الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وئام عبد الملك
صالح والإرهاب.. في برقيته الأخيرة
الساعة 22:47
وئام عبد الملك


في السادس عشر من هذا الشهر بعث علي عبدالله صالح بصفته رئيسا سابقا لليمن، ورئيس المؤتمر الشعبي العام، الذي سبق وأن قامت اللجنة العامة للحزب بعزله من الحزب، برقية عزاء إلى رئيس جمهورية فرنسا" فرنسوا أولاند"، بعد تعرض العاصمة الفرنسية باريس، لهجوم إرهابي، أسفر عنه مقتل نحو 130شخصا وإصابة المئات بجروح. 

ويجدر الإشارة إلى أن الأهداف البعيدة، غالبا ما كانت من أساليب تنظيم القاعدة، لكن بما أن تنظيم الدولة هو من تبنى هذا الهجوم، فإن هذا الأمر سيترتب عليه العديد من الأمور خلال فترة وجيزة، وما علينا إلا أن ننتظر، فأمر التفجير أثار كذلك بشار الأسد.

أدان علي صالح في برقيته الإرهاب، الذي ترفضه الأديان جميعها، وكان جريئا حين قال في برقيته:" إن الإرهاب الذي استهدف باريس، إنما يذكر المجتمع الدولي بحقيقة الأضرار التي تنتج عن اللعب بالنار، واستخدام الأشرار لتحقيق غايات لا تخدم الأمن والاستقرار الدوليين ولإشاعة الخوف والرعب في أوساط البشر، وإذكاء ثقافة الكراهية والحقد بين الشعوب"، ففي هذا تلميح إلى أطراف غير محددة على وجه الدقة، إلى استخدامها لملف الإرهاب لخدمة مصالحها، وهذا حقيقي، فهناك من يتهم جهاز الموساد الإسرائيلي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وأجهزة أخرى حول العالم، بدعم الإرهاب، فالأخيرة شكلت جيوشا للإطاحة بحكومات دول عديدة، ودعمت تلك الجيوش بطرق غير شرعية وخصوصا في القرن الماضي، والتلميحات لا تشمل غير العرب فقط، بل تشمل بالدرجة الأولى المملكة العربية السعودية، التي أشار لها بشكل غير مباشر، حين أشار إلى دعم بعض الأنظمة بدول المنطقة للتنظيمات الإرهابية، إذ قال في البرقية:" استمرار الصراعات في هذه الدول يعزز من تواجد التنظيمات الإرهابية في ظل دعم ومساندة بعض الأنظمة بدول المنطقة لها، والتي ليس لديها أي برنامج سوى الإضرار بالآخرين، والإساءة للبشرية وتشويه صورة ديننا الإسلامي" وتلك الدول التي تحدث عنها، وحث على دعم استقرارها هي سوريا واليمن والعراق وفلسطين وليبيا.

هو بذكره لكلمة( يتسرب) يحذرهم بأن الإرهاب لن يكون مقتصرا على المنطقة العربية، بل سيصل إلى دول أخرى، مثلما وصل إلى باريس، وهو أراد أن يقول لهم:" أنتم تندمون، بعد أن كنت مساهما كبيرا في حماية العالم من الإرهاب، واستهداف الإرهابيين لباريس خير دليل على تنامي الإرهاب".

ذكر كذلك بأن:" الموقف الدولي تجاه محاربة الإرهاب ليس جادا بالقدر الكافي"،  وكأنه يريد أن يقول حربكم ضد الإرهاب غير جادا، بدليل ما يحدث في اليمن، من تنامي لتلك الجماعات الإرهابية- التي صنع ودعم جزءا منها هو- بينما لا تسعون للبحث عن أطراف تعمل على الحد من التطرف، كإيران التي يحرص على أن تربطه بها أي علاقة، لخوض معركته ضد كل اليمن، فإيران كذلك تحرص على أن تحصل على أدوار جديدة فعالة لها في المنطقة عن طريق مكافحة الإرهاب.

تحدث عن ضرورة تجفيف منابع الإرهاب الفكرية والمادية، وفي ذلك إشارة إلى اتهام السعودية التي كثيرا ما يصفها بعض المناوئين( بالوهابية)، وبأنها صناعة الإرهاب والتطرف.  

يعود في ختام خطابه ليؤكد بأنه فاعل وموجود، حين أشار إلى أن حزب( المؤتمر) وأنصاره قد حذر منذ وقت مبكر من خطورة هذا الفكر المنحرف، وإعلانه تضامنهم معهم.

هو يريد أن يؤكد بأن ملف الإرهاب لن يتوقف عند هذا الحد في اليمن: فهو يقول:" أمام جسامة ما حدث في باريس وما يحدث في( بلادنا يومياً) وفي بعض الأقطار العربية يجعلنا نؤكد تضامننا معكم ومع كل إجراء تتخذونه لردع هذا النهج الإرهابي المقيت".

إن السلطة تسكر بالفعل كما يقول الأديب الروسي دستويفسكي، فهاهوذا صالح يعيش دوره السابق كرئيس والذي لم" ينفطم" عنه حتى اللحظة، ويبدو بأنه ما يزال يراهن على ملف الإرهاب، وقد تشهد الأشهر القادمة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وضعا كارثيا بسبب اللعب بالنار التي تحدث عنها، وعلي صالح يراهن كثيرا على هذا ملف الإرهاب منذ أن كان في السلطة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص