تبنى تنظيم "داعش" قصف منطقة بلعون بمدينة بنغازي والذي أودي بحياة 3 أطفال أشقاء، فيما استنكر مجلس النواب المنعقد في طبرق والحكومة المؤقتة المنبثقة عنه استهداف المدنيين في المدينة، بحسب حسابات موالية للتنظيم بمواقع التواصل الاجتماعي.

وليلة الثلاثاء- الأربعاء، قتل 3 أطفال أشقاء وأصيب شقيقهم الرابع جراء سقوط قذائف صاروخية علي منزلهم بمنطقة بلعون، كما قتل مدنيان وأصيب 9 آخرون في سقوط قذائف أخري علي مساكن بمنطقة بنينا أمس.

وعرض تنظيم "دعش" علي حسابات موالية له بمواقع التواصل الاجتماعي صورا لمسلحين يطلقون قذائف صاروخية كتب عليها "استهداف تمركز لجند الطاغوت بقنابل الهاون عيار 120 في محور بلعون"، في إشارة لقوات الجيش المنبثقة عن البرلمان الليبي المنعقد في مدينة طبرق (شرق).

وتضمن ما نشرة ما يعرف بالمركز الإعلامي لولاية برقة (في إشارة لشرق ليبيا) التابع لـ"داعش "، صورا لأحد المسلحين وهو يقوم بإعداد القنبلة في القاذف، وصور أخري لعملية التجهيز لإطلاق القذيفة وصور ثالثة للحظة انطلاق القذيفة .

وكانت معارك مسلحة قد دارت الفترة الماضية بمنطقة بلعون بمدينة بنغازي بين قوات الجيش المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي البلاد وبين مسلحي تنظيم أنصار الشريعة، أسفرت عن سيطرة الأولي علي المنطقة وعودة بعض من الأهالي إليها و الذين نزحوا في وقت سابق بعد أن انحصرت المعارك في محيط المنطقة.

في السياق ذاته أدان مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، الحادث الذي أودي بحياة أطفال في مدينة بنغازي جراء القصف الذي استهدف حي بلعون، مطالبًا الجيش، المنبثق عنه "بسرعة حسم المواجهة في المدينة".

و خلال بيان مقتضب له اليوم الأربعاء تلقت الأناضول نسخه منه قال مجلس النواب الليبي إن " قذائف الإرهابيين لم ترحم طفلاً ولا شيخا ولم ينج منها النساء والرجال حيث تنهال القذائف على أهل بنغازي أينما حلوا ".

وطالب مجلس النواب الليبي خلال بيانه "القيادة العامة للجيش بسرعة الحسم في مدينة بنغازي وتحمل مسؤولياتها التي أنيطت بها تجاه مواطني المدينة التي أصبحت منكوبة بكل ما في هذه الكلمة من معنى"، علي حد تعبيره.

من جانبها استنكر الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني الحادث وذلك خلال بيان لها ترحمت فيه علي أرواح الأطفال الذين سقوط خلاله و أعربت عن تعازيها لعائلة ( بوجلدين ) التي ينتمي لها الأطفال الثلاثة الذين قضوا في القصف.

وخلال البيان الذي نشر علي الصفحة الرسمية للحكومة علي موقع فيسبوك مساء اليوم الأربعاء لفتت حكومة الثني " انتباه المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية لما يتعرض له المدنيين من نساء وأطفال و شيوخ من قتل وتشريد علي يد تلك الجماعات الإرهابية"، بحسب قولها.

وخلال نفس البيان أكدت الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق انها " مستمرة في محاربة الإرهاب أينما كان وحيثما وجد حماية للمواطنين و ممتلكاتهم حتي يستأصل الإرهاب من ارض الوطن " بحسب البيان .

إلي ذلك ذكرت مصادر من المستشفي الميداني بمنطقة بنينا بالضواحي الشرقية لمدينة بنغازي للأناضول في وقت سابق أن " عدد من القذائف العشوائية التي سقت علي المنطقة مساء أمس تسبب في مقتل شخصين أحدهما سوداني الجنسية ".

وتابعت المصادر " خلال ذلك القصف الذي لم يكن الأول خلال هذه الفترة قد أصيب 9 مدنيين آخرين بجروح بعضها خطيرة " .

كما شهدت منطقة بنينا هي الأخرى معارك مسلحة بعد محاصرة تنظيم أنصار الشريعة للمنطقة التي تحوي المطار المدني والعسكري الذي كانت تتحصن فيه قوات الجيش فيما انسحبت الأولي من المنطقة بعد 3 اشهر فيما تدور معارك قريبة من المنطقة .

وبحسب مراسل الأناضول، في مدينة بنغازي فإن المدينة مازلت تشهد اشتباكات مسلحة منذ اشهر بين قوات رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المجتمع في مدينة طبرق شرقي البلاد ومؤيدون لها من الأهالي المسلحين، وبين مسلحي تنظيم أنصار الشريعة الجهادي و كتائب الثوار الإسلامية الموالية له فيما يتخلل ذلك تساقط لعدد من الصواريخ العشوائية داخل أحياء سكنية ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.