- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لم تعد صنعاء تروق لي كثيرا لأنها طردت الكثير من الأصدقاء الذين كانوا ضوءا لنا ولها،
صنعاء أصبحت قاحلة حد الموت بفعل الجفاف الشديد الذي حل بها منذ سبتمبر الماضي ،الجفاف الذي قضى على كل الأنهار التي كانت تروي المدينة،
أفتقد لصباحات صنعاء العاطرة بالراوية والشعر والندوات والصباحيات الثقافية والأدبية،لبيت الثقافة والمركز الثقافي ومؤسسة الإبداع ونادي القصة، للأمسيات التي كانت تمنحنا فرصة للخروج من الروتين الممل للحياه، وللفعاليات المتنوعة التي كانت بمثابة نزهة للروح والعقل والعاطفة،
أفتقد كثيرا لتلك الوجوه المضيئة والعقول النيرة والأرواح البهية التي غادرت هذه المدينة فغادرها النور والحب والسلام والجمال والإنسانية،
أفتقد لأنبياء الحب والجمال والتواضع والثقافة والشعر والرواية والسياسة والصحافة والفكر والوطنية والحضارة والتاريخ،
أفتقد لتلك الحزمة الضوئية التي تمثل الوجه الحقيقي والناصع لجيل ثورة فبراير والحامل الرئيس للنضال السلمي والثوري والإجتماعي والإخلاقي لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ بلدنا الحبيب،
صنعاء لم تعد بعدهم غير أطلال لا تستحق حتى الوقوف عليها وقول قصيدة شعر،
لكن لا تزال صنعاء تحتفظ برائحة عبيرهم الأزكى،فكلما مررت بشارع أرى فيه ملامح اليدومي البسيطة والمتواضعه وشموخ وعزة عبدالله نعمان الحكيمي ونقاء وصفاء الحميقاني والعامري ورزانة وهدوء الإرياني وحيوية ونشاط حمزة الكمالي وشجاعة محمد اليمني وتفاؤل وإصرار توكل كرمان وإنسانية رشيدة القيلي وشعر وجمال عامر السعيدي وحديث يحيى الثلايا عن التاريخ والجمهورية وعيال فاطمه، وتحليلات علي الشريف وأفكار زايد جابر ونبيل البكيري وسخرية أسامة الصالحي وقومية وعروبة غائب حواس ونقاشات وأحلام وطموحات همدان الحقب وكمال حيدرة ومحمد المقبلي وهشام المسوري ،
مازلت أيضا ألمح في هذه المدينه وجوه الكثير من أصدقائي الأعزاء وأساتذتي الأجلاء كإستاذي حمود الزليل وعبدالواحد عمران والعزيز علي زيد عرجاش ودكتورنا الغالي علي عرجاش وأصدقائي عبدالمجيد البكري ووليد الجملولي وصلاح النهمي وصالح السلامي ومحمد العليمي وسعيد العسالي ومحمد الجرادي ومحمد القاسم وصلاح القاعدي وسلمان الحميدي والكثيرين الذين لم تسعفني الذاكرة لطرح أسماءهم هنا بالرغم من مقامهم العالي بالقلب،
هؤلاء وغيرهم الكثير غادروا المدينة حينما ضاقت بهم واتسعت للحشرات ومافيا الموت واللصوصية وتجار السوق السوداء، هؤلاء كانوا يحلمون بدولة مدنية تتسع لكل اليمنيين وظلوا سنوات يناضلون من أجل الوصول لذلك الحلم فجاء أهل الكهف ليدمروا كل تلك الطموحات والأحلام وعاثوا بالمدينة فسادا وتمييزا،
مشتاق كثيرا حتى للحظات بسيطة أعيشها معكم في صنعاء،حتى أصدقائي الذين لا يزالوا متواجدين فيها لم أعد أهنأ بالجلوس معهم بالرغم من لقاءاتي النادرة بهم لكن قلبي يحدثني بأن الأيام القادمة ستفتح لنا أبواب الإنتصارات والفرج بإذن الله،
كانت صنعاء حضنا دافئا لكل الدماء اليمنيه تجد فيها التشكيلة الكافية التي تجعلك تؤمن مطلقا بواحدية هذا الشعب وتعايشه وقبوله بكل التنوع والإختلافات، صنعاء المدينة لم تتفوه يوما ما وتقدم نفسها بأسلوب متعالي أو تمييز، كانوا هم من يفعلون ذلك أقصد بعض قماماتها الذين لوثوها حد التعفن ، أما هي فكانت بسيطة بريئة نقية تتسع لكل العالم وتفتح ذراعيها للجميع، حتى جاءوها بالموت والظلام وجعلوا منها سجنا كبيرا لكل من ينتقد تلك السلوكيات التي جاءوا بها فرحلوا منها الشرفاء والأحرار والمخلصين من بقاع الجمهوريه.
في العام الماضي قبل دخول المليشيات صنعاء شعرت بالخوف على صنعاء فكتبت حينها مقالا بعنوان عطر المشاقر ورائحة البارود وما هي إلا أيام واجتاحت المليشيات العاصمة ،اليوم وبدون قصد لم أشعر إلا وأنا أكتب عن صنعاء فهل ستكون هذه المدينة خلال اليومين القادمين تستنشق البارود بعد أن شردت المليشيات كل عطورها ، لصنعاء المجد والإنتصار والسلامة، وللعابثين بها الخزي والإنكسار والندامة.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر