الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
مجزرة قتل ألف عالم في حبيش إب
الساعة 17:30
محمد عبدالله القادري

قد يظن البعض أو الكثير أو ربما الجميع أن ما أقوله افتراء ومبالغة وصنع قصة من الخيال ، ولكن بالعكس فما أقوله صحيح وعندي أدلة واقعية.

في مديرية حبيش محافظة إب،  هناك منطقة أو قرية تسمى ألف راوي ، وقد سميت بهذا نسبةً لأنه كان يوجد فيها ألف عالم من رواة الحديث او متخصصين بعلم الحديث المروي عن النبي عليه الصلاة والسلام.

في هذه القرية التي لا يتجاوز عدد منازلها بضعة عشر حالياً ، توجد بها أربعة مساجد تأريخية أثرية مبنية على هيئة القباب بعضه فيه قبة واحدة والبعض فيه عدة قباب.

يصلي أهل القرية في مسجد واحد فقط والبقية مغلقة ، وفي صلاة  الجمعة يجتمعون مع أهالي القرى المجاورة ولا يملؤن ذلك المسجد الواحد ، وهذا ما يدل على أن هذه القرية كانت مدينة من قبل.

 في هذه المنطقة توجد مقابر طولها مد البصر ، وهذا ما يدل على المجازر التي حدثت وتم دفنهم في هذه المقابر.

بعد وصول الإسلام إلى اليمن وانتشاره وفترة عهد الصحابة رضوان عليهم وأصحاب الصحابة ، اتجه أبناء إب في اتجاهين الأول ذهبوا كجنود لنشر الإسلام والثاني ذهبوا لتلقي العلم وبالذات في علوم الحديث، عاد الصنف الثاني وأسسوا مركزاً لتلقي علوم الحديث يضم ألف عالم موثق للرواية.

المخطط الذي ظهر حينها والرامي لمحاربة هذا العلم أتجهوا نحو ايجاد أحاديث موضوعة كاذبة كما أتجهوا أيضاً نحو القضاء على العلماء المتخصصين بهذا المجال ، ومن ضمن أجندة هذا المخطط الذي نراهم اليوم يحاربون وينكرون صحيح البخاري ومسلم.

بعد وصول الهادي الرسي إلى اليمن قام بتجييش الهضبة الزيدية واتجهوا نحو حبيش إب  وقاموا بعملية ابادة وتصفيات قتل جماعية لعدد الف عالم من رواة الحديث ومن معهم من طلاب العلم ليقضوا على مركز اشعاع تعليمي كان سينور الشمال والجنوب والجزيرة العربية بأكملها، وظل علم الحديث ضعيف التواجد بعدها من خلال عدم وجود علماء للحديث مقارنةً بتواجد المختصين والنابغين في الفقه وغيره حتى ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليتجدد هذا العلم ويتدارس وينتج ويبرز بمؤلفات وعلماء كأمثال الشيخ الألباني والوادعي وغيرهم.

بعد ذلك أنتقلت إب ومعها كل المناطق في الشمال والجنوب نحو الجهل والخرافات ، وبدل أن كان سيصبح في كل قرية عالم يعلم الناس أمور دينهم ، أصبح لديهم في كل قرية قبر أو كما يطلقون عليه ولي يتمسحون به ويبخرونه ويقدسونه.

كان المبرر الكاذب لأولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة هو الادعاء بأنهم يخالفون مذهب آل البيت ، كشبيه بمبررهم  القاعدة وداعش للقضاء على مركز دماج في صعدة، مع العلم أن اولئك هم من يخالفون آل بيت رسول الله ويسيئون لهم ويستخدمونهم ذريعة مغلوطة تستخدم بطريقة مخادعة لتحقيق مشروعهم الذي يمنحهم الحكم ويحصره فيهم، بينما أيضاً هم من  قاموا بايجاد القاعدة وداعش ليستخدموها كتهمة كاذبة يلصقوها ويتخذوها مبرر واهي لمحاربة خصومهم رغم أن الحقيقة تؤكد اليوم واقعياً أن  القاعدة وداعش تتخادم معهم وتتحالف وتتحد ضد منهج أهل الحديث وعلماءه.

 يحاربون علم الحديث وأهله من اجل أن يتسنى لهم ايجاد مجتمع يسوده التجهيل ويؤمن بالخرافة بإسم الدين ومن خلاله يستطيعون أن يثبتوا مشروع حكمهم وسلطتهم ، ولذا فإن  محاربة الخرافة  والتجهيل الحاصلة بإسم الدين والتي أوجدها الحوثي اليوم لن تنجح إلا إذا كانت نابعة من المنطلق الديني والمتمثل بعلم الحديث وأهله، فالصحفي والمحلل السياسي والمثقفون وأصحاب الشهادات الأكاديمية وغيرهم ليسوا قادرون ولن يستطيعوا ذلك، انما العالم المتخصص بعلم الحديث هو القادر والمتخصص ومن يمتلك الحجة والدليل.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص