الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تركي الدخيل
عام سيئ.. لجماعةٍ إرهابية!
الساعة 16:13
تركي الدخيل

 


ليس سرا أن هذه السنة التي تطوي آخر أيامها مؤذنة بالرحيل هي الأقسى على تنظيمات العنف والإرهاب، من الإخوان المسلمين إلى داعش. حوصرت جماعة الإخوان عبر القوائم التي صدرت من السعودية والإمارات وتدرس بقية دول الخليج اعتمادها. الحصار لم يكن فقط للمنفذين كما هو الحال في السابق، بل شمل حتى المنظرين، مر زمن تم فيه الفصل بين المنفذ والمنظر، وحين يقبض على الأول يبقى الثاني مستريحا رغدا آمنا في بيته، غير أن هذا الجمع في العقاب بين القائل والمنفذ، بين صاحب الرؤية ومطبقها جعل الإخوان في حالة ارتباك كبرى، ولا أدل على ذلك من الصراخ الذي تلاحظونه لرموزهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أثير الإذاعات، ولمعان الشاشات.

لنأخذ مثالا واحدا على التكتيك الإخواني الخطير في الفصل بين المنظر والمنفذ. في كتاب «الثوابت والمتغيرات» لصلاح الصاوي -وهو مرجع معتمد في المكتبات الإخوانية والمجاميع السرورية- يقول في ص:265: «لا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية، ويظهر النكير عليها آخرون، ولا يبعد تحقيق ذلك عمليا إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد، أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شيء من ذلك، ترجيحا لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة».

هناك من ينفذ وهناك من ينظر، وهناك من «ينكر» للضرورة، بغية إتمام العمل السياسي، والهدف الاستراتيجي. مثل هذه الرؤية باتت مفضوحة هذا العام حين قررت الدول المعتدلة إدانة حتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو منظمة إخوانية، وكذلك منظمة كير، أو منظمات أخرى تتستر بالعمل الدعوي وهي في باطنها تمارس العمل السياسي. الأكيد أن هذا العام كارثي على جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص