- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- من كلماتها.. ماجدة الرومي تطرح كليب "بلا ولا أي كلام"
- اعتقال الممثلة الكويتية شجون الهاجري بتهمة حيازة المخدرات
- شيرين رضا تكشف تحذيرات والدها من جمالها
- ترامب يرفض رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي لأمريكا
- أكبر تسريب أمني في التاريخ.. 16 مليار كلمة مرور مكشوفة تشمل عمالقة التكنولوجيا
- زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب شمال إيران
- مخاوف يمنية من انخراط الحوثيين في صراع إيران وإسرائيل
- ترامب يوقع قراراً تنفيذياً بتأجيل حظر «تيك توك»
- الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران تجاه الأراضي الإسرائيلية
- نعيم قاسم: مع إيران وإلى جانبها بكل أشكال الدعم

الزمان: أواسط السبعينيات.
المكان: مدينة تعز، الجحملية – مدرسة النجاح،
الصف الرابع الابتدائي.
كانت تعز بالنسبة للتلميذ الصغير حلماً باذخاً بألوانٍ من الحياة تملأ روحه بالبهجة، وعينيه بالدهشة. أشجار الدّوم المجّانية فـي الطريق المفروشة بالندى إلى «صالة» فـي صباح الجمعة. فاكهة الزيتون العجيبة. سينما بلقيس الجديدة. معارك كرة القدم بين الأهلي والطليعة والصحة. البطاطس المهروسة بالشّطة فـي قصعة تونةٍ أو صلصةٍ «الوجبة التي لا يتذكر التلميذ أنه شبع منها يوماً» صوت بائع البانياس «الماء» فـي سينما 23 يوليو يبدّد رهبة الصمت بينما القلوب تلهث بالرجاء والدعاء للبطل الذي لا بدّ أن ينتصر فـي النهاية. الوجوه الملوّحة بالشمس، المتورّدة بالحياة، لفتياتٍ كالأساطير، ينحدرن من جبل صبر، يبعن الورد، والقات، والزيتون ، وثمة غبارٌ ساحرٌ على أهدابهن، وحمرةٌ قانيةٌ فاتنةٌ على شيلانهن، وهذا الذهب الهائل الذي يتقلّدنه فـي المعاصم والأعناق والترائب. سحرٌ على سحر، وهجٌ على وهج.
شارع العقبة، عقبة الروح، بين رأس المدينة وجذعها، شارعٌ يفوح برائحة الياسمين، ويتيه بأسراره، وبالنسبة للتلميذ الصغير فإن الأشجار الحمراء، «الجهنَّمية» فـي هذا الشارع ظلت لغزاً غامضاً بهياً، كيف ومن أين لها كل هذه الحمرة اللاهبة؟ يتساءل التلميذ وهو يتأمل الأشجار تطل بسحرها الشائق المشوق من شرفاتٍ حديقةِ سفارةٍ أو قنصليةٍ فـي وسط الشارع.
عند غروب الشمس، وعندما يبدأ التلميذ فـي الصعود عائداً، يكتشف أن المدينة تصعد أيضاً. مدينة لا تكف عن الصعود. تصعد معه، أو تصعد به.
«من صفحته على الفيس بوك»
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
