الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الكريم المدي
عن استهداف "معوضه"و"عوبل "واستعداءوصاب وعتمه!
الساعة 00:01
عبد الكريم المدي



الإخوة الأكارم في جماعة " أنصار الله ".. تحية طيبة .
هل تعلمون إن قبول النصيحة لا يعني نقصاً بحقّ أي إنسان أو جماعة ، ومراجعة الحسابات لا يعني مطلقاً الضعف وتسليم الرقاب للخصوم ، وتقديم التنازلات وعدم المكابرة لا يعني بأي حال من الأحوال الهزيمة والعيب أو العار ..

قد يكون هناك شخصٌ ما مغمور جداً ، ولا يسمع به أحد ، لكن ربّما إن هذا الشخص لديه الكثير مما يمكن أن يُقدّمه من أفكار ورؤوى ونصائح ستفتح للأشخاص أو الجماعات المعنية بها ، أو غير المعنية آفاقاً رحبة تساعدهم على حُسن التدبير وصوابية التصرّف والتفكير.. أنتم للأسف الشديد - يا أنصار الله - وإلى اليوم لم تلتفتوا لنصائح ونقد القريب والبعيد  ، الصديق والعدو ، الخصم والمحايد  ،لم تقبلوا نصيحة أحد حتى ولو كان من المثقفين والمفكرين والكتاب والسياسيين ، وهذا شيء ثابت نعلمه كلنا ولا نقاش عليه ، وأنتم أدرى به منّا..

المهم قد أكون أحد الناس البسطاء المصنّفين بأنهم يعملون بشكل أو بآخر معكم ، بينما أنا بعيدٌ جداً عنكم ولستُ من الحوثيين ( ماركة ) ولا من المتحوثيين ( تجميع )، أو (تقليد ) ،لكن بالمجمل تبقون جماعة وقوى يمنية موجودة على الأرض وأنا مواطن يمني ، تجمعنا مشتركات الوطن والدين ورفض أي عدوان على بلادنا ونختلف حول عدد غير قليل من الأشياء وهذه هي سُنّة الله في خلقه ..

وأعترفُ إنني كثيراً ما أوجّه لكم نقداً ونُصحاً ولا أتردد في ذلك ، وصحيح - وهذه من حسناتكم القليلة - إنكم لم تطاردونني أو تهددونني بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، رغم حدّة النقد الذي أوجّهه لكم أحياناً، لدرجة إن بعض المتعصبين من أنصاركم يتهمونني عادةً بأنني أميل أو أعمل لصالح خصومكم وبالفم المليان يطلقون عليّ مصطلح " داعشي " فيما بعض الإخوة في الطرف الآخر يتهمونني بالمتحوّث والمجوسي والرافضي وووالخ ..

من الأخير أقول لكم .. هل تعلمون إن الأخ العزيز الشيخ عبدالوهاب معوضه ، عضو مجلس النواب وأحد أبرز الشخصيات الاجتماعية المؤثّرة في منطقتي (وصاب ، عتمه ) ، رجلٌ حصيفٌ جداً وواضح في تعامله وموثوق به ومحلّ تقدير الناس ، وكان حتى الأمس القريب منافحاً للعدوان، ومتواجداً  في كل المحافل والمظاهرات والمسيرات والفعاليات التي تُدينُ العدوان ( التدخّل السعودي في بلادنا )  وأحتفظُ  له بصور فيتوغرافية وفيديوهات تجمعني به في عدد من الفعاليات التي شاركنا فيها ضد قتل اليمنيين وانتهاك سيادتهم وتدمير مقدراتهم ، السؤال هنا هو : يا تُرى هل سأل أحدكم نفسه أو وجّه السؤال لآخرين من الموثوق بآرائهم أو غيرهم عن سبب تحول الشيخ عبدالوهاب معوضه ومعه الكثير من المشائخ والشخصيات المهمة والمثقفين في عتمة ووصاب ، و غيرها  ورفضه لتواجد أنصار الله في منطقته ؟
هل حاولتم معرفة الأسباب التي جعلت من وجودكم في بعض المناطق نبتة غيرُ مرغوب فيها ؟ 
وهل سألتم أنفسكم : هل  حقيقة كل مخالف لكم - بالفعل - إرهابي وداعشي وعميل للسعودية وأميركا وإن كان ليبرالياً أو علمانياً أو وسطياً أو يمنياً حزبه الوطن الكبير وعقيدته الإسلام ومذهبه الكتاب والسُّنة  ؟ 

مثل هكذا تساؤلات مهمة جدا .. لماذا لا تتم إثارتها على أعلى مستوى داخل الجماعة؟ ولماذا صارت نسبة كبيرة من الناس والوجاهات الاجتماعية في غير منطقة واحدة ،أو مكان واحد لا تُحبّذ وجودكم فيها ولا تقبل بسلطاتكم وصارت مقتنعة بالانجراف مع الخارج ضدّكم ، ومع احتلال البلاد من قوى الشرق والغرب ورأس الشرّ إذا كانت النتيجة هزيمتكم ؟

اسألوا أنفسكم واستفيدوا من إجابات الآخرين ربما قد تفيدكم كثيرا وتجعلكم تُعيدون حساباتكم ، وتتوقفون عن كثير من الممارسات والتصرّفات ، وعن ملاحقة - كما علمنا -   الأخ  الشيخ / عبدالكريم عوبل السدعي أحد أبناء وصاب ، الذي للعلم أنا على اختلاف معه منذو أشهر ولم يرد على إتصالاتي منذو فترة ليست بالقليلة ، لكنّي يقيناً لستُ مع ملاحقته ، أو استهدافه ، لأنني أعرفه وأعرف ما يحمله من قيم هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لماذا لا تحترموا رأيه وموقفه منكم ، قد يكون رافضاً لتصرفاتكم وممارساتكم ، لكنه لم ياتِ لقتالكم في حزيز أو ذمار أو صعدة ، له رأي كمواطن يمني وكإنسان لماذا نحوّله لعدو ونستعدي كثيراً من أبناء منطقته ، سواء اتفقوا معه سياسياً أم لم يتفقوا ؟ سيما والوطن والمرحلة لم تعد بحاجة لأعداء وحروب هنا وهناك ؟

لماذا لا تحاولوا محاورة الشيخ معوضه والشيخ عوبل ، إذا كانا بالفعل يُمثّّلان خطراً عليكم وعلى الوطن والسيادة ؟ 
 ولماذا تقومون بممارسات كهذه وتتقصفون المنازل في عتمة وفي قبيلة آل معوضه ، تكون نتيجتها معروفة سلفاً ،  كسب المزيد من الأعداء في منطقة كبيرة كـ (وصاب ، عتمه )ذات الثقل السكاني الكبير والتضاريس الجبلية شديدة الوعورة، تختلفُ جملة وتفصيلا عن تضاريس عدن ولحج وتعز وشبوة وغيرها ، سيما وذاكرة حروب المناطق الوسطى ، لاشك ما تزال حية في أدمغة العديد من المقاتلين معكم في الميدان الذين شاركوا في حروب هذه المناطقة مطلع ثمانينات القرن المنصرم ،  ضد الجبهة أو تسألون من سمع عنها ويعرف طبيعة المواجهات فيها
لا تستهتروا بالآخرين وأنتم والوطن بحاجة لجهود وصمت وحياد الجميع ؟

أشكركم لتقبّل ما أكتبه ولسعة صدوركم ،
وأتمنى أن تستفيدوا مما يُطرح ، سواء منّي أنا البسيط والمتواضع ، أو من غيري .
حفظ الله يمننا من كل شر ومكروه وحقن دماء أبنائه ، الخلود للشهداء ، الشفاء للجرحى..المجد للوطن ومكتسباته .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص