- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
إلى أي مدى يجب أن نخشى إرهاب تنظيم داعش؟ وإلى أي مدى علينا أن نخشى من صنوف الإرهاب الأخرى؟
ليس ثمة إجابة صحيحة تمامًا على هذا السؤال. من الذي يختبئ في الأماكن المظلمة ويخطط لارتكاب الأعمال الشريرة؟ يمكننا فقط التخمين، من خلال استخدامنا معلومات منقوصة. بالطبع هناك معلومات «منقوصة» ثم هناك معلومات مشوهة تمامًا.
سلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على بيانات نقلها مقال بعنوان «المتطرفون المحليون مرتبطون بحصيلة أكثر دموية من المتشددين الإسلاميين في الولايات المتحدة منذ 11/ 9». يقول المقال إنه منذ 11 سبتمبر (أيلول) 2001، «قتل المتطرفون المؤمنون بسيادة ذوي البشرة البيضاء، والمتعصبون المناهضون للحكومة وغيرهم من المتطرفين من غير المسلمين، ما يقترب من ضعف عدد الناس الذين قتلهم متشددون إسلاميون: حيث تم قتل 48 شخصًا على يد متطرفين من غير المسلمين، بما في ذلك واقعة القتل الجماعي الأخيرة في تشارلستون في كاليفورنيا الجنوبية، وذلك في مقابل 26 شخصًا قتلهم أشخاص نصبوا أنفسهم جهاديين من طرف واحد»، وفقًا لتقدير «نيو أميركا»؛ وهو مركز أبحاث في واشنطن.
يمضي المقال فيستشهد بمسح وطني لأقسام وإدارات مأموري الشرطة، ملاحظًا أن «74 في المائة ذكروا أعمال العنف المناهضة للحكومة، بينما ذكر 39 في المائة أعمال العنف المستلهمة من تنظيم القاعدة، بحسب الباحثين». حسنًا، إنني أخمن أن هذه الإحصائيات تثبت هذه المسألة.
يا للدهشة! كنت تقرأ كل هذا المقال الطويل لتصدق هذا. إن الإحصائيات مفيدة، ولكنها هشة. والكيفية التي تتعامل بها معها تصنع فارقًا كبيرًا.
إن أوضح شيء ينبغي ملاحظته هو خيار تاريخ البدء. 12 سبتمبر 2001. ويستبعد هذا تقريبًا هجومًا تتضاءل إلى جانبه كل الهجمات الإرهابية النابعة من الداخل بعدة مستويات من القوة.
ستقول إنه شيء لا يحدث إلا مرة واحدة. وهذا صحيح نوعًا ما. فلم يعد من الممكن تدمير مركز التجارة العالمي، ولكننا لا نستطيع أن نتيقن من أننا لن نتعرض مرة أخرى لهجوم إرهابي واسع النطاق يقتل الكثير من الناس. إذا كانت لديك أحداث قوية ولكنها تقع بوتيرة قليلة، إذن ففي معظم المراحل الفاصلة التي تختار دراستها، سوف تبدو التهديدات الأخرى أكبر، ولكن إذا ركزت عليها، فإن الأحداث الكبيرة النادرة تظل قادرة على قتل عدد أكبر من الناس. نحن لا نقول إن كاليفورنيا يجب أن تتوقف عن الخوف بشأن جعل منازلها مقاومة للزلازل، لا لشيء إلا أنه في معظم السنوات يكون الغرق في حمام السباحة تهديدًا أكبر بكثير لمواطنيها.
والأمر الثاني الذي يجب أن يكون مدعاة للتساؤل هو كيف نقوم بتعريف حدث إرهابي وتصنيف الدافع. لقد قمت بجولة عبر البيانات الأساسية، وعلى صعيد «العنف الجهادي»، فإن التعريف واضح جدًا: فيما عدا قضية واحدة قام فيها شخص مسلم، بدا أنه مغرم بالدعاية «الجهادية»، بقطع رأس عامل زميل له لأسباب لم تتضح بعد، فإن بقية الهجمات تورط فيها شخص ذو التزام «آيديولوجي بالتطرف»، ويحاول قتل عدد من الناس بطريقة توضح أن هذا العمل يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
غير أن إحصاء الأنواع الأخرى من التطرف الإرهابي يعد أقل غموضًا. فبعضها واضح جدًا: عندما يبدأ متطرف أبيض بإطلاق النار على أشخاص في معبد للسيخ، لا أعتقد أننا بحاجة لأن نتشدد في السؤال عن دوافعه. وعلى الجانب الآخر، فإن ترتيب البيانات الذي تعتمد عليه صحيفة «التايمز» يتضمن كذلك أندرو جوزيف ستاك، الذي قد تذكرونه، حيث قاد طائرة صغيرة إلى الاصطدام بمبنى «خدمة العوائد الداخلية» في أوستن. ترك ستاك منشورًا، وهو لا يبدو كأطروحة للأناركية الرأسمالية. يا إلهي، إنه غاضب من الحكومة، حسنًا، ولكنه غاضب من مراجعة عام 1986 للقسم رقم 1706 من قانون الضرائب، والذي يحكم معاملة المتعاقدين الفنيين. وهنا بعض الأمور الأخرى التي كان أندرو ستاك غاضبًا بسببها.
* إنقاذ «غولدمان ساكس» و«وول ستريت»
* شركات الأدوية وشركات التأمين الصحي (كان برنامج أوباما للرعاية الصحية «أوباما كير» متعطلاً في الكونغرس)
* الكنيسة الكاثوليكية و«وحوش الدين المنظم».
* إشهار إفلاس مصنعي الصلب في بنسلفانيا الذين نهبوا أموال عمال الصلب المتقاعدين.
* شركة آرثر أندرسون للمحاسبات المتوقفة الآن.
* السناتور دانيل باتريك موينهان (بسبب القسم 1706).
* إغلاق قاعدة كاليفورنيا في أوائل التسعينات.
* أزمة المدخرات والقروض في الثمانينات.
* دعم الحكومة لشركات الطيران بعد 11 سبتمبر.
* المحاسب الخاص به.
* جورج دبليو بوش.
كانت السطور الختامية لهذا المنشور تقول «العقيدة الشيوعية: من الكل حسب قدرته، إلى الكل حسب حاجته. العقيدة الرأسمالية: من الكل حسب سذاجته، إلى الكل حسب درجة طمعه». إن تصنيف هذا على أنه «هجوم يميني مميت» يصعب تصديقه، بل لا يزعم بصحته.
كما أن هذا ليس التضمين الوحيد المثير للتساؤل. فكر في رايموند بيك، الذي أدين بإطلاق النار على شخص على مسافة تسمح بإطلاق النار، وذلك على ما يبدو ضمن محاولة سرقة مسدسه (لم تكن هذه أول مرة يسرق فيها بيك مسدسًا، ولكنها كانت المرة الأولى التي يطلق النار فيها على شخص ما)؛ وهو يبدو أنه مدرج بالقائمة اعتمادًا على بيان وحيد من هيئة إنفاذ القانون، بأن بيك كان يسرق المسدسات لصالح منظمة غير معروفة تهدف إلى الإطاحة بحكومة الولايات المتحدة.
أما «شريكه في المؤامرة» الذي أنكر محاميه أي معرفة سابقة له بجرائم بيك المزعومة، فقد أقر بالذنب في النهاية، ليس للتآمر للإطاحة بالحكومة، وإنما لتلقي ممتلكات مسروقة. ربما كانت هناك مؤامرة غامضة للإطاحة بحكومة الولايات المتحدة باستخدام المسدسات الأربعة التي عثروا عليها في منزل شريكه في التآمر. وعلى الجانب الآخر، ربما بدأ مشتبه به يتصرف على نحو مرتبك عندما تم القبض عليه لاتهامه بالقتل.
بعد ذلك، كان هناك جوشوا كارترايت من فورت والتون بيتش، بولاية فلوريدا، الذي فتح النار على اثنين من مساعديه عندما اتصلت زوجته بالشرطة لمنعه من ضربها. تصاعد هذا الموقف إلى «هجوم يميني مميت» لأنه، وفقًا لـ«نيو أميركا»: «كان كارترايت يحمل تاريخًا من عدم الامتثال للشرطة، وأخبرت زوجته الشرطة بأنه كان يعتنق آراء مناهضة للحكومة و(كان منزعجا) بشدة لانتخاب الرئيس أوباما».
ربما كان كل هذا صحيحًا. ولكن من الخطورة بمكان أن نقوم بالتصنيف على هذا النحو، فيصبح كل شخص لديه آراء يمينية غير واضحة، أو حتى آراء ليست يمينية إلى هذا الحد، رمزًا لهذه الجماعة، بدلاً من أن يكون فردًا تصادف أنه كان عضوًا في الجماعة، وتصادف كذلك أن ارتكب خطأ ما.
تثير قضية روبرت بوبلاوسكي تساؤلات مماثلة. قام الرجل بإطلاق النار على ثلاثة ضباط كانوا قد استجابوا عندما استدعت والدته الشرطة له. كان كذلك يدخل على مواقع الجماعات العنصرية التي تؤمن بسيادة البيض، وتبنى آراء عنصرية مناهضة للحكومة، وفقًا لقاعدة البيانات. كما كتب اسم جدته بدمه على جدار غرفة نومه في يوم إطلاق النار، وقال لمفاوض الشرطة: «هل تعرف أيها الضابط؟ أنا ولد طيب.. هذه صدفة بائسة فعلاً يا سيدي». ولا يبدو هذا مشابهًا بالضبط لإرهابي يميني متشدد لديه التصميم لإسقاط الحكومة «بأي وسيلة لازمة».
أضف إلى قائمة «ليس واضحًا ما كان يفكر به، ولكن ربما ليس الإرهاب الداخلي»، كورتيس ويد هولي، الذي أضرم النيران في منزله ثم أطلق النار على ثلاثة من المستجيبين. يوحي التسلسل الزمني بأنه كان منزعجًا، لأن صديقته السابقة كانت استغنت عن خدماته، وكان يخشى من أن يتم طرده أو أن يخسر سيارته، وهو شيء كان قد تعهد بألا يجعله يحدث من دون قتال. ويبدو أن الدليل إلى توصيفه كـ«مهاجم يميني» وليس مجرد مزارع ماريغوانا مفلس ومصاب بالبارانويا، هو أن شخصًا ما، ربما كانت صديقته السابقة، قد اتصلت بالشرطة لتقول إنه يتبنى آراء مناهضة للحكومة وسوف يطلق النار على الشرطة إذا ما حضروا إلى حيث يوجد.
وعليه فما أن تبدأ بإدراج القضايا الرمادية على صعيد الإرهاب اليميني، ألا ينبغي لنا أن نكون على نفس القدر من التساهل من ناحية الإرهاب التي تقول به تنظيمات الأخرى؟
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
«الشرق الأوسط»
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر