الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عصام الأكحلي
معركة المركز المقدس وتحرير هادي
الساعة 22:35
عصام الأكحلي


على عكس ما تصوره الجميع لقربه من المنطق وتسلسل الأحداث , لم يتم الإعلان عن مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد وإقصاء الرئيس هادي , طيلة نهار العشرين من يناير كانت التحليلات تشير إلى إعلان المجلس العسكري خلال خطاب عبدالملك مساء اليوم ذاته , لكن ذلك لم يحدث , و من الواضح أن تحالف الشر يسير بذكاء إستراتيجي ودهاءٍ سياسي .

تم الإنقلاب غير المعلن , وبعد أن كنا نطالب بأراضي 48 أصبحنا نطالب بغزة وشئياً من الضفة ..عفواً أقصد بعد أن كان مطلبنا إنسحاب الميليشيا من العاصمة , أصبحت أمنيتنا إنسحابها من دار الرئاسة و محيط منزل هادي , و بعد أن كان مطلبنا إقالة مدير أمن العاصمة بعد نفيه علاقة الميليشيا بإختطاف بن مبارك , أصبح هدفنا عدم زيادة مناصب الميليشيا في أمن العاصمة عن نصف المقاعد في الإدارات التابعة للأمن .

بالأمس أيضا كنا نطالب بتحرير معتقلي الثورة السلمية , واليوم نطالب بتحرير رئيس الجمهورية , كم كنا ساذجين عندما كنا نطالب هادي بإستعادة عمران وتحرير صعدة , و كم كنا مغيبين عندما طالبنا باسندوة بتعديل صفقة الغاز و إقرار مشروع العدالة الإنتقالية , وكم كنا مغفلين يوم طالبنا بن مبارك بإقرار مشروع الأقاليم الستة , وكم وكم كنا خارج إطار الواقع , فاليوم أدركنا يقيناً أن الزعيم كان ومازال يدير كل شئ من الألف إلى الياء , وأن الجيش مازال جيشه , والمال ماله , والدولة دولته .

رغم كل شئ , فمحور الممانعة والمقاومة لتحالف الشر , مازال بيده الكثير , ولم يتم إبادته وسحقه بشكل كامل , فالإنقلاب كشف الكثير , وجعل الصورة أكثر وضوحاً , فمازال الصمود جلياً في مأرب و البيضاء وإب والحديدة , وعنفوان الرفض ساطعاُ في تعز , و موقف أبناء لحج وأبين وشبوة وعدن و التضامن العلني المعلن في قناة عدن مع الشرعية و موقف اللجنة الأمنية والمحافظ واللجان الشعبية كان أكثر من رائع , و عبر الشعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام عن رفضه للإنقلاب وإعادة العجلة إلى الوراء ,ومواقف أخرى جميعها فتحت نافذة للضوء , و أبقت الأمل في المستقبل .

يدور الحديث الاّن حول النقاط الأربع للميليشيا , و معركة مأرب , وتوسيع الهئية الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار , والشراكة وتوغل الميليشيا في مناصب مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية , لكن كل هذا مجرد هوامش للتمويه على أساس القضية ودافع الإنقلاب , والذي ينحصر في تعديل مشروع الأقاليم , فهو القضية المصيرية كما زلت لسان السيد بهذا في خطابه الأخير , وهو أيضا الأساس للإنقلاب , نعم إنها معركة المركز المقدس المتأصل في الواقع منذ ما يقرب من ألف ومائتين عام , فرموز القبيلة والدين وقادة العسكر في شمال الشمال – وأقصد الرموز والقادة فقط أما سكان ومواطني شمال الشمال فهم مثل بقية الشعب على الهامش – مستميتن في الدفاع عن مصيرهم ومغانمهم المكتسبة منذ مئات السنين , وحتى اّخر رمق , وفي المقابل فعلى الشعب والملايين التي تتوق للغد الأفضل و العدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة والمواطنة أن تدافع عن مصيرها ومستقبلها بكل سلمية وخطوات اخرى مشروعة لتصل إلى هدفها المنشود .

أول خطوات كسر الإنقلاب تبدأ بتحرير الرئيس هادي وضمان وصوله إلى عدن , ومواصلة المشوار واستعادة الدولة لاستكمال مسيرة الحلم نحو المستقبل , و لذا فبالتأكيد لن يسمح تحالف الشر بذلك , و لذا فنجاح أي طرف في هذه النقطة بالذات يعتبر خطوة هامة جداً في تقييم مسار الطرفين , الشعب وتحالف الشر ..ودعونا رغم كل شئ نتفاءل , وأيضا نسعى ونعمل بكل إخلاص وتفانٍ للإنتصار في مراحل معركة المركز المقدس .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص