الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الحافظ الصمدي
على قيد هذا الوطن..!
الساعة 20:37
عبد الحافظ الصمدي

من صحاف صدام إلى صحاف الحوثي/ عبدربه منصور هادي, تتكرر سذاجة التصريحات.. هناك قبل أعوام حيث توعد الصحاف الأميركان بالموت على أسوار بغداد وهي المدينة التي لا أسوار لها أصلا.. وهنا حيث عبد ربه هادي بعد سقوط العاصمة بأيام يؤكد أن صنعاء لم ولن تسقط وهي التي لم تصمد ساعات أمام الفاتح القادم من مران بدبابة الجيش وبمطالب الشعب بتكتيك عفاشي هادوي وبكيد عظيم.. ها هو "البند السابع" القادم من صعدة يهدينا أعظم عاصمة تاريخية لليمن لم نكن نعلم أنها مختطفة إلا بعد ساعات من اجتياحها؛ حين عادوا عشاء يحتفلون وجاءت المليشيات على علمها بشعار دم وموت تطلب منا تحرير مرسوم استلامها..

 

إن أقوى العذاب: " أن ترى طفلك غريقاً يستنجد بك ولا سبيل لإنقاذه.. أو أن ترى وطنك يحترق ولا تملك حيلة للإطفاء.. فالثورة التي ليس لديها قيادة وبرامج واضحة تنتهي بالفشل في أول معركة سياسية تواجهها، رافعة راية الاستسلام لخصومها..

 

ألم نقل سابقا إن جريمة حكومية واحدة فقط، ربما تكفي المتسلطين مؤونة التخطيط لإجبار الشعب على الرضوخ لقرار جائر..

 

ولعلي مقتنع بأن "أية مكان لا تستطيع فيه سماع أغنية، فهو ليس بآمن.. وأية مدينة تخضع فيها للاستجواب دون أمر من النيابة فهي مستعمرة"..

 

غاليتي، عذرا فهذه المدينة مسكونة بالخوف، صوتك يتحرش بأذني ومن يجرؤ هنا على الالتفات مطلوب للتحقيق بتهمة الخيانة، هنا لا العين ينبغي لها أن تختلس النظر ولا القلب يحتمل القرار وكل في جنابك يقتلون..

 

كمدينة مهوسة بالسقوط؛ شفتها السفلى تتدلى لعشيق جديد ومآذنها ترتعد مرعوبة.. صنعاء في ليلة ممطرة تتهيأ لجولة عهر جديدة؛ سكون مخيف.. وأصوات الحفيف تتأتى من جنباتها لذيذة كالخيانة..

 

هنا.. الثورة مغدور بها والمناضل مخلوع يتهاوى، الثوار يتلعثمون أمام بقايا وطن، الجبهة الثورية تتصدع والنظام الفاسد يعاود الالتئام... قوى الثورة تتشظى تناحرا والكراهية  تجعل من بعضها أدوات بغيضة لتمزيق بعض ومراكز النفوذ تعاود التخندق مرة أخرى  وتقوى على المواجهة والصمود أكثر من ذي قبل..

 

في وطني  اليمن.. (الخلاص من قوة نافذة بدعم نافذ آخر والقضاء على ديكتاتور بصناعة ديكتاتور جديد).. في بلدي صار الجيل القادم مرتدا.. نخشى القادم يدنو ونجد صعوبة وحرجاً في إقناع أبنائنا بالإسلام.. فالكل يفر من دين الذبح ولم ندرك بعد أن الإسلام هو المذبوح.. هذه بلادي اليمن.. الحضارة الضاربة في التاريخ،  تبدو أكثر بدائية وأفظع تخلفاً..

 

هنا.. حيث تمتد الأنفاق كاللعنات وتسقط المدن تحت رحمة العصابات.. هنا يستمر القتل والعنف والفوضى والخراب وتذبح الإنسانية على أرصفة الطرقات..
نسفوا الجمال هنا.. قتلوا الحيـــــــــاة..
هنا البندقية الحمقاء تتحرش بالسماء وتهز بطيشها عرش الإلـــــــــه..

 

في اليمن كبراؤنا لا يجيدون سوى الاغتيالات، وخطط القتل والدمار وتحويل كل عامر ركاما وكل واحة رمادا، إنهم يفشلون في إنجاب أي شيء جميل.. تراهم عاجزين عن تنفيذ خطة تنموية واحدة أوصى بها الغرب المواسي وطناً منهكاً بعصابات يمنية.. فهم يجيدون إشعال الحرائق باقتدار وعملية "سفك الدماء" هي مشروعهم لاستمرار اختطاف بلد وصف ذات يوم بالسعيد..

 

ترى لماذا نوالي نظاما يطارد أرانبنا ويحرق كل عشب أخضر  يستخدم الخبز سلاحا لتركيعنا ويخلق فينا دواعش جديدة..

 

من حسن حظها "حبيبتي" أن موسم حرث الغرام لم يأت في عهد عبده منصور هادي وإلا ما كنت كتبت فيها قصيدة غزل واحدة ولا بعثت لها برسالة حب، تحمل إليها شوقي والتياعي..

 

ومن سوء حظي أني منذ أحببتها عشقت وطني بخارطته المبتورة وأفنيت معظم عمري أحاول إصلاح ما أفسدته يد العابثين لينتهي بي المطاف "خائنا وعميلا وانقلابيا".. هكذا صنفوني في بلد فيه الحسم للدبابة والمدفع ولا أدري لماذا؟ سوى أنني تظاهرت سلميا تعبيرا عن غضب المحبط ومحاولة عابثة لرفض الظلم الذي يمارس على بقية قطعة وطن كان يدعى اليمن السعيد أن كان هناك من يؤمن بذلك فبعضنا أعلن كفره بعهد بلقيس وحضارة حمير وتاريخ سبأ وصارت عندي بمثابة القصص التي تروى للأطفال قبل النوم..

 

لا أعرف ما إذا كنت مخطئا حين قلت بلحظة غضب: "تفصلنا عن الدولة المدنية الحديثة بندقية وبضعة رصاصات".. لكني على يقين بأن بلد الحضارة صار في القرن الواحد والعشرين عشا مفخخا بالمليشيا؛ " فإن تشكل عصابة أفضل جدوى من إنشاء حزب سياسي أو منظمة مدنية". 

 

ومضة:
مازلنا رهن المصالحة والوفاق ننشد الحرية بأغلى ثمن..
عذراً أحبتي:" إلى متى سنظل على قيد هذا الوطن..؟!"

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص