الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الرحمن دغار
قوس قزح
الساعة 16:41
عبد الرحمن دغار

 

قادمة من خضرة حجة ومدرجات جبالها المتشحة بالفردوس، تحمل في روحها أصالة المحابشة وسحرها ونقاءها وشموخ جبال حجة وأناقة ملامحها الساحرة وسمو جبل الخذالي وعزة وأنفة القاهرة وعذوبة شلالات عين علي وحزن سهول تهامة، لم تولد طفلة في عقلها وفكرها ورؤيتها للحياة بل جاءت كبيرة بفلسفتها للحزن وقضايا المرأة والوطن، جاءت وطنا يحتفي بأحزان قاطنيه.

هي امرأة من وهج الضوء جاءت لتضيء للأنثى دربها نحو الحياة وللوطن طريقه نحو الحب والبناء وللإنسان مسار الإنسانية الحقيقية.

كان صباحها قصيدة حب وموال وطن وموسيقى حزن وأغنية ريفية يجلجل صداها بين منازل قرية شمسان الريفية القابعة في أعالي قاهرة المحابشة.

هي صوت نسائي عزفت القصيدة في حضرة القبيلة والشارب والعادات القادمة من قاع التخلف وقيود المجتمع فأحدثت هزة في كيان ذلك الوباء وحطمت نفسية الوهم بالأنثى في قلوب أبناء قريتها تمردت على صلف الرجل الريفي وكسرت قيود الكبت عاندت قدرها الذي أرادوه لها كأنثى فصنعت قدرها في الحياة حين أراد الله لها ذلك.

كانت أول قلم نسائي من حجة يحلق في سماء صحيفة الجمهورية فكتبت فيها حجة بأحزانها وأحزان نسائها ومشاكلها وكتبت فيها الوطن والحب والإنسانية ومشاغبات جارتها لطيفة غردت بالقصيدة في حضرة الحب والمجتمع والحزن والأنثى والرجل.

إنها بشرى الغيلي شتلة ورد في زمن الشوك ونفحة عطر في أعفن العصور ونهر إنسانية في زمن الوحشية والزيف، تبدو كطفلة وهي تحدثك بصوت يهطل شجنا وحنانا وبراءة ، تفاجئك دائما بإنسانيتها وإحساسها بالآخر إذ تجدها دائما ما تلتفت لأشياء يتجاهلها الكثير وهنا يكمن سر تميزها وإبداعها ، تشعر بحرفها وهي تكتب عن الألم وكأنه يئن ، تلتفت كثيرا في طرحها للأطفال وتكتب عنهم بوجدان الأم الحنونة بالرغم من أنها لم تصبح أما بعد لكنها تدهشك بحرفها، تجيد سخرية الحديث في كتاباتها عندما تريد فتوظفها للفكرة وبأسلوب جميل.

هي قوس قزح ونجمة السماء وحديقة الربيع وندى الصباح وأناقة القمر، وهي القصيدة الأروع التي قرأتها حتى الآن ومازلت أكتشف فيها الكثير من جماليات القصيدة، وأجزم أنها ستظل تفوح بكل معاني الجمال والروعة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص