- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
قال الراعي مزهُوًا : خِرافي كثيرةٌ، تملأ السهل والجبل وعواءُ الذئاب يملأُ ليلها رعبا ونهارها افتراسا، لذلك ، أنا بحاجةٍ إلى كلابٍ تحرس القطيع وتهاجم الذئاب
اشترى الراعي كلاباً كبيرةً مدرّبة.
فتح لها باب المزرعة سعيدا واثقا..يخطط وينفّذ كعادته بأناة وصبرٍ وذكاء!
كانت الكلاب تعود مع الخراف عند غروب كل يوم منهكةً جائعة لتلتهم عشاءها الذي كان خروفين أو أكثر.
وكان الراعي مطمئنا فالخراف كثيرةٌ والنعاج تتوالد!
كان الراعي كل مساء يرى تيوسه وخرافه ونعاجه تُنهش حيّةً وتؤكل بلا رحمة مع غروب كل يوم!
لم يأسف على تيس أو كبش ..أو حتى نعجة توشك أن تلد!
كان يحدث نفسه هانئَ البال: خروفان .. تَيسان كل ليلة لايعنيان شيئاً! سأنجح وسأربح مثل المواسم السابقة! تجربتي طويلة وثقتي كبيرة والقادم أفضل
بعد أسابيع، لاحظ الراعي نقصاً في عدد الخراف والتيوس.. لكنه هَزّ أكتافه كعادته غير مُهتمٍّ قائلاً:
النِّعاج سَتلِدُ نعاجاً وخِرافاً .. الخيرُ قادم، والخراف آمنة. والكلاب تؤدي المهمة
مَرّ وقتٌ غير طويل قبل أن يكتشف الراعي أن عدد الكلاب أصبح مساوياً لعدد الخراف والتيوس!
ذُعِرَ الراعي، اجتمعَ بكلابه، صَارَحها بأنه عازِمٌ على تسريحِ نصفِها ، فالخرافُ والتيوس أصبحت قليلةً ولم تعد بحاجةٍ إلى هذا العدد الكبير من الكلاب. كشّرت الكلابُ عن أنيابها.. وصرخت في وجهه وأبانت عن نواجذها.. فبَلَعَ الراعي صوتَه، ورجاءه وكتم عواطفه الغاضبة وخططه الغامضة المتناقضة وتلك كانت قدرته وميزته ..لكنه كان يعضّّ نواجذ الندم!
بعد أشهرٍ أخرى، أصبح عدد الكلاب ضعف عدد الخراف والتيوس!
لم يتدارك الراعي ذلك ولم يدرك طوال شهور وهو الحاذق!
لم يتدارك حجم المذبحة وهو يراها كل مساء وعشاء! هذه تيوسه تُذبَح وخرافه تُسلَخ ومزرعته تموت!
الذئاب أرحم! كان يهمس بها لنفسه كل يوم! كان يهمس ولكن بعد فوات الأوان! لم يدرك أن الذئاب أيضا تغير على حظائره كل ليلة!
قرر الراعي أن يجتمع بكلابه، توسل إليها بأن تذهب في سبيلها، وأن تكتفي بما أكلت من الخراف والتيوس.
هزّت الكلابُ أذيالها ساخرةً وذَكّرتهُ بأنها حَمَت قطيعَهُ من الذئاب، واتّهمتهُ بأنّهُ ناكِثٌ للعهد، ناكرٌ للجميل!
أدرك الراعي متأخرًا خطأه الفادح باستقدامها! كان قد خسر كل شيء
لذلك ، قرر فجأةً أن يحزم أمره! هدّد بطردها! ..ولكنه لم يقل ذلك إلا بعد أن التهمت كل شيء ..كل شيء! وكعادته هددها ورجاها في نفس الوقت! لكن كل تلك الحيل لم يهتزَّ لها قلبٌ أو تَطرُفَ لها عينٌ لكلبٍ أو لذئب! ووحدها خرافه وتيوسه ونعاجه كانت تستمع وتأمُل!
بعد أيام، وعند الغروب، عاد الراعي مملوءاً بالحسرة والندم، فلم يعد يملك سوى خروفين ..وبالضبط ، خروف وتيس فقط! يتقافزان أمامه وهو سارحٌ وكأنه فقد ذاكرته وكل ذكائه وتجربته خلال ساعات! كان الخروفان كل ما تبقّى له من خراف وتيوس!
كانت الكلابُ حولَه تملأُ السّهلَ والجبل وتتزاحم باندفاعٍ نَهِمٍ حول الخروفين الأخيرين.. عشائِها الأخير!
في مساءِ اليومِ التالي وفي ميعادِ عَشَائها، عادَت الكلابُ هاجمةً من الوادي وحيدةً لا تصحبُ إلا نفسَها! فلم يعُد ثمّةَ من خراف أو تيوس حولها!
كانت تعرف أن التيس الأخير في انتظارها وحيدًا ويائسًا!
كانت جائعةً جامِحَةً كعادتها لا تلوي على شيء سوى عشائها! وكان الراعي واقفًا بانتظارها مثل تيسٍ شجاعٍ وعنيد!
لم تنم الكلاب قبل أن تلتهم عشاءها الأخير!
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر