السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
فايز محي الدين
بحياد تام.. محاولة لتوثيق انطلاقة الثورة الشبابية
الساعة 17:39
فايز محي الدين

الخميس ٣ فبراير ٢٠١١م كان وضع أول خيمة شرق بوابة جامعة صنعاء أمام نُصب (الإيمان يمان والحكمة يمانية)..

وذلك بعد خطاب الرئيس علي عبدالله صالح يوم الأربعاء ٢ فبراير في مجلس النواب الذي جمع فيه مجلسي النواب والشورى وقال: لا تمديد ولا توريث ولا تصفير العداد.

وجاء خطابه ذلك عقب خروج أول مسيرة تطالب برحيله لبضعة أفراد تتقدمهم الناشطة بلقيس اللهبي أمام سفارة تونس يوم ١٥ يناير، عقب فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بيوم واحد، حيث هرب يوم ١٤يناير، وهو يوم الثورة التونسية، وأصحابنا خرجوا اليوم التالي أمام السفارة التونسية بصنعاء يباركون للتوانسة ويدعون لرحيل علي عبدالله صالح، وقالت بلقيس اللهبي عبر شاشة قناة الجزيرة حينها: لن يخوفونا بالصوملة والعرقنة والأفغنة.. وهي الجملة التي ظل فيصل القاسم يرددها عبر قناة الجزيرة حتى استولى تيار الإخوان-صالح على الثورة ووأدوها، فتم حذف تصريح بلقيس اللهبي وما قاله فيصل القاسم نهائياً من موقع قناة الجزيرة.

حين اندلعت ثورة ٢٥ يناير بمصر عقب ثورة تونس بـ١٣ يوما، كان هناك خروج متزامن للشباب أمام بوابة جامعة صنعاء، وكان الأمن يقمعهم ويشتت تجمعاتهم، وظلوا كذلك حتى ألقى علي عبدالله صالح خطابه سالف الذكر في مجلس النواب الأربعاء ٢فبراير فتشجعوا حين رأوه وقد بدا مهزوزاً وخرجوا أشد ضراوةً وصلابة اليوم التالي الخميس ٣ فبراير ونصبوا أول خيمة لهم.

لتتوالى الخيام بعد ذلك حتى 11فبراير حين نجحت ثورة مصر وأعلن عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك، قبل غروب شمس ذلك اليوم، وكان يوم جمعة، وسبق أن أعلن الحراك الجنوبي عن تسمية ذلك اليوم بـ (يوم الغضب).. وكنتُ في عدن ولم يحدث شيء، وبعد المغرب وعقب تنحي الرئيس مبارك اشتعل حماس الشباب في ساحة جامعة صنعاء وانظم إليهم الكثيرون، وتزامن ذلك مع خروج مسيرة شبابية في مدينة تعز بعد المغرب ووضع أول خيمة في ساحة تعز.

 وفي تاريخ ٢٠ فبراير أعلنت أحزاب اللقاء المشترك اللحاق بهم وليبدأ الاحتواء للثورة الشبابية والانقضاض عليها من حزب الاصلاح بالذات والانحراف بها عن مسارها بعد ذلك حين تم عسكرة الثورة بانضمام علي محسن الأحمر، ليُحكم السيطرة على الساحة هو والإخوان المسلمون وينحرفوا بالثورة الشبابية وأهدافها السامية عن مسارها، ويئدوها في مهدها، بطريقة همجية دفعت الغالبية لمساندة علي عبدالله صالح والالتفاف حوله رغم فساده.

وعقب تقاسم السلطة وفق المبادرة الخليجية وتنحي علي عبدالله صالح بادر الإصلاح ومن معه للاستحواذ على كل شيء وإقصاء كوادر المؤتمر الشعبي العام بطريقة فجة، بل وصل الأمر إلى أن ينادي القيادي الإخواني عبدالرحمن بافضل رحمه الله عبر شاشة الجزيرة وعلى الهواء مباشرة إلى ضرورة اجتثاث حزب المؤتمر كما تم مع حزب البعث في العراق.

إضافة إلى محاولة استفزاز علي عبدالله صالح المتواصلة من قبل خصومه عيال الأحمر وأتباعهم الإصلاحيين بوصفه المخلوع، الأمر الذي دفعه إلى دعم الحوثة نكايةً بهم كما دعموهم بـ٢٠١١م نكاية به، وانتقم لنفسه منهم، ولكن هذا الانتقام للأسف أضاع وطنا!!

وقد التف الكثير من المؤتمريين حوله وتحوثوا ظاهرا، ولعضهم ظاهرا وباطنا للانتقام مما حصل لهم من الإخونجيين.

والآن للأسف لا يزال الإخوانيون يمارسوز نفس الأخطاء، مع أن بإمكانهم تجنبها ليلتف كل الشعب حول مشروع استعادة الدولة والإطاحة بالانقلابيين جميعا.
وهذا مانود منهم تجاوزه.

وعلى العموم ظل وخيال دولة ضعيفة ركيكة خير من ميليشيا قوية ذات سطوة وحضور.
وأكبر دليل على ذلك خروج المظاهرات اليومية في عدن دون أن تتعرض لقمع، فيما يتم التنكيل بمن يحاول الإضراب عن العمل لأجل راتبه في صنعاء.
وفي ظل الدولة بإمكانة إزاحة الرئيس وغيره عبر صناديق الاقتراع التي أتت به، لكن الميليشيا تأتي بالقوة، ولا سبيل للاحتجاج عليها أو تغييرها سلميا، أو حتى الاحتجاج في ظل حكمها الواقعي للمطالبة بأبسط الحقوق وهو الراتب.

لهذا لابد أن يكون شعارنا هو:
#معاً_لاستعادة_الدولة

[email protected]

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً