الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تركي الدخيل
أساليبهم في تبرير مجزرة باريس !
الساعة 16:28
تركي الدخيل


ربما لم يكن الحدث الفرنسي استثناء، فالمجزرة التي حدثت لن تمر مرور الكرام، بل ستدفع إلى إجراءات غربية كبرى من أجل الحد من أخطار المتطرفين، وهذا متفهم أن يحفظوا بلدانهم من العابثين، وللأسف فإن القلة المتطرفة في الدول الأوروبية وأمريكا هي التي تسيء إلى بقية المعتدلين العاديين الذين ينصاعون إلى القوانين ويبدعون في المجال العام. نتذكر وزراء ولاعبين وفنانين من المسلمين، بل إن رجل الأمن الذي قتل أمام مبنى الجريدة كان مسلما يحمي المؤسسات المدنية الفرنسية، لكن لا تلوموا الغرب ولوموا أنفسكم، هناك خطابات تبرير كارثية، وهي ليست من داعية أو خطيب جمعة، أو ممن لا يستغرب منه القول، بل من مثقفين وممن يحسبون على أهل الرأي والفكر.

أبو يعرب المرزوقي الذي كتب وترجم في الفلسفة، في أول رد فعل له على الجريمة قال إن هذه المجزرة تعبير عن صورة «تزاحم القيم»! وأضاف: «إن الفعل كان رد فعل بدائي على إساءةٍ بدائية»! يعني أنه يساوي بين الفعل ورد الفعل. بين التوصيف الأول والتوصيف الثاني بجامع «البدائية» في كلا التصرفين، هكذا قال، وهذا شكل من أشكال «التفهم» أو «التبرير» للإجرام.

الصحافيون في الجريدة لم يقوموا بعمل بدائي، بل قاموا بعملهم (ضمن قانونهم) تختلف مع الطرح أو تتفق معه هذه قصة أخرى، لكن أن تكون صحافيا في فرنسا ولم تخالف القانون، فإنك لست بدائيا بهذا الشكل، لكن أن يقتحم مجموعة من الملثمين مبنى جريدة بكل صفاقة وإجرام لتصفية مجموعة من الصحافيين، هذا فعل إجرامي يتجاوز كل الأعمال البدائية أو العادية والأخطاء الطبيعية، المجزرة جريمة وليست «ردة فعل» كما يقول المرزوقي.

هناك خطاب مأزوم تجاه الإرهاب، ومن المؤلم أن نفس المنطق الذي تطرقنا إليه قبل خمسة عشر عاما، نضطر مرارا للتأكيد عليه مع كل مجزرة!.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص