الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نبيل سبيع
بين "أخونة الدولة" و"إفتراس الدولة"، ما موقف المؤتمر؟
الساعة 02:43
نبيل سبيع


المؤتمر يرفض فكرة تشكيل "حكومة الشراكة الوطنية" التي دعت وتدعو لتشكيلها جماعة الحوثي، وسبب رفض المؤتمر- كما علمت- أنه يرى أن هذه الحكومة لن تكون "حكومة فعلية".

إذا صح أن موقف المؤتمر هو هذا، فعليه التمسك به. وإذا لم يصح أن موقفه هو هذا، فعليه أن يتخذه، إنْ لم يكن من أجل ماتبقى من مصلحة البلد، فمن أجل ماتبقى من مصلحته هو كحزب.

كل الأحزاب تخسر الآن في ظل انقلاب الميليشيا، وفي مقدمتها جميعاً المؤتمر الذي ربما يظن أن تحالفه مع الميليشيا سينجيه من المصير الذي لقيته وتلقاه بقية الأحزاب أمام هذه الميليشيا المتغولة والنهمة في التهام كل شيء.

لكن ما سيكتشفه المؤتمريون لاحقاً أن حزبهم سيكون أكبر ضحايا هذا الانقلاب الميليشاوي المروِّع على "الدولة" بكل ركائزها وجوانبها ووجوهها، سيكون ثاني أكبر ضحايا هذا الانقلاب الشنيع بعد "الدولة". وستكون كارثة المؤتمر أكبر من بقية الأحزاب (حتى وإنْ على مستوى تقييم وحكم التاريخ عليه على الأقل)، لأن الميليشيا انقلبت على الجميع وعلى "الدولة" بمشاركة أساسية من قبله، ومع هذا هي لن تعتقه حتى وإنْ أصبح تابعاً خانعاً لها.

لذا، فالمطلوب من المؤتمر الآن يتجاوز مسألة رفض المشاركة في "حكومة الشراكة الحوثية" أو "المجلس الرئاسي الحوثي"، بل عليه اتخاذ موقف واضح وصريح وقوي من تغوّل الميليشيا على ما تبقى لهذا البلد من "دولة"، إنْ لم يكن بالضغط من داخل تحالفه مع هذه الميليشيا المفترسة، فمن خارج التحالف معها، وإنْ لم يكن من أجل حاضره ومستقبله هو، فمن أجل التاريخ.

المؤتمر الذي كان يضج ويرعد ويزبد من تعيين موظفين إصلاحيين في هذه الوزارة أو تلك، ويصف تلك التعيينات بـ"أخونة الدولة" مطالبٌ اليوم باتخاذ موقف واضح ووصريح وقوي من هذا الانقضاض والافتراس الميليشاوي الحوثي البشع لـ"الدولة" والمجتمع والبلد.

هل تتذكرون؟ كنتم تصيحون "أخونة الدولة.. أخونة الدولة" عند تعيين كل إصلاحي هنا أو هناك، وكان الكثير من اليمنيين يشاركونكم هذا الرفض لهذا الأمر الخاطئ، فلماذا اليوم تصمتون على إفتراس الدولة من قبل الميليشيا؟
كنتم تصيحون ضد "أخونة الدولة"، فماذا يفعل الحوثي الآن؟
جالس "يرنِّج" الدولة؟!

أعرف أن هناك أصوات مؤتمرية رافضة لافتراس الدولة من قبل الحوثي، وترتفع على استحياء من حين لآخر، لكنها تواجه من قبل أبواق الميليشيا بالقول "مش وقته.. لا تشقوا الصف! خلّونا الآن نتفرّغ لمواجهة العدوان السعودي!".

أوكي! يمكن تفهم حرص الحوثيين على "عدم شق الصف" وعلى ضرورة "التفرّغ لمواجهة العدوان الخارجي" في حالتين:
لو لم يكونوا منهمكين كلياً في شقّ الدولة وافتراسها!

ولو لم يكونوا متفرّغين للعدوان على "الدولة" أكثر من تفرغهم لمواجهة العدوان السعودي!
أما إذا قبل المؤتمر باستخدام الميليشيا لذريعة مواجهة "العدوان السعودي على اليمن" كدرع لشن "عدوانهم الميليشاوي على ماتبقى من الدولة اليمنية"، فعليه أن يبدأ بالتكيف مع دور "الحزب" التابع للميليشيا، والذي لن ترضى به الميليشيا مع ذلك حتى وإن رضي المؤتمر بتبعية أكثر من تبعية فارس أبوبارعة لها.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص