الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نبيل سبيع
"الخبالات الاستراتيجية"
الساعة 23:32
نبيل سبيع

ليس لدى الحوثي "خيارات استراتيجية"، لديه فقط "خبالات استراتيجية".
من حيث المبدأ، لا يوجد شيء يسمى "خيارات استراتيجية". وحين تسمع أحدهم يقول إنه سيتخذ "خيارات استراتيجية"، فأعلم أنك أمام أحد هؤلاء:
"أخبل استراتيجي"،
أو "جاهل استراتيجي"،
أو "جعنان استراتيجي"،
أو كل هؤلاء مجتمعين في واحد.
وعلى أي حال، ليس هذا موضوعنا هنا..

دعوا هذه النقطة جانباً، وانظروا الى هذه الصورة التي التقطت بالأمس لأتباع جماعة الحوثي الذين خرجوا بمسيرة في باب اليمن تندد بـ"الصمت الدولي أمام العدوان السعودي على اليمن". ينطوي هذا التنديد طبعاً على مطالبة ضمنية واضحة للمجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف الحرب السعودية، وهو الأمر الذي لم تتوقف قيادات الجماعة عن مطالبة المجتمع الدولي به منذ بدء الحرب.

غير أنها تؤكد، في الوقت نفسه، على "حقها" في مواصلة حروبها الداخلية ضد اليمنيين: في كل مرة، طالبت فيها بايقاف العدوان الخارجي على اليمن واليمنيين، كانت تؤكد على "حقها" في مواصلة العدوان الداخلي على اليمن واليمنيين!

هذا التناقض الصارخ حضر بقوة ووضوح في يافطة المطلب الرئيسي الذي خرجت به هذه المسيرة "المُسَيَّرة" بالكامل: ففي الوقت الذي نددت هذه المسيرة بـ"الصمت الدولي" على استمرار الحرب السعودية، لاحظوا بماذا تطالب: تنفيذ "الخيارات الإستراتيجية" التي تعني- بحسب بنودها المعلنة على لسان قيادات حوثية- حرباً مفتوحة باتجاه الداخل والخارج!

هل تعلمون أن بين بنود "الخيارات الاستراتيجية" التي أعلنها الحوثيون: إسقاط النظام السعودي؟!
بالله عليكم، هل هذه "خيارة استراتيجية" متاحة فعلاً أمام الحوثيين؟
أم أنها مجرد "خبالة استراتيجية"؟
لن نغرق في الإجابة على هذا السؤال الذي يحمل إجابته داخله.

دعونا نكمل فقط: التناقض الذي حملته يافطة المسيرة الحوثية بالأمس انتقل اليوم الى موقف الجماعة من الهدنة الانسانية التي أعلنها الرئيس هادي من طرف واحد، طرف حكومته وطرف قوات التحالف. لم أطلع على موقف الجماعة الرسمي، غير أن توجهها الإعلامي أظهر استخفافاً بالهدنة، بل إنه استقبل إعلان هادي كدليل- أو في أفضل الأحوال كشاهد- على هزيمة السعودية واحتياجها المُلِحّ لهدنة. ومن بين مايستند عليه الخطاب الحوثي المستخف بالهدنة قولٌ مفاده أن: "الخيارات الاستراتيجية" هي من دفعت السعودية والمجتمع الدولي الى اعلان الهدنة، الهدنة التي لاتريدها السعودية حتى وإن أعلنتها هي. فمنذ بدأت الحرب وهي تقاتل على جبهتين: جبهة الحرب العسكرية في اليمن وجبهة الحرب الديبلوماسية مع المجتمع الدولي كلما ارتفعت مطالبه بهدنة إنسانية ووقف الحرب.

لكنْ، ماذا نقول للحوثيين؟
اقرأوا العنوان أسفل الصورة: "انطلاق مسيرة كبرى في باب اليمن تنديداً بالصمت الدولي واستعداداً لتنفيذ الخيارات الاستراتيجية".

أو بعبارة أدق: "استعداداً لتنفيذ الخبالات الاستراتيجية".
أعزاءنا الحوثيين، هل مايزال لديكم خبالات استراتيجية تنفذونها؟
لقد نفذتم كل الخبالات الاستراتيجية التي خطرت ولم تخطر على بال بشر. ولم يتبق أمامكم سوى خبالة استراتيجية واحدة:
أنْ تستمروا في إلحاق الأذى والهزيمة بشعبكم وبلدكم معتقدين أنكم تلحقون الأذى والهزيمة بالسعودية وأمريكا وإسرائيل!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص