- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
في البداية أود التعبير عن بالغ الحزن في مصاب الصحفي لوك سومرز ،زميل مهنة القلم والحرف والحقيقة، و ايضاً مصاب المخطوف الأخر الجنوب أفريقي في جريمة الاختطاف والتصفية المدانة بشده ، كما أتقدم بخالص التعازي وأحر المواساة إلى أسرتيهما المكلومتين، و محبيهما المحزونين و إلى شعبيهما .
وحديثي هنا سوف يقتصر على الصحفي لوك سومرز الذي كان خبر اغتياله وتصفيته أمرا صادماً لي شخصياً بل محزناً للغاية.. بحكم معرفتي به في ساحة التغيير بصنعاء، و لقائتنا القصيرة والمحدودة في المركز الإعلامي للثورة الشبابية ، وما ارتسمت له في ذاكرتي من صورة طيبة وخالدة عن رجل ودود ولطيف يحمل شخصية مسالمة وخجولة اجتماعيا ونشيط و مخلص في عمله، و ذو احساس انساني مرهف وهنا اتذكر موقف انساني لسومرز وبينما كنت في لقاء عابر معه وبجانبنا أحد الاصدقاء ، قاطعنا احد الشباب الناشطين في الثورة بسؤال تعارفي وجهه الى سومرز ،هل انت امريكي ،اجاب سومر نعم ،فقال له ذلك الشاب هل تعلم ان الغارات الامريكية هي جرائم ضد الإنسانية هدفها خلق حالة تعاطف وبيئة حاضنة للمتطرفين والدليل على ذلك أن أكثر من 70% من حصيلة تلك الجرائم ضحاياها من الأطفال والنساء و المدنيين، بعضهم تم استهدافهم في مناسبات عرس و آخرين في مناسبات عزاء و30% من الضحايا الآخرين اغلبهم مواطنين لم يثبت تورطهم ،وهذا ما أكده حسب ما تم نشره في موقع اكس مينر الأمريكي (Examiner على لسان عضو الكونجرس دينيس كوسينيتش (Dennis Kucinich) بتاريخ 25 ديسمبر 2012م... وما إن انتهى ذلك الشاب من حديثه حتى احسست بـالصحفي لوك يعتصر ألماً، و رأيت الدموع تحتار في عينيه تبحث عن سبيل للتعبير عن ذلك.. انتهى.
و لأن عملية تحريره حسب الرواية الأمريكية الرسمية متناقضة ومضطربة وتثير العديد من علامات الريبة والتساؤلات حول مقتله ،والتي توجب دماءه على أسرته في المقام الأول ومحبيه البحث عن أجوبة لها ،و كوني مواطن يمني لست ببعيد عن الحدث سوف اعرض بعض التفاصيل و التي قد تساعد على الوصول إلى حقيقة ما جرى ومن المستفيد من ذلك ، فدمائه المسفوكة ظلماً ، لابد وان تكون بوصلة صادقة لا تخضع لقاعدة الحقيقة مع القوي دائما ، ولا تنخدع بالتباكي ولا تقبل أن تكون فرصة للاستثمار السياسي الرخيص والابتزاز القذر .
جاء في تسريبات شبه رسمية عبر مسئول امني امريكي، ان سبب مقتل الصحفي لوك سومرز كان نتيجة خيانة, وانا ايضاً اعتقد ذلك .و لكن ممن ؟ومن أي نوع ؟
الخيانة لم تكن في العملية الأولى التي استهدفت وكر الإرهابيين في كهف حجر الصيعر بـ محافظة حضرموت، و نفذت بمشاركة قوات خاصة يمنية ، والدليل على ذلك أنها حققت نجاحاً فنيا ومهنيا ،و أنجزت تحرير ثمانية مختطفين أجانب بينهم يمنيين وعاد الفريق مع المختطفين سالمين، كما أظهرت أن السرية في العملية كانت عالية، حيث لم تتمكن المجموعة الإرهابية من الاستعداد للمواجهة ، فقد قتل العناصر الإرهابية السبعة المكلفة بالحراسة وفق الرواية الرسمية الامريكية .
الخيانة ظهرت بجلاء في العملية الثانية التي نفذتها قوات خاصة أمريكية( معده للعمليات الاستراتيجية حسب وصفهم ) بشكل منفرد واستهدفت _حسب رواية الإدارة الأمريكية _ المكان الذي نقل لوك سومرز ورفيقه الأفريقي إليه ، ودون تنسيق ومشاركة الجانب اليمني ،و الدليل على وجود خيانة أنها انتهت بفشل العملية ومقتل أو تصفية المختطفين لوك سومرز والمواطن الأفريقي بعكس العملية الاولى !! .
و بالنسبة لتفاصيل نقله من منطقة حجر الصيعر(حضرموت) إلى منطقة وادي آل عبدان بمحافظة شبوه وعبور الإرهابيين بالمخطوفين مئات الكيلومترات قبل العملية بيومين ،وتجاوز كل نقاط الأمن دون ملاحظة عملية النقل من قبل أدوات التجسس الجوية والأقمار الصناعية و الجواسيس التي تعمل لصالح السي أي ايه حينها ، ومن نقطة معروفة ومحددة لأجهزة المخابرات الأمريكية منذ فترة ليست بالقصيرة.
هذا أمر يدعوا إلى السخرية حقا !! ؟
أليس بالأحرى أن يتساءل الجميع عن السر وراء قرار الجانب الأمريكي بعدم التنسيق مع الجانب اليمني والإصرار على الانفراد بالعملية ؟
و لماذا تجاهل الجانب الأمريكي التنسيق حتى مع الحكومة البريطانية بحكم أن الصحفي لوك سومرز مواطن بريطاني الأصلي و تحريره جزء من مسئوليتها ؟
فهل كانت عملية نقله مع رفيقه وغض الطرف عنها دون إلغاء العملية السابقة، وتوجيهها للهدف الجديد ،هو أبعاد الصحفي لوك سومرز عن المختطفين الآخرين لتنفيذ أمر مشبوه ،وبشكل سري ، وعدم ترك أي شاهد يروي ما حصل ، و ذلك يأتي جزء من خطة إستراتيجية لا تنتهي بتحريره أو بتصفيته ؟
ما الهدف الحقيقي من وراء الضغط على أسرته او حثها بعدم إثارة موضوع اختطافه على الرأي العام لأكثر من سنه وهذا ما أكد مصدر امني أمريكي لمراسل صحيفة العربي الجديد ..؟
ما الذي جد للتحرك الأمريكي في هذا التوقيت بالذات ؟
هل قتل بعمل انتقامي لا واعي ،ام تمت تصفيته بفعل واعي ؟ ولماذا لم نشاهد توثيق او صور عن مراحل العملية وخصوصاً صور إصابة الصحفي لوك و إصابة رفيقه الأفريقي رغم ان الجنود مزودين بكمرات عالية الدقة ؟
ما الذي يمنع من فتح تحقيق جنائي و تشريح جثتي الضحيتين من اجل معرفة مكان الاصابة ونوعية السلاح المستخدم ومسافة اطلاق النار عليهما ؟
هل كان الهدف من تحديد هذا التوقيت لتصفية الصحفي لوك سومرز تحت عنوان تحريره ، وفي ظروف غامضة هو ابتزاز الحكومة اليمنية الجديدة من خلال اتهام الشريك اليمني بالخيانة ؟
وهل لهذا التوقيت علاقة بالمستجدات والمتغيرات السياسية على الساحة اليمنية و التي قلصت من نفوذ الادارة الامريكية في اليمن غير المشروع ؟
في عملية اختطاف مماثلة لدبلوماسي أجنبي في اليمن أعلنت أثنائها القاعدة مسؤوليتها عن اختطافه ولكن بعد تمكن اللجان الشعبية في اليمن من محاصرة احد أجهزة الأمن في العاصمة صنعاء، والذي تم إعداده من قبل المخابرات الأمريكية ويعمل تحت إشراف السي أي ايه علنا ،اتضح عند إطلاق السجناء السياسيين منه ان ذلك الدبلوماسي كان معتقل في ذلك المبنى ..!!
هناك الكثير من القصص المأساوية والاحداث الغامضة التي ذهب ضحيتها العديد من الصحفيين الغربيين خصوصا خلال العقد المنصرم ،اتضح فيما بعد بحسب ما كشفته بعض الصحف الغربية عن تورط المخابرات الغربية في عمليات الاختطاف و التصفية تحت عناوين تحرير اولئك المختطفين، ولم يكن ذنبهم سوى انهم نقلوا الصورة كاملة بما تقتضيه الحقيقة وليس بما تمليه او تقيده سياسات تلك الاجهزة المخابراتية ،التي تعتبر الحقيقة وكل من ينقلها عدواً لها .
فهل كان مصير سومرز هو ذات مصير اولئك الصحفيين و في ظروف غامضة متشابهة .؟
سؤال لاسرة الفقيد وللشعب الامريكي برسم دماء الصحفي لوك سومرز.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر