الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د/عبدالله أبو الغيث
التجمع اليمني (للإنصاح)!!
الساعة 19:24
د/عبدالله أبو الغيث



   كلمة الإنصاح الواردة في العنوان ليست خطأ مطبعي، ولذلك وضعناها بين قوسين، لتحل بديلاً لكلمة الإصلاح كما هي في المسمى الرسمي للتجمع اليمني للإصلاح، لأننا نعتقد أن حزب الإصلاح قد قرر التحول من حزب سياسي إلى جمعية وعظية تلقي المواعظ والنصائح الإرشادية ذات البعد الديني على أعضائها.
   

وقد كان ذلك واضحاً من النصائح الوعظية التي أرسلتها عبر وسائل الإعلام دائرة الوعظ والارشاد في الأمانة العامة للإصلاح يوم أمس الأحد، حيث شنفت أذاننا بخطبة عصماء كان مكانها الطبيعي منابر الجوامع في يوم الجمعة لعموم المصلين؛ الإصلاحيين منهم وغير الإصلاحيين، أما أن ترسل عبر وسائل الإعلام للإصلاحيين في الداخل وكمان في الخارج فذلك مالم نستطع فهمه!

   ولا يخفى بأن كتمان تلك الخطبة كان أفضل من إطلاقها، فقد كان الإصلاحيون قبل قراءتهم لها يعتقدون أن حزبهم يمتلك استراتيجيات غير معلنة، لكنهم من خلال هذه الخطبة قد صدموا بواقعهم المرير، وعرفوا أن لا استراتيجيات ولا هم يحزنون!

   لقد قلنا أكثر من مرة وفي مناسبات عدة بأنه سيتوجب على الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية إذا أرادات أن تنجح في مهامها السياسية أن تفصل عملها التنظيمي عن الجوانب الدعوية والخيرية مع أصحابها المتربعين على عرش قيادة تلك الأحزاب، وتأتي بقيادات سياسية متخصصة تتعاطى مع الأحزاب بصفتها مكونات سياسية، وضربنا مثلاً للنجاح في ذلك بحزب العدالة والتنمية التركي ، وبالمقابل بحزب الحرية والعدالة المصري التابع لجماعة الإخوان كنموذج للفشل في هذا الجانب.

   وقد أثبت البيان الوعظي الصادر عن حزب الإصلاح بأن لا حياة لمن تنادي، فالخطبة الخطبة، والجمعة الجمعة، فقد رفعوا شعار "ليس بالإمكان أبدع مما كان"، فقادة الإصلاح يبدو أنهم قد قرروا التفرغ لإصدار البيانات الوعظية بدلاً عن البيانات السياسية، وما تتناساه بياناتهم يتداركونه بمواعظهم الفيسبوكية!

    ياسادتي: الزمان صار غير الزمان، والوضع غير الوضع، وحزبكم مليء بالكوادر الشابة والكفؤة، فما عليكم إلا أن تفسحوا لها الطريق لتحول الإصلاح إلى حزب سياسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وتتفرغون أنتم لإلقاء المواعظ في الجوامع التي سيتركها لكم الحوثي ولن يفجرها أو يصادرها! ويمكنكم أن تنشئوا لكم زوايا خاصة إن لم تكفكم الجوامع المتبقية بأيديكم.

   في الختام: تسربت إشاعات بأن الحوثيين سوف يعلنون الطوارئ في اليمن، وسيقبضون بموجبها على قادة الأحزاب السياسية، خصوصاً حزب الإصلاح. وأنا أقول لا تصدقوا شيء من ذلك، لأن الحوثي يدرك جيداً أنه سيكون المتضرر الأكبر من مثل هكذا خطوة، حيث سيضطر لمواجهة قيادات شابة غير مثقلة بالحسابات والتخوفات والضغوطات والمصالح، وهو ما سيقلب الطاولة فوق رأسه.

   حكمة أخيرة: إذا لم تكن قادراً على قول الحق فلا تسكت من يقوله واكتفي بفضيلة الصمت!.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص