- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- بيان لتنظيم القاعدة وتصعيد حوثي ضد السعودية يثيران مخاوف من اندلاع صراع إقليمي جديد
- منتدى الشرق الأوسط يكشف عن خطة أميركية شاملة لتحييد خطر الحوثيين وتأمين الملاحة في البحر الأحمر
- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يطالب بإنقاذ الصحفي محمد القادري من وضعه الإنساني المأساوي
- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يدين اعتقال الصحفي يزيد الفقيه ويطالب بالإفراج الفوري عنه
- شراكة مميتة بين الحوثيين وحركة الشباب تهدد القرن الأفريقي وتضرب قناة السويس
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة

خسرت الدولة اليهودية نحو ثلاثة آلاف جندي قتيل، وأكثر من ثمانية آلاف مصاب، وألف دبابة وآلية مدمرة ومعطوبة، ومائة طائرة حربية. خسرت أكبر الأراضي التي استولت عليها قبل ست سنوات في حرب سهلة وخاطفة. هذه قصة مختصرة لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 كبيرة بالنسبة لدولة متفوقة.
الحروب هي نشاطات سياسية وليس الهدف منها فقط هزيمة العدو. ومكاسب تلك الحرب أنها بدلت المفاهيم على ضفتي قناة السويس. فإسرائيل دولة قوية، متطورة، ذات مشروع عسكري وتوسعي خطير، كانت تعيش شعوراً بالتفوق الدائم والمضمون، منذ أن كسبت الحرب في عام 1967، إنما معظم عناصر هذه المعادلة غيرتها حرب أكتوبر. منذ ذلك اليوم وإلى اليوم، صار مشروع إسرائيل حماية ما تبقى من مكاسبها في حرب الأيام الستة. إسرائيل تعلمت الدرس، وكذلك مصر، لكن هناك من العرب ما لم يستفد منها إلى اليوم. وهم الذين ترونهم في قطر وإيران وبقايا الأنظمة البائدة في سوريا والعراق.
ربما ما كان لسيناء وقناة السويس أن تعودا لولا حرب 1973، وربما ما كان لشهية إسرائيل أن تتوقف عن المغامرات التوسعية لولا تلك الهزيمة. حرب أكتوبر علامة فارقة أحدثت فارقاً كبيراً في العلاقات بين الجانبين بتعديل منظور ميزان القوى، بعدها عرف الجانبان أنه لا توجد انتصارات مضمونة. أسقطت كثيراً من المسلّمات في داخل الدولة اليهودية، لكنها في الوقت نفسه فشلت في إيقاظ كثير من الأنظمة العربية المعادية لمصر، التي فهمت الحرب ونتائجها بشكل خاطئ.
ويظل أنور السادات من الشخصيات التاريخية العظيمة، سياسياً وعسكرياً، وما هذه الحرب إلا فصل واحد من أعماله. ومصر دخلت الحرب في ظروف سياسية وعسكرية صعبة، بعد ست سنوات فقط من هزيمة حرب يونيو (حزيران) التي قضت على معظم ترسانتها وحماسها. ولا بد أن مستشاريه حاولوا أن يثنوه عن تلك المغامرة الخطيرة ضد دولة تملك ترسانة هائلة من السلاح المتطور. ومن الخطأ المقارنة بحجم أو عدد سكان الدولتين، الأمر الذي اعتاد المعلقون على تكرار قوله. فرغم أن عدد سكان إسرائيل أصغر من سكان مدينة القاهرة وحدها فإن جيشها أكبر عدداً. فمعظم الإسرائيليين جنود مدربون ومؤهلون للحرب، إذا احتسبنا الاحتياطي والبقية، يطلبون للقتال كل الذين أعمارهم بين 17 و49 عاماً، أي أكثر من مليون ونصف المليون اليوم. ما يجعلهم أكبر عدداً من الجيش المصري الذي كان نحو نصف مليون آنذاك. ورغم ذلك خسروها. جاءت الحرب انتصاراً على العقيدة، وغرور التفوق، والإحساس لأول مرة بفقدان الأمان، والاقتناع بالتواضع والتراجع بعد أن كانت الرغبة دائماً في التوسع.
بعد حرب 1973، لم تخُض إسرائيل حرباً توسعية، كانت نهاية حلم «إسرائيل الكبرى». وحروب إسرائيل التالية، كلها كانت دفاعية ضد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ثم ضد حزب الله الإيراني.
في حرب أكتوبر مصر انتصرت على إسرائيل، لكن إسرائيل كانت المنتصر على الجبهة السورية، حيث استولت على مزيد من الأراضي التي أعادتها بالتفاوض في اتفاقها الذي وقعه حافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل. لم يكن اتفاق فصل قوات وإعادة ترتيب الحدود كما كان يوصف، بل إنهاء للحرب المباشرة بين دمشق وتل أبيب. ومع هذا، شن البعثيون حرباً دعائية كاذبة ضد مصر لأنها وقعت اتفاق كامب ديفيد.
السادات كان سياسياً واقعياً مختلفاً عنهم، طور الانتصار إلى مشروع أكبر، ولولا تهديدات أنظمة صدام في العراق والأسد في سوريا، كان للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حينها أن يدخل في مفاوضات كامب ديفيد. وكان لتلك الحرب أن تنتج اتفاق سلام نهائياً لولا تآمر أنظمة سوريا والعراق وليبيا ضد مصر، ولولا غدر الجماعات الإسلامية التي اغتالت السادات، الرجل الذي أطلقهم من القفص الذي سجنهم فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
مصر انتصرت في حرب أكتوبر، إلا أنه وبكل أسف، خسرها العرب كفرصة، والاستفادة من انتصارهم اليتيم ضد إسرائيل. ولا يزال هناك بينهم إلى اليوم من يحاولون تشويه تاريخ الحرب وما تلاه من أحداث، للتغطية على هزائمهم ومواقفهم السياسية التي ثبت فشلها لاحقاً.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
