الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
من صدام الحضارات إلى صدام الشاصات
الساعة 21:43
أروى عبده عثمان

من صدام الحضارات إلى صدام الشاصات 
و( ليس إنتقاصاُ من أبناء بلدي )

                                                          **
قرون من التحضر ، وصراع الحضارات والثقافات ، من أجل رفاهية الإنسان .. أعظم قيمة كونية .. ونحن في اليمن وعلى أيدي المسيرة القرآنية المؤمنة بالجهاد والإهلاك لأجل أن يظل العرق في تختة " الطهارة / والبكارة " .. أُدخلنا في صراع دموي لملاحقة قرون الشيطان ، وسبل التيوس ، وخرافات لهذيانات من تاريخ القبو والحيود ، في اليمن ، لا قرن الشيطان سوانا ، وينكسر كل يوم على رؤوس أبناء الوطن من عدن إلى تعز ، إلى الضالع ، إلى كل المدن اليمنية .. 

من صدام الحضارات لهنجتون -الله يذكره بالخير - إلى صدام "شاصات ربي" لهنجتون جرف سلمان .. الذي لم يكل من ملاحقة وإبتلاع الدولة والحكومة والمدن و المواطنيين ويفرغ كل شي بالديناميت ، للتطهير الذُهاني حتى آخر نفس .. 
فكر الشاص "بلا رقم " الوحش الضاري الجامح الذي خلق ليسود ويسّود كل لون ، يعتبر الحوار صهيو أمريكي ، والمدينة قرن شيطان ، وعدن وتعز دواعش ، والبحر يأتي بالغزاة والتفرنج وإنحلال الأخلاق .. المقهى رجس ، والنساء مكيسات بالمنع والحرام ، والأطفال وقود هذيان الجهاد الفاشي ، والسياسة أنثى ، عورة ،تقبل وتدبر في وجه شيطان .

المُلك وفق هذه الذهنية تكون للشاص ولا شريك له ، بل لا ، يمن بلا شاصات ، فالدولة شاص يصرخ ، يسحق ويمحق ويثأر ويزأر ويجتاح ، وينسف ، ولا يبالي ، فالمبالاة في فقه الشاص ، لا تكون إلا لأشباه الرجال ، للنسوان ، للحضاران ، لكل الهنجتيون من سكان المدن ، وأبناء وبنات الجامعة ، والمنظمات ، وناشطي حقوق الإنسان ، والصحفيين ، والسياح ، والكتاب والفنانيين ، وو..الخ . 

فكر الشاص "بلا رقم " ، وثقافته الهمجية الصارخة التي أنتشرت في اليمن قبل 2015 ، زادت حدتها بعد 21سبتمبر لتصبح هي وجه اليمن الأبرز ، ولا وجه سواها ، وللأسف يتم تصديرها للعالم ، وتكريسها في الداخل بأن هذه الثقافة اليمنية الأصيلة في الزي والصرخة و البندق ، في هذا اللون الأخضر والأحمر ، في البراميل ، والنقاط ، في الشاصات التي تعتليها المضادات ، ومجاميع من أطفال دون ال18 بإسلحتهم الثقيلة وبسحنات الجوع والتشرد ، التي تعلمهم وكأنهم آتون من فضاء سحيق محيق .. نعم ، فكر الشاص في الزامل و القات والبردقان ، في العنجهية وإذلال الناس ، وتخوينهم ، وإصدار قوائم العمالات والإعدامات والقوائم السوداء .. هذه الصورة التي تصفعنا كل يوم ، وجه المدن الأكبر قليلاُ من قرية .. إنه وجه الجمهورية اليمنية .

في ظل هذه الحروب .. وكارثة الشاصات وقبورها المفتوحة التي لا تغلق ، ينبري صراع الحضارات في يمننا بين شاص يردك ألف سنة للوراء ، وبين صراع حضاري ، كنا نحاول أن نلاحقه ونتشبث به في ظل شبه دولة ، جرى إلحاقها منذ أكثر من 40 عاماً بالشاص ( لعسكر وجنرالات ومشايخ وقبايل ، ورجال الدين ) .. 

قطف خبر : 
إنسانيتنا تبدأ بالقطع مع فكر شاصية الفكر ، وفكر الشاص .. من أجل المستقبل .. ولن يحضر هذا إلا بوجود دولة قوية نلتف كلنا حولها ، ونبنيها ، نخاف عليها ، نحميها لتحضننا جميعاً بما فيهم الشاصيون .. 
وإلا كيف تشوفوووووا؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/08/01
شامل
لا فض فوك اخت اروى
فعلا كان اليمن ملخصة في شاص وتوابعه من عنجهية وتخلف .. اعجبني مقالك ونسأل الله اللطف باليمن واهله وان يصلح الاحوال فلا مناص لنا عن الشاص سنحتاجه ولكن نتمنى ان يكون مثل الدابه نركبها لتعيننا على عسر العيش والحياة وليس للوراء.. تحياتي شامل المغترب
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص