الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فائز بن عمرو
مهاتير حضرموت أم زنداني صنعاء
الساعة 17:43
فائز بن عمرو

 

 

 الأعراف الإعلامية في أرقى الدول ديمقراطية وتحضرا تمنع نقد الحكام إلا بعد ثلاثة أشهر من ممارسة السلطة ، وهذا يستوجب علينا رفض نقد محافظة حضرموت الوافد الجديد لكرسي المحافظة في أوضاع شبه مستحلية للنجاح وتحقيق الانجازات ، ولكننا أردنا من هذه المقالة التنبيه وتصحيح المسار إن صح القول .

            كعادات الإخوان المسلمين وزبانيتهم ونهجهم في كل مصر أو وطن اللهث وراء المصلحة وتبني النجاحات والبراءة من  كل فشل وتحميله للآخرين . نرى الجوقة التي تحيط بمحافظ حضرموت الشاب الذي لم يضعه رجله في ارض المطار ، إلا وأمطروه بألقاب وأوصاف ويبيعونه الوهم لتضليله وكسب المصالح الشخصية والحزبية والنفعية لإقصاء الكفاءة وتحكيم شعار " العشيرة والأهل والإخوان " ، من تلك الشعارات التي أطلقت على الوافد الجديد : " مهاتير حضرموت " ، " المبتلى المؤمن " وتصدرت صورته عبارة " ثروتنا الحقيقة هي التي تمشي فوق الأرض لا ما هو مدفون تحتها ، كم نحن بحاجة إلى الاستثمار في الإنسان فهو صانع النهضة وبانيها " .

هذه الشعارات الفضفاضة والعبارات الخطابية المجافية للواقع السيئ والمتشظي التي تصلح لخطاب الجمعة وبيع المغلفون الأوهام بدأت ترسم سياسة وسلوك المحافظ الجديد ، ولا سيما في كلمته المرتجلة في حفل تنصيبه ـ التي في أحسن الأحوال لا تخرج عن خطاب جمعة كوكتيل ـ تتحدث عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والأمر بتقوى الله لنجاح وفلاح محافظتنا وإصلاح أوضاعنا . تحتاج حضرموت ووضعها المنفلت والمقلق خطة أمنية تنهي الفراغ الأمني وتحارب الفساد وتحمي ما تبقى من بقايا الدولة وتحقق تلاحم مجتمعي وحزبي وسياسي تقوم على أهداف ومبادئ واضحة وقابلة للتطبيق يتحقق حولها اكبر قدر من الإجماع أو التوافق .

            من تلك الإشارات المقلقة سير الوافد الجديد على سياسة الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية برئاسة الدكتور سعيد الجريري التي كان من أول قراراتها اجتثاث القات ومنعه من دخول حضرموت الذي كان طلقة الرحمة على هذه الهيئة وإعلان بموتها وفشلها ؛ لان ثورة حضرموت وأبناءها على مظالم سياسية ومجتمعية وعضل أبناءها من حقوقهم الشرعية والدستورية وليس اختصار قضايانا بمنع قات أو بيعه . ترددت بعض الأصوات بان المحافظ اصدر فرمانا جديدا منع فيه دخول القات لديوان المحافظة أو تداوله من قبل حراسته ومرافقيه ، وهذه خطوة أن صحت انحراف عن المهمة المجتمعية لتحقيق الوحدة الوطنية والمجتمعية بالمحافظة ، وهي تدخل في باب الترفه السياسي والحزبي والمذهبي .

            أخشى أن تلك الأصوات والأبواق المنافقة التي تردد شعارات وعبارات تضلل المحافظ الشاب وتدفعه بان يكون زنداني صنعاء الذي ألهى اليمنيون والوطن العربي باختراعاته الأفلاطونية ابتداء بالايدز وانتهاء بإنهاء الفقر في اليمن نهاية عام 2014م . تلك الشخصية التي روجت للوهم تحمل ذكريات سيئة ومحزنة في كل ربوع الجنوب وحضرموت ، فهو الذي باع الوهم في حضرموت والجنوب من سرد كرامات الفاتحين في حرب استباحة الجنوب ونهب ثرواته باسم الدفاع عن السنة ومحاربة الشيوعية وتنفيذ الشرعية التي أحرقت الأخضر واليابس بالجنوب وحضرموت ، وتركت أهله وأرضه ساحة مستباحة من الظلم والقهر والحرمان .

            نتمنى من محافظنا الشاب أن يعمل باختيار عتبة بيته بعناية قبل كل شيء ، وان  تكون بطانته ومستشاريه من الصادقين والمخلصين ، ونتمنى منه العمل أكثر مما يتكلم ، ولو يتسع صدره للنقد ؛ نرجو ان تكون خطابته المقبلة مكتوبة ومدروسة قدر المستطاع .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص