الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فهد سلطان
أم تنجح في إيقاف عبوة ناسفة من الانفجار ..!!
الساعة 22:52
فهد سلطان


احدى الاخوات فجعت بولدين من أبنائها قبل اشهر بعد أن اكتشفت بأنهم يحملون فكراً متطرفاً يتبع احد جماعا العنف في البلاد , لقد كانوا يتجهزون للسفر الى مناطق ملتهبة بالحروب للبحث عن الجنة وترك الدراسة في مستويات متعددة, الاجمل في هذه الام وكل الحديث يدور حولها أنها احسنت التصرف وجعلت من المنزل ومن الاسرة والاقارب حالة طوارئ بعد هذا الاكتشاف.

قبل أن تبدأ مع أولادها بأي موقف, رتبت أمرها مع الاسرة ومع الاقارب في كيفية مواجهة هذه المصيبة, وكيف يتم انقاذهم بطريقة سهلة تكون أقل كلفة وبأقل خسائر.

تقول كنت اشعر بأن أي خلل في المواجهة معهم سوف يكون له نتائج كارثية , وسندفع الثمن مرتين الاول لأننا لم ننتبه إلا متأخرين والثاني بأن أي خطأ في التعامل مع الموقف سوف يكون له نتائج وثمن وغالي طبعاً وأنا من سيتحمل تبعات ذلك بكل تأكيد.

المهم رتبت بالخطة وحزمت امرها على المواجهة واشركت الجميع من الاب و الاسرة ثم العائلة التعاون معها , وهنا بدأت هي واقتربت اكثر منهم كم لتبدأ من حرب الحب والسير عبر منسوب الحنان وأعظم به من سلاح.

تضيف قطعت شوطاً كبيراً حتى الآن وفككت كثير من الافكار الناسفة التي تشبعوا بها في غفلة منا , ونحن الآن في المراحل النهائية والحمد لله.

هل تفهم الاسر هذا الاسلوب الرائع في التعامل مع هذه القضايا , وهل تفهم الاسر كيف لأم فجعت بأنها , واصبحت قادمة على مصيبة وشيكة , واختارت هذا الاسلوب في المواجهة وتدارك الموقف , فقد تعاملت مع الموقف بذكاء وحنكة اشبة بمن ينزع ألغام من تحت قدمة فأي خطأ قد يأتي على كل شيء.

الإرهاب اليوم ليس لصيق بالقاعدة كما يحاول البعض تصوير ذلك , كون الارهاب سلوك وهو وليد شرعي للعنف والاهمال وسوء التربية كمسؤولية اسرة على الاقل.

هنا ترى كم من الاطفال والشباب والكبار الذين التحقوا مع القاعدة ونسمع عن قتل الكثير منهم كل يوم ومع صمت مريب , وكم من الحوثيين يقتلون اليوم في اكثر من جبهة تحت ذات السبب مع فارق في الدرجة لا في النوع وتفجع عشرات الاسر مع صمت من الجميع ايضاً رغم انين كثير من الاباء والامهات ولكن لم نحاول أن نتعرف على ذلك الانين ولا كيف نساهم في التخفيف منه.

ما ذنب تلك الام التي تفجع بولدها وقد اصبح من تنظيم القاعدة دون علم منها , أو من انصار الحوثي , ويقتل تحت راية الجهاد هنا ومصالح سياسية أو شعارات فارغة المضمون والهدف ليكونوا وقود لحرب عبثية.

وللإباء والامهات بشكل اساسي , ترى لماذا يتم التعامل مع كثير من هذه القضايا بصورة تعقد المشكلة أكثر , وربما يكون الوالدين سبب رئيس في ارتماء هؤلاء الشباب في صفوف جماعات العنف والذهاب معهم بلا رجعة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص