الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الرحمن دغار
إنتكاسة العقل والفكر
الساعة 19:21
عبد الرحمن دغار

 

عندما تسيطر الأعراف والعادات القبليه ونماذج الدين المعلبه والوارادة من مصانع العنف والتخلف على مشاريع الأمة ودولها وحضاراتها فأعلم أنك في زمن إنتكاسة العقل والفكر،لقد أنتكس العقل والفكر لدى المسلمين العرب وتم إستخدامهم كورقة يلعب من خلالها كل أشرار العالم في كل أصقاع الدنيا تحت لافتة إسلامهم وتم تفريخ الكثير من الحركات والمنظمات الإسلامية التي تتبنى مشاريع تزعم أنها جهادية فكانت كشماعة لأعداء الإسلام للضغط على المسلمين وإتهامهم بالإرهاب وهذا نتج عن سذاجة العرب الذين تغربوا كثيرا عن العقل والوعي والنضج وظلوا سطحيي التفكير بعيدي الرؤية ولم يغادروا ماضيهم وصراعاتهم غير مدركين لما يجري الآن في العالم والمنطقة، يعاني العقل العربي كثيرا من القصور في التفكير وخلل في تشكيل الرؤيه وهذا ما كرس الكثير من المشاكل الهامشيه التي تجاوزها العالم منذ ألاف السنين .. وأعتقد أن بنية العقل العربي والنسق الثقافي الذي يعيش فيه والمحاصر بالكثير من الأيدلوجيات ذات الأفكار الدينيه المتطرفه وكذا خلفية المجتمعات المحافظه أكثر من اللازم هي سبب ما يمر به هذا الوطن العربي الكبير.

نحن بحاجه إلى تجاوز ذواتنا وتفكيرنا وطموحاتنا، نحتاج لشيء من الإرادة والعمل الفعال لكي نتخلص من صنمية الحياه التي نعيشها والروتين الفكري والسياسي الممل الذي أوقعنا في فخ التصادم مع قضايا العصر، إننا نعيش رهن نسق ثقافي من خارج ثقافتنا وبيئتنا وواقعنا تم إدراجه في بنيتنا الإجتماعيه والثقافيه للإطاحه بتفكيرنا النقيء، إن المؤامرات الثقافيه هي الأخطر على الشعوب حين تهدف إلى سلب الرؤى والإنسانية والولاء لتراب الأرض التي جئنا منها كل هذا ليس فقط في وطننا ولكنه ينطبق على الحاله العربيه بشكل عام أعتقد أن العقل العربي يعيش أسوأ مراحله على الإطلاق فهو يمر بحالة تردي خطيرة تهدد هوية أمه وحضارات شعوب راسخة منذ القدم يجب على العرب التخلص من عقدة الأنانية المفرطه وشهوة السلطه وقداسة التدين الذي أنتج مشاريع موت كان هو ضحيتها الأول .

ولكي نستطيع النهوض والتقدم عربيا وإسلاميا فلابد من(لوثر) مسلم يحرر النص من النص.
و(فولتير)عربي يحرر العقل من النص فقد كان للنظريات الفلسفيه ومدارس الفكر التي ظهرت في أوربا دور كبير في إنتقالهم إلى التفكير المتقدم وحثهم على الإنتقال من الجانب النظري إلى الواقع وتغييره وأصبحت هذه النظريات مرجعا عملاقا تنظيريا لإنجاز الحضارة والركض بالعالم نحو التقدم، أما بالنسبه للعرب فكانت إنجازاتهم الفكريه والفلسفيه فقه مدرسة الحديث الذي بدأ من أحمد بن حنبل وحتى بن تيميه وهذا الفقه هو مرجع كل التيارات الأصوليه الجهاديه المتطرفه يجب على المسلمين وخصوصا العرب أن يراجعوا أدواتهم ورؤاهم وتقنياتهم الفكرية والسياسية إذا أرادوا البقاء في ظل هذه الصراعات العالمية السياسية والفكرية فلا مكان للمغفلين هنا.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص