الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أنور الأشول
عدن بين نارين
الساعة 21:14
أنور الأشول

 لم تتعرض مدينة في التاريخ المعاصر للخراب والدمار كما تعرضت له عدن الحبيبة منذ 67 و78 و86 و94 و2015م وكأن هذه المدينة مجبولة على دفع فواتير باهظة الثمن من دماء أبنائها..

ودوما ما تقدم قرابين لأخطاء الساسة والحكام أحزابا أو جماعات أو حتى أفراد.. أبناء عدن الذين تركهم هادي لوحدهم يواجهون مخاطر الموت كما هي عادة المنتفعين منها في كل منعطف تاريخي لا ذنب لعدن وأبنائها إلا أنهم مدنيون يحبون تراب كريتر والتواهي وخور مكسر والشبيخ عثمان والمعلا والقلوعة ودار سعد والمنصورة والبريقة ويعشقون شواطئ الساحل الذهبي والصهاريج والقلعة الشامخة، وتفوح من بيوتها رائحة البخور العدني الأصيل.

لم يعد أمام ساكنيها اليوم إلا رائحة الموت في كل شوارعها وحاراتها.. صديق لي من أبناء دار سعد فقد أخاه وأصيب والده ليسوا مع من يطلق عليهم بالمقاومة بل لمجرد مرورهما في احد شوارع دار سعد، لايعرفون من سفك دمهم وغيرهما من الضحايا الكثير حسبما روته لي الإعلاميتين القديرتين أمل بلجون وسونيا مريسي اللتان غادرتا عدن مجبرتين من وطأة الفوضى الدموية التي تشهدها المدينة في ظل تخلي الجميع عن مدينة عدن والجميع يتحمل مسؤلية كارثتها الإنسانية، وما آلت إليه أوضاعها بفعل الداخل والخارج.

فآي نفق مظلم زجوا بعدن فيه.. وأي مستقبل ينتظر أبنائها.. وأي وحدة بعد هذا الدمار الذي لحق بعدن نرجوه؟ ومادام الجميع مسؤلون عن خراب المدينة المسالمة.

 

هم أيضا بيدهم فك أسر عدن من الموت وحقن دماء أبنائها الطيبين.. فمن يبادر اليوم لوقف إطلاق النار وقتل الأبرياء فيها، سيكتب له التاريخ صك البراءة ووضع نفسه امام المسؤلية الوطنية التي تقتضيها القيم الاخلاقية لليمنين التي عرفوا بها فهل من مبادر..؟

الحوثيون «أنصار الله» والجيش واللجان الشعبية هل تفعلها؟ وتعلن ذلك ولو من طرف واحد؟ عندها فقط يضعون المعتدي أمام مقصلة الشعب التي لا ترحم المعتدي أيا كان..

وهل يكتفي أمراء الحروب ومن يسوقون شباب عدن إلى المحرقة بهذا القدر من دمار المدينة؟ هل ينقذ اليمنيون عدن التي تكتوي بنيرانهم صبح مساء ويفوتوا على آلة العدوان الخارجي فرصة الإجهاز على ما تبقى من المدينة الاقتصادية؟

عدن يا سادتي بين نارين تلتهمها من الداخل والخارج في ظل صمت عالمي لم يأبه لعدن او للشعب اليمني بأكمله، ولا مجال أمامنا إلا صحوة الضمير اليمني اليمني الذي لازال غافلا عن مصير نساء وأطفال وشيوخ عدن.. فمن لم يمت بنيران القتل والدمار مات بحمى الضنك والأمراض التي تفتك بأهلها.. معاناة عدن تختلف في فصل الصيف هذا.. ومعاناة عدن تزداد إيلاما كلما مر ت دقيقة أو ساعة أو يوم، ولايكن فيها المنتصر إلا اعداء الحياة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/07/09
حسين باعلوي
انها حرب الشمال على الجنوب بالامس عفاش والاصلاح واليوم عفاش والحوثي
هذه الحرب العدوانية الشمالية الحوثيه العفاشيه على الجنوب والجرائم التي ترتكبها قوات وميليشيات التحالف الشيطاني الثنائي الحوثي العفاشي لن تسقط بالتقادم .. على المجتمع الدولي ارغام المعتدين الغزاة على الرحيل من عدن وكل بلدات ومدن الجنوب العربي .. الخلاف على السلطة والنفوذ والنهب بين قوى الظلام الشمالية ولحسم صراعاتهم اتجهو الى الجنوب لشن الحرب عليه .. حلوا مشاكلكم هناك في بلادكم في عاصمتكم صنعاء ابعدو عن عدن والجنوب بلاويكم وخستكم .. المقاومة الجنوب هي عنوان انتصار الجنوب وهي قوتة الضاربة لاستعادة الدولة الجنوبية وطرد الغزاة الحوثي وعفاش اعداء الله والدين والحياة والانسان وعاش الجنوب حرا مستقلا .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص