السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
سام الغباري
موالاة الحوثيين خيانة
الساعة 18:13
سام الغباري

حسناً .. سأقول لكم ماذا يشعر المخدوعون بآلة الإعلام الحوثي الفاجرة ، يقولون أن على التحالف العربي ألا يقصف جبال صنعاء التي تحوي مخازناً مهولة للعتاد الحربي المعبأ منذ نصف قرن ، يشعرون أن القصف يستهدفهم مباشرة ، وأن معركة التحرير الوطنية الكبرى لا تعنيهم ! ، وقد يدفعون أطفالهم وشبابهم لخوض حرب يدافعون فيها عن "كرامتهم" كما يقولون ! ، إنطلاقاً من مبدأ الحرب ضد التدخل الخارجي، وإقراراً بأن تلك فطرة الإنسان الحي في القتال عن وطنه السليب !

- منذ البداية كان الحوثيون أول من أطلق النار على الآمنين في صعدة ، وصولاً إلى دماج ثم الجوف ومنها إلى عمران وحجة والمحويت وصنعاء ، حتى بلغوا مغرب الشمس في عدن ، قاتلناهم بشراسة في الحروب الست، وبعيداً عن فرضيات الخيانة كانوا محاصرين في كهوفهم وقراهم القليلة في أقاصي صعدة الشمالية، وحينما وصلوا إلى عدن كانت الدولة قد سقطت تماماً واستحوذوا عليها بإعلانهم الدستوري الذي يشبه إعلان "البغدادي" المتطرف في العراق.

- لا أعتقد أن سقوط أي نظام في العالم وإستيلاء حفنة من المتطرفين العقديين على مقاليد السلطة يمكن ألا يثير حفيظة الدول المجاورة له على وجه التحديد ! ، ذلك ماحدث في العراق مثلاً ، أو سوريا التي تدخلت في أرضهم قوات التحالف الدولي لمنع "داعش" من التقدم صوب العاصمة !
- في اليمن كان المتطرفون المذهبيون قد سيطروا على صنعاء وذهبوا بإتجاه إحكام قبضتهم على باقي المدن بالحديد والنار، الأبرياء الذين سقطوا في حالة الحرب المخيفة ضحايا التطرف المذهبي الذي قاد حرباً مجنونة لا مبرر لها، وفي المقابل كانت الشرعية الحكومية تستعيد جغرافيتها المغتصبة بفعل القوة النارية للتحالف العربي الذي تدخل لإيقاف العدوان الداخلي عند حدوده بعد إستنفاد كافة خيارات السلام ونداءاته.

- لقد أصيب العالم العربي بالرعب لتصريح قائد الحرس الثوري الإيراني الذي أعلن إنضمام العاصمة العربية الرابعة إلى الحاضنة الثورية الفارسية ، ولا يمكن لأي دولة ضخمة كالسعودية مثلاً أن تقف صامتة إزاء هذه التدخلات المتسارعة التي قضت على آمال الحوار وإمكانية الوصول إلى حل سلمي يحفظ لليمن دولته في الحدود الدنيا.

- موالاة الحوثيين خيانة، فهم لا يمثلون الأقلية الهاشمية وإن كانت حاضنتهم العقائدية الأساسية ، ولا يمكن أن يتحدثوا بإسم محافظة صعدة أو حتى بإسم المذهب الزيدي المنحسر ، تمدُد داعش في العراق أيقض العالم الغربي الذي سارع للإستجابة إلى نداء حكومة العبادي وتدخل في الوقت الصعب ، ورغم ذلك لم نسمع أن عشائر العراق رفضت ذلك التدخل لإيمانها أن داعش فئة متوحشة لا يمكن قبول أحكامها المتطرفة ، الحوثيون لا يختلفون عن داعش ، الأداء الإرهابي واحد ، رغم تفاوت حدته ومشاهده المرعبة، وفي النهاية فكلا التنظيمين يمثلان حالة متنافرة من المغالاة المذهبية المسلحة .

- المزاج العام في اليمن غريب حقاً ، لا يجوز الإنتصار للحوثيين بأي شكل من الإشكال ، فهم وحدهم من جلب هذا الدمار إلى اليمن ومزق النسيج الإجتماعي وشرد آلاف العائلات ، وحوّل مدن النزاع إلى أطلال يسكنها الشياطين !، الحوثيون إرهابيون مثل داعش، أو طالبان.

- نحن لا نعيش في كوكب آخر حتى نرفض الإنصياع لقوانين تشكيل الدولة الوطنية ، فإنهيار أي نظام أمام قوة مليشاوية مفاجئة يضع البلد كلها تحت تصرف القوى الكبرى التي تدفع عن نفسها شظايا الإنهيار بتدمير تلك القوة الخطيرة ، ومادمنا عجزنا عن ردع الحوثيين فالأفضل لنا أن نصمت قليلاً عن الثرثرة فيما يتعلق بالسيادة الوطنية ، حتى تعود اركان الدولة الرسمية وينتهي أفق الميليشيا وترحل عن كرسي الرئيس!

- حينما يكون لدينا حكومة منتخبة ، وبرلماناً سارياً يمثل الأمة ، وجيشاً حقيقياً يواجه التمرد ويقمعه في أطواره الأولى، سنكون معاً في مواجهة أي تدخل عربي أو خارجي، وأما وقد صار دواعش اليمن حُكاماً بسلطة الحديد والنار ، فلا يمكن للتحالف العربي أن يتوقف حتى ينحسر المجرمون وتضيع آمالاهم واطماعهم، هكذا يقول الجميع ، ووحدنا من يحارب العالم بلسان طويل لا يكف عن الشتائم، ولا يحصد سوى الهزيمة والمزيد من الدمار والصراع.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص