الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
غيلان العماري
المقامرون..!!
الساعة 13:56
غيلان العماري

وأنت تحاول جاهداً الوقوف بثبات في وجه تداعيات هذا الواقع الرسمي البائس, علَ في ذلك ما يمنحك القدرة الكافية على استرداد بعض وطنك المسحوق تحت حوافر الفوضى والضياع.. 

تأبى الوقائع إلا أن توقعك في كمائن لامتناهية من الخيبة والحسرة والإحباطَ. 

 

 

جُل الذين يتصدرون واجهة المشهد السياسي اليوم– إن لم يكن كلهم–يخمشون بالفترة الانتقالية أو بالأحرى الانتقامية, جسد هذا الوطن المهترئ الهزيل!. 

يحضرون ليغيب,, يستقوون ليضعف,, ينتصرون ليهزم,, يتقدمون ليتقادم,, ويقتسمون خيراته ليتقسم ويتلاشى، وما هذه القسمة الضيزى التي قيل بأنها أسلمت الوطن في لحظة فارقة من الوقوع في مأزق الإحتراب, فاتضح مع الأيام أنها سلمته لحراب المحاصصة البعيدة كل البعد عن مبادئ ومضامين التغيير الهادف المنشود ما هي إلا خير دليل على ذلك. 

 

 

تمترس المتقاسمون كلاً على حدة خلف توجهاتهم ومساراتهم البرجماتية المشبوهة,, وخلالها ظل كل طرف يسعى لتسييج حضوره والذود عنه وإن استدعى ذلك قصف وتدمير الطرف الآخر وتقطيع كل وشائج الإخاء والتسامح, وهو ما كان بالفعل, فتآكلت الثقة في أوساط الجميع وشاخ في مهده الوفاق, ليبرز على إثره عهد مخيف من الخصومات والمماحكات والشقاق, هو ماضِ اليوم في قسرنا على معايشته و "تكعف" أحداثه ومآسيه دون هوادة!. 

 

 

ورغم أن كل المسافات قد اغمدت تيهها في خاصرة القافلة, إلا أن كلابها لا تفتأ تنبح باستمرار! فمن يوقفها عن فعل ذلك وماذا بوسعك أن تصنع وقد غدا اللصوص بوصلة لقافلتك؟. 

ماذا تصنع ليقتنع هؤلاء المقامرون بأن حضورهم الباهض وفر ولا يزال الغطاء الكامل لقوى الفجيعة في بسط سيطرتها على ما أبقى الزمان لهذا الشعب من فتات الدعة والطمأنينة والاستقرار؟. 

ماذا تصنع حتى يسمعك هؤلاء المحتدمون جداً على السلطة فيعون جيداً بأن الوطن يتصدع أكثر باحتداماتهم واحتشاد اتهم المرهقة التي اختزلت حضورها الرخو: بشعار وشارع ومشاعر تقادمية تقدمك فريسة سهلة للحيرة والذهول؟. 

 

 

أما كان الأحرى بهم أن يبحثوا عن مشروع يعيد لهذا الشعب ألق ماضيه وعنفوانه بدلاً من كل هذا العك والعراك السياسي الذي كبد الوطن ولا يزال الكثير من الخسارات والإخفاقات المتوالية؟! ليس ذلك مستحيلاً, تكمن الاستحالة فقط في استعدادهم للاقتناع بذلك, وهنا تبدو الحاجة ماسة لاستعادة هذا الشعب حقه في الحياة والعيش الكريم وإن غداً لناظره لقريب. 

"بين يدي وزير الخدمة المدنية والتأمينات" 

هل تعلم معالي الوزير بأن موظفيك في عموم محافظات الجمهورية مضربون عن العمل منذ ما يناهز شهر ونيف وأن أصواتهم قد بحت وهي تنشد العدالة في توزيع الحقوق المكفولة لهم شرعاً؟. 

 

 

إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم, وبيان ذلك أن علمك بواقع الإضراب دون التحرك لمناقشة الوضع القائم والبحث الجاد عن معالجات جذرية لتفكيك ما يعترض سير أداء الفروع من صعوبات وعراقيل- فضلاً عن كونه تقصيراً لا نحب أن تسقط في مربعاته غير المشرفة والآمنة- يسهم إلى حد كبير في تدمير معنويات الموظفين وإزهاق روح الانتماء للوظيفة العامة, أما إن كنت لا تعلم فلنا أن نقول على دنيا الخدمة المدنية السلام!. 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص