الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قاصد الكحلاني
من يعيد لي بلدي؟
الساعة 15:34
قاصد الكحلاني

 

بلادي ؛ التي أسميها هكذا على سبيل المجاز، وإلا فهي قد أصبحت غابة. هذه البلاد لا حرية فيها إلا لمن ينتمي إلى القوة المتغلبة، أو يحتمي بقبيلة لم يطلها مشروع الإذلال، أو يقيم في الخارج، أو شخص مغامر مستعد للموت أو الاستشهاد في أي لحظة. 

مشهد كهذا يرينا الحال التي صرنا عليها. عشرات الأطفال تتطاير أشلاؤهم أمام عينيك ولا تستطيع الإدانة بما يكفي؛ ذلك أن الإدانة الحقيقية لا تقتصر على الفعل الإجرامي ذاته، وإنما تتعدى إلى الأسباب والجذور المؤدية لوجوده، والبيئة المساعدة على تخصيبه؛ والجهات المسئولة المقصرة في مكافحته. 

أحتاج لإدانة القاعدة، والفكر المتطرف، وجماعة الحوثي، والجيش والأمن، وعبدربه، والشعب اليمني بأكمله. كلنا شركاء في هذا التردي الذي تنحدر إليه البلاد يوما عن يوم. 

لماذا تنفرد هذه البلاد بكونها طاردة لكل أفكار وسلوكيات الحداثة؟ لما ذا تنفرد هذه البلاد بالقابلية للخنوع؟ لماذا تنفرد هذه البلاد بالجنون، وإتاحة الفرصة للحمقى والجهلة والمعتوهين؟ 
ليست هذه بلادي. بلادي اسمها اليمن السعيد؛ التي صدرت للعالم أرقى الحضارات منذ آلاف السنين. بلادي التي كانت حامية طرق التجارة العالمية، وخط الاتصال الحضاري بين شعوب الدنيا. 

بلادي سبأ التي أشرقت بمدنيتها على العالم قبل أن يسمعوا بشيء اسمه التمدن. بلادي "معين" التي جسدت أرقى أشكال الرأسمالية المعدلة؛ قبل أن ينتج العالم رأسماليته العوراء المتوحشة. بلادي "حمير" التي جسدت أرقى أساليب الشراكة قبل أن تنشأ شراكة الاتحاد الأوربي بألفي عام. بلادي مهد الشورى والديمقراطية حين كان ثلثا العالم عبيدا وجواري. 

أما هذه البلاد فهي النسخة المشوهة ليس إلا. من يعيد لي بلدي؟ من يعيد لي اليمن السعيد؟ !!!!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص