الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مروان الغفوري
ماذا تعني استقالة شفيع العبد من الاشتراكي
الساعة 23:59
مروان الغفوري

استقالة شفيع العبد من الحزب الاشتراكي، وكذلك اتهامه الصريح للحزب بالتواطؤ مع الحوثيين وصالح، وخاصة في مسألة اجتياح الجنوب .. من المفترض أن لا تمر دون أن يثير أسئلة كبيرة.
شفيع العبد كان مقررا لفريق القضية الجنوبية في الحوار الوطني.

وبصورة عامة فالحزب هو تعبير مدني. والأحزاب التي تفشل في دخول البرلمان، أي تلك التي تنال درجة ضئيلة جداً من التأييد الشعبي، تتلاشى، ويقال عنها أدبياً إنها انتهت. تحرص الأحزاب، التي هي أحزاب، على سمعتها. يصل بها الأمر حد التعامل مع المواطن كزبون. الحزب الذي لا يأبه لكل ما يجري، ولكل ما يُقال عنه، ويضرب عرض الحائط بكل الملاحظات والانفعالات خارج أسواره هو حزب لا يأبه لمعنى كونه حزباً. أي لا يأبه للسياسة نفسها، ويصير تجمعاً أبعد ما يكون عن "حزب". 

إذ يؤدي "سوء سمعة الحزب" إلى أن يقضي عليه الناخبون ويخرجوه من الحياة السياسية، كما يُحرم من المرور عبر عتبة البرلمان. الإف دي بي مثالاً، ألمانيا. تصبح مهمة العودة للحياة صعبة، للحياة السياسية. وسيكون على الحزب أن يغير من واجهته السياسية وخطابه ويعيد نصب متاريسه ومواقفه، ويتقمص حتى انفعالات جديدة. فالحزب يوجد ليكون تعبيراً مدنياً سياسياً. ولدى المواطن دائماً سوط العقاب. عبد الملك الحوثي لا يأبه لما يجري في العالم. فهو لا يعرف ما الذي يجري هناك، كما أن الحوثية ليست تعبيراً سياسياً، ولا هي استجابة تاريخية لمعادلة زمنية/لاحتياج بشري.

تقطع المجتمعات الحديثة أشواطاً سريعة دون الحاجة لعبد الملك الحوثي، ولا النموذج الذي يمثّله. لكن المجتمعات تلك تبقى دائماً في مسيس الحاجة لليسار، للاشتراكية. فهي المعادل الموضوعي للرأسماليات، وهي جرس الإنذار. أعني الاشتراكيات الديموقراطية، تلك المنحازة لقيم ما بعد الحداثة، كما في إسرائيل وفرنسا وألمانيا.

الحزب الاشتراكي ينتحر كحزب، ولا يأبه بالمرة لما يجري خارجه. وهذا ليس سلوك حزب. ويبدو أن الجميع في اليمن شرب من نهر الجنون، وصار للنهر اسم جديد: "نهر ما نبالي ما نبالي".
أعرف جيداً ان شفيع العبد كان يحرص، في السابق، على علاقة حزبه بالحوثيين. كان ذلك قبل سقوط صنعاء في يدي جماعة دينية مسلحة. وقد وعدتكم أن أذكركم بهذه الحادثة من وقت لآخر:
تقدم فريق القضية الجنوبية بطلب من أجل إبعاد علي البخيتي من الفريق في الأسابيع الأولى للحوار الوطني. كان البخيتي، بحسب بعض أعضاء الفريق، يبالغ في التعبير عن عن القضية الجنوبية حد الابتزاز. جرى الاتفاق على إخراج فنّي لانتقال البخيتي إلى فريق آخر، أي مغادرة القضية الجنوبية.

هكذا قرأنا بياناً للأخير يقول إنه غادر فريق القضية الجنوبية لأنه لم يلمس توجهاً جاداً لحل القضية. ملحوظة: يقدم الحوثيون حالياً ذلك التوجه الجاد!
في تلك الأيام توسل البخيتي لدى شفيع العبد، أعني بعد أن كتبت علانية ما الذي جرى. راح شفيع العبد وكتب في صفحته إن القصة ليست صحيحة بالمجمل، وتحدى الغفوري أن يؤكدها. وثلاثتنا نعرف أنها صحيحة! 
طلب مني البخيتي، في أكثر من رسالة، الاعتذار عمّا فعلته. ورحت أكتب في صفحتي: اعتذر عن نشر تلك القصة الصحيحة. أما البخيتي فكتب على صفحته، عقب ذلك: قبلت اعتذار مروان الغفوري. وكان المشهد شبيهاً بكوميديا سوداء.

أما شفيع العبد فاختلى بنفسه، ثم عاد وقال إنه لم يشأ أن يتسبب في إحداث شرخ بين حزبه والحوثيين. وعدتُ فكتبت: إن تلك القصص تبقى صحيحة وإن كان من الصعب إثبات حدوثها ماديّاً.
وبعد أقل من عام اكتشف شفيع العبد أنه ليس بمقدوره أن يمشي مع حزبه أبعد من ذلك. وعلى الصعيد الشخصي فقد كنتُ أتوقع ذلك، ولا أدري لماذا. اكتشف الشاب شفيع، كما تقول كلماته، أن حزبه تواطأ مع ميليشيات صالح وميليشيات الحوثي في اقتحام المدن وتقويض الدولة واحتلال الحياة السياسية وتفجير المجتمع من الداخل وخلق أكبر مشهد للجوع في القرون الحديثة: ٢١ مليون جائع!
كما تشير كلمات شفيع العبيد، الاشتراكي السابق. أعني السياسي الشاب الذي كان يتحرك داخل الحزب، في الداخل تماماً.

بالنسبة لي، كمتابع، فما ورد في استقالة العبد يمثل ادعاء مخيفاً. وإذا صحت تلك الدعاوي فقد تلحق العار بسمعة الحزب لزمن طويل. ولكن لماذا يبدو الحزب الاشتراكي غير مكترث لكل ذلك؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/07/03
د.دحان النجار
تعليق على استقالة شفيع العبد
يا دكتور مروان لا يستطيع احد إنكار تعاطف الحزب مع الحوثيين عندما كانوا أصحاب مظلومية ولكن لو عدت الى "مانشيست" صحيفة الثوري 21سبتمبر 2014م ستجد بأن الحزب هو الوحيد من وصف الحدث ب"أيلول الأسود". الحزب يحافظ على بعض التوازنات من اجل المصلحة العامة وهناك داخلة من يكن عداء مفرط للحوثيين وهناك من معجب في بعض سلوكياتهم.اما ما قبل 21سبتمبر فكان سلوك الإصلاح الإقصائي هو ما دفع بالكثيرين إشتراكيين وغير إشتراكيين للتقارب مع الحوثيين. العبد له وجهة نظر لكن لوتقارن مثلا موقف الحزب من القضية الجنوبية لوجدته أكثر وضوحا وعقلانية من مواقف بعض القوى الجنوبية المتشدده, فهو مثلا ادان الحرب على الجنوب ورفض الإشتراك في حكومة يعمل على تشكيلها الحوثيون واكد تمسكة باتلشرعية وقرار مجلس الأمن. ادان مجزرة المنصورة وغيرها ولم يدنها بعض الأخوة في الحراك. أقصد موقف شفيع العبد ليس متوازنا عند سرد المسببات مع قناعتي بحقه في الإستقاله التي هي حق مشروعز ومن يدري ربما عنده ما يبرر ذلك لكنه لم يفصح عنها. انعقد المجلس الحزبي العام في ديسمبر 2014م وكانت هناك مساحة كبيره للنقد والتقييم ولم يورد شفيع العبد اي ملاحظة حول هذا الموضوع بالرغم من ان هناك من طرح قضايا ورفع شعارات اكثر اهمية وخطوره وتتناقض مع الخط العام للحزب إلا ان الشفافية والديمقراطية الداخلية تظمن ذلك وهذا ليس دفاعا عن الحزب بل شهادة للتاريخ. وأخيرا هناك المئات من أعضاء بعض الأحزاب يقدمون إستقالاتهم دون إعلان السبب خوفا من العقاب , اما الإشتراكي أصبحت الإستقالات منه مصدر لطلبة الله والكثير يعملها تقربا لجهات اخرى بدون خوف من اي عقاب ز وهناك من يستقيل بقناعة لعدة اسباب منها عدم قبوله ببعض السياسات او السلوكيات للقادة ومنها ما يعبر عن نهاية خدمة بعد معاناة طويله سبب تعرض الحزب واعضائة للعقاب والتهميش والإقصاء في معظم المراحل من قبل خصومه وحلفائه
2
2015/07/03
د.دحان النجار
تعليق على استقالة شفيع العبد
يا دكتور مروان لا يستطيع احد إنكار تعاطف الحزب مع الحوثيين عندما كانوا أصحاب مظلومية ولكن لو عدت الى "مانشيست" صحيفة الثوري 21سبتمبر 2014م ستجد بأن الحزب هو الوحيد من وصف الحدث ب"أيلول الأسود". الحزب يحافظ على بعض التوازنات من اجل المصلحة العامة وهناك داخلة من يكن عداء مفرط للحوثيين وهناك من معجب في بعض سلوكياتهم.اما ما قبل 21سبتمبر فكان سلوك الإصلاح الإقصائي هو ما دفع بالكثيرين إشتراكيين وغير إشتراكيين للتقارب مع الحوثيين. العبد له وجهة نظر لكن لوتقارن مثلا موقف الحزب من القضية الجنوبية لوجدته أكثر وضوحا وعقلانية من مواقف بعض القوى الجنوبية المتشدده, فهو مثلا ادان الحرب على الجنوب ورفض الإشتراك في حكومة يعمل على تشكيلها الحوثيون واكد تمسكة باتلشرعية وقرار مجلس الأمن. ادان مجزرة المنصورة وغيرها ولم يدنها بعض الأخوة في الحراك. أقصد موقف شفيع العبد ليس متوازنا عند سرد المسببات مع قناعتي بحقه في الإستقاله التي هي حق مشروعز ومن يدري ربما عنده ما يبرر ذلك لكنه لم يفصح عنها. انعقد المجلس الحزبي العام في ديسمبر 2014م وكانت هناك مساحة كبيره للنقد والتقييم ولم يورد شفيع العبد اي ملاحظة حول هذا الموضوع بالرغم من ان هناك من طرح قضايا ورفع شعارات اكثر اهمية وخطوره وتتناقض مع الخط العام للحزب إلا ان الشفافية والديمقراطية الداخلية تظمن ذلك وهذا ليس دفاعا عن الحزب بل شهادة للتاريخ. وأخيرا هناك المئات من أعضاء بعض الأحزاب يقدمون إستقالاتهم دون إعلان السبب خوفا من العقاب , اما الإشتراكي أصبحت الإستقالات منه مصدر لطلبة الله والكثير يعملها تقربا لجهات اخرى بدون خوف من اي عقاب ز وهناك من يستقيل بقناعة لعدة اسباب منها عدم قبوله ببعض السياسات او السلوكيات للقادة ومنها ما يعبر عن نهاية خدمة بعد معاناة طويله سبب تعرض الحزب واعضائة للعقاب والتهميش والإقصاء في معظم المراحل من قبل خصومه وحلفائه
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص