الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مروان الغفوري
نقطة نظام. تعالوا لحظة.
الساعة 22:49
مروان الغفوري


زميل وصديق حالياً في مأرب، يعمل في مستشفى ميداني. أخبرني، من خلال رسائله هذا النهار، أن مأرب تعيش يوماً عصيباً. الحرب في كل الجبهات وهو لا يرى شيئاً منها. في مستشفى في أعماق مأرب يعمل الزميل، ولا يرى سوى الجرحى والجثث.

لفت انتباهه، هذا النهار، جريح حوثي يحمل سلسالاً على ساعده الأيسر. ساعده مصاب، والسلسال ينتهي بمفتاح غريب الشكل. زودني بالصورة وتردد في مسألة نشرها، وكذلك أنا. فالجريح الحوثي، وهو إرهابي بالطبع، حالياً "مريض" ولا بد من حفظ أسراره.

أصيب الحوثي الهاشمي بطلقة في الفك وكان ينزف. 
لندع الصديق يحدثنا عن مشاهداته هذا النهار:
ـــــــ
"عزيزي مروان هذا الذي في الصورة يحمل في يدة نفتاح الجنة. والله العظيم ورقمة 2231 بحسب وصية السيد. هو اسير لدى المقاومة في مارب .. وجريح .. وانا من استلم حالتة في الطوارئ. للعلم هو من السادة الكباااار. المعلومة سريه لك وحدك. للعلم هذه المفاتيح لا تصرف الا لابناء السادة فقط حسب كلام بقية الاسرى . وتصرف في صعده من مكتب السيد. 

وفيه جمبه واحد زمبيل من بني حشيش ما معه مفتاح للجنة .. قلت له وانت ليش ما يعطوك مفتاح مثل صاحبك قال هنيا هنيا له الجنة هو من آل الرسول ...
طبعا شخصين كانو ضمن 25 شخص طوقوهم المقاومة بشكل مفاجئ ولم يسلمو انفسهم قاومو بانتحار ماتو كلهم بقي هذين الشخصين احدهم قنديل والاخر زمبيل. هذا معه طلقة في الفك الشمالي السفلي بيطرش دم وااااصل شكله بيموت. 

الغريب يادكتور لما استقبل حوثي فيه اي اصابة كانت يتعامل معي وكانه مريض باطنية مافيش شعور مافيش الم وعنده كسور وعدة رصاص بجسدة ونزيف داخلي ويمشي معي طبيييييعي .. نركب لهم شيستيوب ولا في بالهم خاااالص خلال 3 ايام لما نجارح لهم يبداء عندهم الالم ويكونو ضعيفين جداااا. 
الان توفي احدهم متأثر بجراحة التي لم نستطع علاجها بسبب عدم وجود امكانيات واستحالة تحويلهم الى مكان اخر."..
انتهى كلام الزميل.

ـــــ
هامش:
المشاهدات اليومية التي تصلني من الزملاء الأطباء ووقوفهم على غرائيبة المشهد الحوثي وطقوسيته المثيرة والمخيفة كشفت لي جانباً مظلماً من سيرة تلك الجماعة. ذلك الجانب الذي يمد الجماعة بالزيت كلما ازدادت اشتعالاً.

ملحوظة في هذا السياق:
بين الأعوام ٢٠٠٧ ـ ٢٠٠٩ دافعت عن حق الحوثيين في العيش عبر صحيفة المصدر. وهاجمت، على نحو متواصل، جنرالات الجيش الذين يقاتلون في صعدة. وسخرتُ، ولا تزال المقالات شاهدة في أرشيف صحيفة المصدر، من تلك الدعاوى عن غرائيبة الحوثيين وطقوسهم. ومؤخراً تجمعت لدي مادة كبيرة، وعلى نحو متواصل، من أصدقاء وزملاء يعملون كأطباء في الميدان. وهي روايات محايدة، وغير واهمة. ملاحظات إكلينيكية سريرية لا سياسية. الأمر الذي دفعني خطوة إلى الوراء، أو أكثر من خطوة، علني أستطيع أن أرى جانباً آخر من جسد تلك الجماعة السوداء.

ملحوظة ثاة.
بمقدوركم تجاهل هذه القصة أو اعتبارها تلفيقية. أنا أيضاً لا أؤمن بطهارتها الشاملة. الزميل يزودني بمشاهداته في تلك الصحراء على نحو متواصل ومنذ فترة، كما يفعل زملاء من حقول أخرى. احفتظ بالقصة في ذاكرتك ربما ستحتاج للرجوع إليها يوماً ما. وهذا هو ما يهُم حالياً.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص