- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
ثقافة الفرسان مصطلح أشتهر عبر مراحل التاريخ باعتباره صفة حميدة لمن يدير صراعه مع خصومه بنوع من النبالة والشرف، وفي مقابلها تأتي صفة العبودية (الفعلية أو المعنوية) التي تصبح صفة لمن يدير خصوماته بنوع من الجبن والخسة والسفالة والنذالة.
الفارس الحقيقي يحرص أن ينتصر على خصمه من غير أن يلجأ لحيل ملتوية ووضيعة.. لذلك تجده لا يغدر بخصمه ، ولا يجهز عليه إن تعثرت قدماه أو إن كبى عن جواده إن كان الفارسين يقاتلان على جوادين، وكذلك لا يقتله إن سقط سلاحه من يده ويترك له فرصة استعادة سلاحه.
بل إن التاريخ أخبرنا بقادة عظام أوقفوا حروب جيوشهم مع جيوش خصومهم لمجرد معرفتهم بمرض قادة جيوش خصومهم ، رغم أن ذلك كان وسيلة تمكنهم من تحقيق الانتصار..
ولعل خير مثال على ذلك هو موقف القائد المسلم صلاح الدين من خصمه ريتشارد قلب الأسد قائد الحروب الصليبية، حيث لم يكتفِ صلاح الدين بإيقاف المعارك فقط عندما علم بمرض الملك ريتشارد ؛ بل إنه ذهب بنفسه متنكراً إلى ريتشارد ليعالجه من مرضه.
وهو ما قابله ريتشارد بنفس الثقافة النبيلة عندما علم بشخصية صلاح الدين، ومع ذلك لم يستغل ذلك ليغدر به ويتخلص منه وهو وحيد في معسكره ، خصوصاً أنه لو فعل ذلك بقائد المسلمين ربما يتمكن من هزيمهم.. لكنه لم يفعل.
وبالمقابل هناك قادة آخرون تطبعوا بطباع العبيد ، فكانت أفعالهم على شاكلة طباعهم.. ولعل أبرز مثل يتبادر إلى الذهن هنا هو ما ترويه المصادر العربية عن صراع القائد الحبشي في اليمن أبرهة مع خصمه القائد أرياط ، حيث تحكي تلك المصادر بأن أرياط قد دعى أبرهة لمبارزة فردية عندما خرج عن طاعته مع بعض الجيش، خوفاً من هلاك الجيش الحبشي في اليمن.
لكن أبرهة الذي تربى على ثقافة العبودية (كان منذ صغره عبداً لتاجر بيزنطي يتاجر في الحبشه) لم يفهم لغة الفرسان تلك ، حيث قبل المبارزة ، لكنه جهز للغدر بصاحبه، ووضع أحد عبيده متربصاً بحربته ليجهز بها على خصمة إن رأى بأن النصر سيكون للقائد أرياط .. وهو ما كان.
ومن بداهة القول بأن ما يشهده الوطن اليمني في اللحظة الراهنة من أعمال اغتيالات وتفجيرات تقتل الأبرياء بغرض إيصال رسائل لهذا الطرف أو ذاك إنما تفتقد لثقافة الفرسان، وتندرج ضمن صراعات العبيد بكل تفاهاتها.
فالفارس لا يكذب ولا يخادع ولا يغش ولا يخون.. لكن العبد يفعل كل ذلك!
والفارس كذلك لا يخلف وعد قطعه لخصمه، ولا يغدر بخصمه إن أمنه.. لكن العبد يفعل، بل ويعتبر ذلك من الشطارة!
والفارس أيضاً لا يَفْجُر في خصومته مع أعدائه ، ولا يستغل لحظة انتصاره عليهم ليمارس ما كان ينتقده عند خصومه من أفعال مشينة.. لكن العبد لا يتورع عن ممارسة كل ذلك.
ولذلك قالوا قديماً: لا تشتري العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد.
خلاصة القول: هناك عبودية فعلية يجبر عليها الإنسان، لكن الأقسى منها هي العبودية المعنوية التي يكتسبها الإنسان بالفطرة، ويتشربها في طباعه وأخلاقه، وتصبح جزء من سلوكه اليومي وتعاملاته مع غيره، حتى إن كان يتبدى أمام الآخرين بأنه حر وسيد نفسه.
• نموذج لأحد العبيد:
سوف أختتم المقال هنا بقصة مختصرة عن أحد عبيد الفطرة أولئك ، فهذا (العبد) هداه تفكيره المريض وعجزه عن المواجه إلى أن يفتح إيميل مزور باسمي، يبعث من خلاله بعض الرسائل التافهة كطبعة، معتقداً أنه بذلك يشوهني.
وكان آخر رسائله تلك أن قام بحذف اسم الأستاذ رائد الجحافي من على مقاله المنشور في موقع عدن الغد بعنوان (الرئيس اليمني وهم الأقاليم والفيدرالية أمام حقيقة قوتي الحوثي والقاعدة) ثم وضع ذلك العبد اسمي وصورتي على ذلك المقال، وبعثه من ذلك الإيميل المزور إلى بعض المواقع الإخبارية على أنه مقال يخصني.
بعض تلك المواقع الإخبارية تنبهت لحيلة ذلك العبد، بينما وقعت مواقع أخرى في فخه لكونها لا تملك إيميلي الحقيقي فنشرت المقال باسمي ، ثم قامت بحذفه بعد أن نبهتها لذلك.
طبعاً صار بإمكاني معرفة ذلك العبد المتخفي عن طريق الحصول على ال (ip) الخاص به من المواقع الإخبارية التي أرسل لها ذلك المقال، وبالتالي معرفة خط الانترنت الخاص به ورقم تلفونه الذي يعمل عليه..
لكني آثرت أن لا أفعل ذلك، لسببين: الأول لأني تقريباً بت أعرف من هو؛ فطباع الشخص تنبئك عن فعاله ، والثاني لأني أحسست أني بذلك سوف أعطيه شرف أعتقد أنه لا يستحقه، عندما يحسب نفسه أنه قد صار أهل لمخاصمتي، فقلت يكفيه عقوبة أن يظل في نظر نفسه مجرد عبد ، وأقسى العقوبة على الشخص أن يحتقر نفسه أمام نفسه.
أخيراً: أوضح بأني لا أستخدم في مراسلاتي عبر البريد الإليكتروني إلا إيميل وحيد ومعروف للجميع، ولمن أراد أن يتأكد من فحوى رسالة وصلته باسمي وشك من مضمونها وأسلوبها بأنها لا تخصني فرقم هاتفي معروف أيضاً، ولا أملك إلا خط واحد لا أستخدم غيره.
وصدق من قال: العبد يقرع بالعصا *** والحر تكفيه الإشارة.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر