الاثنين 30 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
شهادات ضباط وجنود إسرائيليين حول حرب غزة
جنود إسرائيليون بعد عودتهم من قطاع غزة العام الماضي
الساعة 01:48 (الرأي برس - وكالات)

بعد ستة أشهر تقريبا من انتهاء حرب غزة ( العصف المأكول ) ، بدأ الجنود والضباط الإسرائيليون الذين شاركوا في المعارك يكشفون النقاب عن الأحداث التي وقعت هناك.

وقد قام حوالي سبعين جنديا وضابطا من جنود الخدمة النظامية والدائمة والاحتياط برتب مختلفة بالإدلاء بشهاداتهم لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "لنكسر حاجز الصمت" بالنسبة لعمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الحرب المذكورة.

وذكر موقع واللا الإثنين أنه يتضح من تلك الشهادات أن هناك انتهاكات خطيرة جدا وقعت خلال الحرب، وبشكل خاص فيما يتعلق بتعليمات إطلاق النار، والدمار في ميدان المعارك. وتفيد منظمة حقوق الإنسان: إنه يتضح من تحليل الشهادات صورة مثيرة جدا للقلق، تتعلق بالتغييرات الجذرية التي طرأت على أنماط القتال في الجيش الإسرائيلي، وفي إطار هذه التغييرات فقدت الكثير من القيم مثل – طهارة السلاح، وحياة الإنسان- قيمتها.

ويقول أحد الشهود – رائد في سلاح المشاة: "يطلقون قنابل المدفعية قبل وصول القوات، ويقومون بإعلام السكان عبر إلقاء منشورات، ومن يتمكن من الهرب، فقد ينجو، ومن لا يهرب يموت تحت الأنقاض، وأنا أتحدث عن استخدام نيران مكثفة. إن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على تدمير منزل وسط حي من المنازل، بيد أن ذلك لا يعني أن جميع المنازل المحيطة به لن تصاب، وتلك المنازل المحيطة تصاب المرة تلو المرة تلو المرة حتى تسقط في النهاية، وحينها نرى منطقة مسطحة بدلا من المنازل التي كانت تقوم فيها، وأحياء يتم محوها. لقد سادت نكتة بين الجنود في تلك الآونة تقول: إن الفلسطينيين يغنون أغنية "لم يبق لدينا منازل".

وتفيد شهادات جنود آخرين: أن الجيش أطلق القذائف على مناطق أطلقت منها صواريخ فلسطينية، بيد أنه لم يكن يميز نقطة إطلاق الصواريخ بالضبط، مما أدى إلى إصابة منازل عامة ومؤسسات عامة.

ويقول ضابط برتبة ملازم ثاني من الوحدات التي شاركت في الحرب واصفا إحدى الأساليب التي أوضحها لهم ضابط رفيع كي يتجاوز القيود المفروضة على قتل المدنيين: "قال لنا الضابط الرفيع: هناك حيلة كنا نستخدمها في الحرب اللبنانية: فأنت تضع على الخارطة علامات لأهداف وتمررها عبر أجهزتك إلى سلاح المدفعية، وفي مرحلة معينة تقول لهم: أطلقوا القذائف على النقطة – لنفترض أنها 4- التي حددتها، لكن اجعلوا القذيفة تقع على بعد 466 مترا منها. من حقك أن تحدد مكان سقوط القذائف، فأنت رسول الحرب الأخيرة، لأنك تعرف أين يجب أن توجه قذائفك، خصوصا وأن قواعد السلامة لا تعني شيئا بالنسبة لضباط في هيئة الأركان لا يعرفون شيئا عما يحدث".

وتفيد بعض الشهادات أن أسلوب "أنقر على السقف" – أسلوب استخدمه سلاح الجو الإسرائيلي في تدمير المباني، حيث كان يقوم بإلقاء قنبلة واحدة قليلة التأثير على أحد المباني تحذيرا لنيته قصفها، ثم تعود الطائرة بعد دقائق معدودة لتدميرها- لم يكن يمنح السكان الفلسطينيين الوقت الكافي لمغادرة المنازل قبل القصف. ويقول أحد كبار الضباط: "كان هناك منزل من ستة طوابق في خزاعة – منطقة وسط القطاع- وقد وردتنا معلومات استخبارية حول لقاء ناشطين فيه، فقرر الجيش إطلاق قنبلة "انقر السقف" على أن تتم عملية القصف خلال 26 ثانية أو دقيقة.

ويقول أحد جندي برتبة رقيب أحد من سلاح المدرعات والذي قاتل في منطقة دير البلح: "أوامر فتح النار متشابهة تماما، كل من هو في المنطقة هو خطر، يجب أن تبدو المنطقة كمنطقة ريفية خالية من البشر، وإذا لم نر علما أبيض، أو شخصا يقول: أنا أستسلم، فإن كل من يبدو هو عدو ويجب فتح النار عليه. وكان الافتراض يقول: لا يوجد شخص بين الفلسطينيين غير متورط في هذه الحرب".

ويقول الكثير من الشهود: كنا نتلقى يوميا صورا جوية جديدة من منطقة القتال، وفي كل يوم كانت هذه الصورة تبدو مختلفة عما كانت عليه بسبب الدمار المكثف جراء القصف الجوي، كما كان هناك قسم من الأحياء قد دمر تماما. وأن منازل لم تكن مصدر خطر بناء على التحديد العسكري، بيد أن وجودها في المنطقة اعتبر خطرا نظرا لأنها تشرف على منازل احتلها الجنود الإسرائيليون، كان الجنود يقومون بتدميرها.

ويقول جندي برتبة رقيب أول من سلاح المدرعات حارب في منطقة غزة: كنا نتعامل مع من نعتقد أنه يقوم بأعمال المراقبة كمخرب، مثل أسامة بن لادن يحاول أن يطلق النار عليك. وحينما كان الجنود يرون شخصا يحمل بيده نظارة مكبرة أو مجرد يقف على سطح أحد المنازل وينظر باتجاههم كانوا يطلقون النار عليه فورا، بدون طلب الإذن بذلك.

ويقول أحد الجنود الذين حاربوا في منطقة مدينة غزة: حينما يصاب جندي أو دبابة تثور أنفسنا غضبا، ونرغب في أن نكيل للفلسطينيين الصاع صاعين، وحينها تصبح مسألة اتخاذ الأوامر أكثر سهولة. كما أن الأهداف التي لم تكن القيادة قد وافقت أن نقصفها بالأمس توافق على قصفها اليوم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص