- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
إذا كان مفاجًئا أن يتخذ الروس لقواتهم قاعدة عسكرية في إيران٬ فإن الأكثر غرابة أن يمنحهم نظام إيران موطئ قدم على أراضيه. فالتعاون بين موسكو وطهران عسكرًيا موجود ومستمر منذ فترة طويلة٬ والروس يستخدمون الأجواء والمطارات العسكرية الإيرانية ضمن عملياتهم المشتركة في الدفاع عن نظام الأسد٬ فلماذا ترفع العلاقة إلى درجة منح قاعدة عسكرية للروس٬ وليس مجرد إذن عبور أو خدمات جوية؟ هذا ما يجعل المسألة تثير الشكوك٬ وسنظل نتساءل عن طبيعة الحلف الجديد حتى توجد إجابات شافية ومقنعة.
أستبعد أن تكون الحرب المشتركة في سوريا هي الدافع الوحيد لمثل هذا التطور في العلاقات العسكرية. فالتعاون موجود قبل وجود القاعدة ويحقق الغرض منه. لكن يبدو أن موسكو تلجأ للغموض وإعطاء إشارات متناقضة. فقد سبق وشاهدنا الكرملين يعلن رسمًيا عن سحب معظم قواته من سوريا قبل نحو ثلاثة أشهر٬ وأنه أنجز معظم مهمته التي جاء لأجلها٬ وبعد أسابيع اتضح للعالم أن القيادة الروسية رفعت درجة مشاركتها والقتال فوق الأجواء السورية.
هل خطوة موسكو الجديدة باتجاه توسيع نشاطها العسكري في منطقة الشرق الأوسط٬ بما في ذلك اعتماد همدان الإيرانية قاعدة للقوة الروسية الجوية٬ له علاقة بالصراع مع حلف الناتو في وسط آسيا وشرق أوروبا٬ وما كان سابًقا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي؟
ممثل الحكومة الروسية لدى حلف الناتو قال على قناة «روسيا اليوم» إن «الناتو انتقل اليوم إلى تطبيق خطة ردع ضد روسيا. وإن الحلف الغربي يقوم بنشر 4 كتائب في دول أوروبا الشرقية٬ لتعزيز الوجود الأطلسي في بحر البلطيق والبحر الأسود٬ وتكثيف أنشطة دوريات الناتو في دول البلطيق».
وإذا كانت مواجهة الغرب هي حجة الروس في اتخاذ إيران مقًرا لنشاطاتهم العسكرية فإنها لا تبرر أبًدا دعم نظام طهران الذي لا يمكن اعتباره ضمن خريطة التوازن الاستراتيجي ضد الناتو. الحقيقة أن إيران تخوض مجموعة حروب كلها لا تهم الولايات المتحدة٬ مثل سوريا واليمن. ونشاط حلف موسكو مع طهران يتجلى بشكل رئيسي في سوريا٬ وهي معركة لا تهم الأميركيين الذين رفضوا التدخل فيها. والإيرانيون يتعاونون عسكرًيا مع الأميركيين في العراق٬ كما رأينا في الأنبار والفلوجة وحالًيا في الموصل. وبالتالي فإن كان مبرر الروس بتحالفهم مع إيران أنه خطوة موجهة ضد الولايات المتحدة والناتو عموًما فهو يخالف كل ما نراه على أرض المعارك.
تقارب موسكو مع نظام آية الله خامنئي الأرجح أنه سيكون على حساب علاقاتها الأخرى في منطقة الشرق الأوسط. ولا أستبعد أنه سيجهض كل الجهود الروسية الأخيرة للتقارب مع الدول الخليجية العربية وغيرها التي شهدت اهتماًما بالتقارب مع موسكو لم نَر مثله في قرن كامل. فقد زار الكرملين عدد كبير من القيادات العربية من ملوك ورؤساء٬ ووقعت اتفاقيات اقتصادية ومشتريات عسكرية غير مسبوقة في حجمها وعددها٬ حتى إن موجة الزيارات هذه٬ والتقارب العربي مع موسكو٬ أثارا انتقادات في واشنطن من قيادات سياسية وعسكرية لامت إدارة الرئيس باراك أوباما وحذرته من أنه يفرط في علاقات أميركا ومصالحها في المنطقة لصالح الروس.
قد يريد الإيرانيون٬ عندما منحوا الروس قاعدة همدان العسكرية٬ مساومة الأميركيين وابتزازهم بعد أن ظهرت علامات مهمة تدلل على فشل الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في منتصف العام الماضي بين إيران والغرب. إن البديل للاتفاق هو التعاون العسكري مع الروس٬ وهنا نقول ما الجديد؟ فالتعاون بين البلدين قديم ومستمر٬ لكن الإيرانيين الآن يريدون جعل روسيا دولة حليفة لهم في حروبهم وليس مجرد بائع سلاح.
هذه كل الاحتمالات الممكنة في قراءة الخطوة الإيرانية الروسية٬ في أن التحالف يعكس رغبة موسكو في توسيع نفوذها العسكري والسياسي٬ أو أنه جزء من استراتيجية مواجهة الناتو٬ أو قد يكون التحالف ابتزاًزا إيرانًيا تضغط به طهران على الغرب لتفعيل الاتفاق النووي.
*نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر