشعري لأنه فقط لايوالي مليشيا الحوثي ورفض تسليمها الكتيبة العسكرية التابعة للجيش الوطني ولم يصدر حتى بيان إدانة من قيادة الجيش , و قبل ذلك رأينا الجيش يرفع الراية البيضاء لجماعة الحوثي في العاصمة والحديدة وذمار ويريم وإب وأماكن أخرى .

بالتأكيد , كشفت ردفان , وكذا إغتيال الردفاني وأحداث أخرى مزيداً من الغطاء حول واقع مؤلم , يفيد بطائفيةٍ وعنصريةٍ واضحة في مفاصل الدولة وضمنها الجيش , وربما هذا يفسر السبب الرئيسي لقرار تسريح الجيش الجنوبي بعد حرب صيف 94 , وكذا دواعي طلب جماعة الحوثي دمج وضم مقاتليها في وحدات الجيش والأمن , كما يفسر ذلك أيضا طريقة التعامل الهمجية مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء الجنوب , وطريقة تعامل المليشيا الراقية مع الرئيس السابق علي صالح ورموز نطامه في شمال الشمال .

لقد كشفت لنا الأحداث الأخيرة من جديد وأكثر من أي وقتٍ مضى أهمية و ضرورة إعادة تشكيل الجيش اليمني على أسس وطنية ٍ خالصة , وإعادة الإعتبار للجيش , وبما يعكس إنتمائه لكل الوطن , وليس لطائفةٍ أو منطقة , والان في العراق وبعد سنوات من الدمار أدركوا ذلك وقرروا معالجة الأخطاء وتشكيل الحرس الوطني وبنسبة عشرة بالمائة من كل محافظة وعلى أسس وطنية , ولذا يجب علينا أن نبدأ من حيث إنتهى الاّخرون , لا أن نكرر ماّسي الماضي وتداعياته الكارثية .

إن إرساء دولة الحكم الرشيد ومبادئ العدالة والمساواة وانهاء المركزية وإحتكار رموز القبيلة والدين وقادة العسكر في شمال الشمال للدولة وتدشين مشروع الأقاليم , هي أول خطوات إستعادة الوطن و تكوين جيش وطني يمثل اليمن الكبير بكل أطيافه وأرجائه ..و لذا يجب إستكمال الحلم , ومواصلة الثورة والسعي لتحقيق أهدافها المجيدة ورفض مسار الإنقلاب على كل أحلام وطموحات أبناء الوطن الحبيب ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص