الأحد 10 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
دولة ( الدكتور )
الساعة 23:38
أحمد طارش خرصان

لا تجد ما تواسي به نفسك في مدينةٍ ، قد تبدو اليوم - ربما - أكثر حاجةً لتحية مواساة أو إيماءة تضامن عابرة ، تجاه كل ما يطال تفاصيل حياتها المشرعة على العبث والفوضى والخراب .

تبدو القرية أشبه بشرفةٍ صالحةٍ للتأمل في الملامح المُلْتَبسة - وراء تلك التلال والهضاب - لمدينةٍ ، ستصحو ذات يوم لتجد نفسها بلا ملامحٍ وبلا أحلام أيضاً ، مكتفيةً بأكاذيب ما يُطلق عليها من نعوت هادئة ومفردات ، تدرك إب أنها لم تكن سوى جرعات مخدرة ، تمكن فيها اللصوص من إعمال مبضعهم في جسد المدينة وتفاصيلها القابلة للسطو والمصادرة .

في القرية حيث تستوطنني إب بمزاج مليكة ، انتهى بها المطاف هنا...
بين يدي نخاسٍ ، لم يعد ليهتم لتاريخها ، إلّا بالقدر الذي توجبه المقاييس النفعية ومدى ما سيجنيه منها .
أحاول إيقاظ إب ناثراً بين يديها التنبؤات الجيدة والمغرية ، طمعاً في الحصول على لحظة احترام للذات بمعزل عن الوهن الذي ، منح اللصوص عدة الإستقواء على مدينةٍ ، لم نكن فيه سوى أدوات محكومة بالخوف والخوف وحده .

يستمر مسلسل السطو تارة على أراضي الدولة والأوقاف وتارةً على أملاك مواطنين ، لا يملكون من أدوات القوة ما يمكنهم من مقارعة العتاولة ، وليس ثمة من جهة مسؤولة يمكنها أن تقف إلى جوار كل منتهك ومظلوم .

بأدوات الدولة - إن سلمنا أن هناك دولة - يسطو عبدالرحمن الفلاحي على أملاك ورثة المؤيهم الصنعاني ، والذين يقرون له بملكيته للمساحة الموضحة بالحكم الصادر لصالحة. والبالغة ( أربع قصب ) بحسب منطوق الحكم ، حيث قام ضابط الأمن الفلاحي بالبسط على ما يتجاوز مساحة. ما هو له ، وتسويرها وبناء غرفة فيها ، بدعم من أطقم عسكرية مسلحة ، كان يجدر بها حماية المواطن وممتلكاته لا الإشتراك في نهبه والنيل من آخر ما بقي من فكرة الدولة .

يحاول ورثة المؤيهم الصنعاني -كما إب - البوح بمظلوميتهم ، تلكم المظلوميات التي قد تنال من أكاذيب تواجد سلطة محلية ، لم تكن بحجم مسؤوليتها وخدمة مواطنيها ، بقدر تفانيها في منح مشاعر السخط القدرة على النمو والتكاثر في مدينةٍ ، خلصت في النهاية إلى سحب احترامها لسلطةٍ - يكاد ( تقديم عزاء هنا ..تهنئة هناك افتتاح مشروع خاص ..) هو الإنجاز الحاضر - لتعيش رفقة الخوف والظلم والقهر والأحلام التي لم تتحقق .

تتحول أدوات الدولة إلى ملكية خاصة ، فيما يحضر الدكتور عبدالواحد صلاح في أروقة ( الواتس آب ) من خلال الأخبار التي تملأ ( الجروبات ) عن نشاطاته ، التي لن تكون كافية لأن تهبه إب التقدير الجيد ، متناسياً أن مفاهيم الدولة والمواطنة والحقوق ، لا يمكن لها العيش في بيئة لا يسمع فيها صوت الدولة ، وأن من كان ( ملاكاً ) اليوم  ربما يكون غداً شيطاناً .

لا قيمة لنشاطات لا تدفع الدكتور لأن يقف ولو مرة إلى جوار مواطن ٍ يحاول عبدالرحمن الفلاحي اليوم السطو على أملاكه وبمساندةٍ من سلطة يقف على رأسها ( واقعاً ) الدكتور عبدالواحد صلاح .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص