الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وليد الشرماني
من جديد مخفيين قسراً ..!
الساعة 19:55
وليد الشرماني

 

في ظل الصراع الدائر والعنيف في اليمن جراء انقلاب الحوثيين والمؤتمر على سلطة هشة كانت أساساً مقلوبة على ذاتها، غير أن الانقلاب الذي نتحدث عنه تمثل بالانقلاب على مؤسسات الدولة وبتواطء من من السلطة ذاتها وما صاحب ذلك من استقالة هادي وعدوله عنها وفراره الى الرياض طالباً التدخل عسكرياً.

وفي ظل توسع وتمدد الحلفاء والتوجه نحو إسقاط المدينة تلو الآخرى توسع الصراع وأصبحت دول الجوار طرفا في النزاع فسقطت بعض المناطق وتحررت أخرى. قتل ودماء وجرحى ومعتقلين بل ومخفيين قسراً.. مفردات أصبحت هشتاجات تُردد في كل قناة إعلامية وموقع تواصل وعلى شكل خبر عاجل.
هنا يعود مجدداً للواجهة وبحلة جديدة ملف وقضية المخفيين قسراً، الذين لطالما عانت منه عشرات الأسر، بل انه ظل سواداً في سماء هذا الوطن، وظل قضية تبحث عن تفاصيل نفسها.


تقطعت السبل بذوي الضحايا بحثاً عنهم بين سراديب الأمن السياسي والسجون المركزية والمخابراتية والوساطات الى القيادات العليا، ولكن دون فائدة، حاز الحزب الناصري أكبر قدر من ذاك الظلم، اعتقاداً ممن انتهجوه ان ذلك سيطفى الشمس التي رسم خيوطها الشهيد ابراهيم الحمدي.


كوادر وقيادات وأعضاء ومواطنون وجميعهم أبرياء ما يزالون في علم الله وخاطفوهم
يكدسون المآسي والأحزان لتبقى تلك السحابة الحزينة مخيمة في سماء الوطن.

وها نحن اليوم على وشك بدأ المرحلة الثانية والتي ربما لن يكون ضحيتها العشرات، بل ان العدد قد يصل الى المئات أو اكثر، إذ أن طرفي الصراع يمارسا نفس السيناريو في الإعتقالات واقتحام منازل الخصوم ونهب ممتلكاتهم، ناهيك عن جرائم تطهير وإبادة، ولعل ما برز في الأفق وبات جليا، هي ممارسات الحوثيين بحق معارضيهم، ابتداء بالإعتقالات والاختطافات وانتهائا بالتصفيات الجسدية واستخدام المدنيين كدروع بشرية في بادرة خطيرة لم يشهدها اليمن من قبل.

كل ذلك يعد إجراما بحق المعارضين، ولا أعتقد أن الحراك السلمي سيكون بمنأى عن هذه الجرائم، إذ أن هناك بعض المعلومات المتواترة عن جرائم ارتكبت بحق الأسرى على أساس مناطقي وبعل القادم أدهى وأمر.

وفي الختام أعتقد أن قضية المخفيين قسرا ستظل شائكة في ظل الصراع المستميت على السلطة وغياب المنظمات الحقوقية التي تفعِّل مثل هذه المواضيع الهامة وتبرزها للعلن، ولذلك قد يستمر هذا الحزن مخيم لسنوات عديدة قادمة في سماء هذا الوطن المكلوم، ما لم تتدارك القيادات النظيفة الأخطاء السابقة وتعمل على إصلاحها والإقتراب من الشارع أكثر.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص