- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
«ماذا تتوقعون من أولادكم.. أن يصبحوا عازفي بيانو»؟! هذا رد أحد المتعاطين في «تويتر» على استنكار الكثير من السعوديين الذين هالهم قيام شابين بقتل أمهما وجرح أبيهما٬ باعتبارهما كفاًرا!
صدمة في مجتمع يقدس الروابط العائلية ويضع الوالدين في أعلى المراتب. ما الذي حل بأولادنا؟ كل يتساءل بعد تكاثر الاعتداءات على الأقارب٬ باسم الدين٬ وتعدد عمليات الاعتداء المختلفة٬ ومعظمها مرتبطة بفكر تنظيم داعش وتوجيهاته عبر الإنترنت. لقد مّر المجتمع بصدمات كثيرة٬ لكنها في معظم المرات السابقة كانت تهمل على اعتبارها «حالات استثنائية»٬ أو يوصف الأبناء المجرمون بأنهم «مختلون عقليا»٬ وكانت البيانات الرسمية تكتفي بتسمية المجرمين «ضالين».
إنما تتالت الصدمات٬ حتى اكتشفنا أن مروجي فكر تنظيم «داعش»٬ وقبله «القاعدة»٬ نجحوا في التسلل إلى الدوائر الأصعب والأكثر انغلاًقا٬ وهو مجتمع النساء في السعودية. فوجئت عائلات بأن بناتهم ونساءهم هربوا إلى اليمن أو سوريا٬ وتم القبض على أخريات في المطارات كَّن يحاولن الهرب. وشهدت المحاكم السعودية إدانة سيدات تم القبض عليهن تورطن في العمل الإرهابي٬ وهناك من نجحن في السفر ورافقن مقاتلين في العراق وسوريا!
«داعش» الفكرية دخلت كل بيت مغلق٬ تدعو الأبناء اقتلوا ذويكم لأنهم ليسوا على دينكم. تدعو العسكر٬ انقّضوا على رؤسائكم لأنها حكومة كافرة. حتى سماحة المفتي٬ أعلى رجل دين في البلاد٬ أعلنوا وضعه على قائمة المستهدفين!
ويبقى السؤال المحير٬ كيف نجحوا في جعل شاب صغير أن يفكر في قتل والديه لأسباب دينية؟ أو أن تخطط امرأة للقتال في سوريا٬ وهي التي تعتبر قيادة المرأة للسيارة حراما٬ والخروج من المنزل حراما؟ هذه نتيجة طبيعية للفكر المتطرف الذي يعمل في الظل.
ورغم أن المجتمع يناقش حالة التطّرف منذ عشرين سنة٬ والمطالبات بمحاربته تقال منذ سنين كثيرة٬ لكن لم تفلح لماذا؟ علينا أن نفرق بين نشاطين٬ الأول محاربة الفكر المتطّرف المرتبط بالإرهاب٬ وقد نجح النشاط إلى حد كبير. الثاني محاربة الفكر المتطرف بشكل عام٬ وهذا فشل بشكل كبير.
الفكر الذي تمت محاصرته هو المرتبط بالإرهاب٬ مثل دعوات الجهاد والقتال في العراق وسوريا واليمن والشيشان وغيرها٬ لم تعد موجودة نتيجة الملاحقات الأمنية. أيًضا٬ توقفت عمليات جمع الأموال لدعم التنظيمات المتطرفة أو المنظمات الحاضنة لها٬ وبالفعل انتهت التبرعات بشكل عام نتيجة الرقابة الرسمية الصارمة. وبسبب ذلك كتب على «تويتر»٬ أحد المتطرفين السعوديين٬» أرجو من مشايخنا فتح حسابات في الكويت وإرسال «الإيبان» (البنكي) للناس٬ ما دامت الكويت أفضل من بلاد الحرمين أو مملكة الإنسانية»! رسالته تعبر عن غضب عند المتطرفين من حالة الحصار التي فرضت على ممارساتهم التي أصبحت تعتبر جرائم يعاقب عليها النظام في السعودية. أما الكويت فقد بدأت متأخرة في ملاحقة التبرعات المشبوهة٬ ولا تزال مقصرة في محاربة الجماعات المتطرفة التي تجمع الأموال وتدعو للجهاد.
تجري في الساحة بشكل عام٬ وليس في السعودية فقط٬ ملاحقة ثلاث فئات هي: المحرضون والمتبرعون والمتطوعون للقتال. وقد نجحت كثيرا٬ بعد تعديل الأنظمة واعتبارها جرائم٬ وإقامة محاكم متخصصة٬ وإجراء المحاكمات٬ وتنفيذ العقوبات على المئات من المخالفين٬ وصارت أخبارهم تقرأ في الصحف تقريبا كل يوم.
بقي الفكر المتطرف عموما الذي لا يقول شيئا عن الجهاد والتبرعات٬ لكنه يتحدث عن تقديس الدعاة٬ ويكره الناس في الحياة٬ ويشعر عامة المسلمين بأنهم عصاة ومذنبون ويحرضهم على أنفسهم٬ وفوق هذا يجعل كراهية الآخرين من شروط الإيمان.
طبًعا٬ لن يمكن إصدار قوانين ضد التشدد أو معاقبة الآخرين على تهم مثل الأخلاق السيئة٬ إنما يمكن دعم مشروع بديل للتطرف٬ وهو الإسلام المعتدل الوسطي المستنير البعيد عن التعصب٬ ليكون هو إسلام الدولة وإسلام المجتمع والوحيد الذي يدرس. دون استعادة الإسلام المخطوف سيكون سهلا على «داعش» أن يجند أي طفل أو شيخ٬ طالما أن عقله قد أسس على فكر متطرف.
في رأيي٬ تسويق مشروع الإسلام الوسطي أهم من ملاحقة «الدواعش» الذين يجدون تربة خصبة في المجتمعات المنغلقة الرافضة للانفتاح. لقد استطاعوا خطف عقول الأبناء ضد آبائهم والموظفين ضد دولتهم. العلاج الوحيد٬ هو في تبني الاعتدال٬ وبدونه سيأتي وقت لن تتسع السجون للقتلة والمختلين عقليا من المتطرفين٬ ولن تفلح عقوبات التعزير والجلد والقتل في ردع المتطرفين وحماية ذويهم ومجتمعهم ودولتهم والعالم من شرهم.
*نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر